بسم الله الرحمن الرحيم
حركة "فتح"- إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية
النشرة الإعلامية ليوم الخميس 11-11-2021 

*أخبار رئاسة
سيادة الرئيس يضع إكليلاً من الزهور على ضريح عرفات في الذكرى الـ17 لاستشهاده 

وضع سيادة الرئيس محمود عباس، اليوم الخميس، إكليلاً من الزهور على ضريح الرئيس الشهيد ياسر عرفات، لمناسبة الذكرى الـ17 لاستشهاده.
وقرأ سيادته، الفاتحة على روح الشهيد عرفات، بحضور رئيس الوزراء محمد اشتية، وأعضاء من اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والمركزية لحركة "فتح"، وأعضاء من المجلس الثوري، وعدد من الوزراء.

*فلسطينيات
بيت لحم: انطلاق فعاليات إحياء الذكرى الــ17 لاستشهاد أبو عمار 

انطلقت، اليوم الخميس، فعاليات إحياء الذكرى الــ17 لاستشهاد الرئيس القائد ياسر عرفات، في مواقع مختلفة من محافظة بيت لحم، بتنظيم حركة "فتح" إقليم بيت لحم.
وشهدت مختلف مدارس المحافظة إلقاء كلمات خلال الطابور المدرسي الصباحي، تستذكر القائد الخالد أبا عمار، كما خصصت الحصة الأولى للحديث عن سيرته، إضافة إلى إقامة عدد من الفعاليات كما جرى في مدرسة الإخاء الإسلامية وروضة الأرقم بتنظيم من لجنة الزكاة المركزية.
وشارك طلبة مدرسة ذكور تقوع في مسيرة حاشدة في ذكرى استشهاد أبو عمار، كما نظمت حملة تبرع بالدم في مستشفى بيت جالا الحكومي من قبل حركة الشبيبة الطلابية ومجلس اتحاد الطلبة في جامعة القدس المفتوحة، إضافة إلى عمل تطوعي في مستشفى فلسطين العسكري.
ومن المقرر تنظيم مهرجان مركزي عند الساعة 11 في جامعة بيت لحم، تنظمه حركة الشبيبة الطلابية ومجلس اتحاد الطلبة.

*مواقف منظمة التحرير
المجلس الوطني: الرَّئيس الرّمز الشَّهيد ياسر عرفات قاد ثورة شعبه بكل قوة وعنفوان وحافظ على وحدته الوطنية


قال المجلس الوطني الفلسطيني في الذِّكرى السَّابعة عشرة لاستشهاد القائد الرمز ياسر عرفات، إن الشَّعب الفلسطيني، وبكل فخر واعتزاز، يواصل التمسك بنهج الزّعيم الوطني والتّاريخي الشّهيد المؤسس أبو عمار.
وأضاف المجلس في بيان صدر عنه، اليوم الأربعاء، بهذه المناسبة: "إن هذا النهج يتكئ إلى منظومة كبيرة من قيم البطولة والتضحية والفداء، مؤكدًا أن شعبنا مصمم، أكثر من أي وقت آخر، على مواصلة نضاله الوطني حتى استعادة كامل حقوقه العادلة، ممثلة بالعودة والحرية والدولة المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها مدينة القدس وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة".
واستحضر المجلس بهذه المناسبة، نضالات وتضحيات الشهيد القائد أبو عمار، الذي قاد شعبه، بكل قوة وعنفوان واقتدار، نحو حرية شعبه واستقلال وطنه باذلاً كل ما يستطيع من أجل الحفاظ على هويته ووحدته الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا الفلسطيني، في أماكن تواجده كافة، التي شكلت وما زالت المرجعية النضالية والسياسية لشعبنا المكافح في مختلف مراحل قضيتنا الوطنية.
وشدد المجلس، على أن مقاومة شعبنا للمحتل الغاشم وسياساته العدوانية مستمرة، لا يرهبه بطش الاحتلال وإرهابه، معبرًا عن اعتزازه بثبات شعبنا وصموده على أرض الآباء والأجداد، مؤكدًا أن شعب الجبارين، كما كان يردد الشهيد الخالد أبو عمار، لن يرفع الراية البيضاء ولن تكسر إرادته وسيبقى رافعًا رأسه، بكل إباء وشموخ، مواصلاً تسجيل المزيد من الوفاء لدماء الشهداء وتضحيات الأسرى والجرحى حتى تحقيق تطلعاته بالحرية والعيش الكريم أسوة بباقي شعوب الأرض.
وجدد المجلس التأكيد على أن كل المؤامرات والمشاريع التصفوية التي يراد منها النيل من شعبنا وحقوقه الوطنية المشروعة سيكون مصيرها الفشل الذريع، داعيًا الدول التي ترعى الاحتلال وتواصل دعمه على حساب شعبنا وحقوقه، لأن تتحمل مسؤولياتها بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية للتخلص من الاحتلال الذي يواصل تنكره لها ولكافة الاتفاقيات الموقعة.
وأعاد المجلس التأكيد على أهمية بذل المزيد من المساعي والجهود الرامية إلى رصّ الصفوف وتحقيق المصالحة الوطنية والالتفاف حول منظمة التحرير الفلسطينية، بصفتها الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا الفلسطيني، بهدف تحصين جبهتنا الداخلية في مواجهة التحديات والمخاطر المحدقة بقضيتنا ومشروعنا الوطني.
وطالب المجلس مجددًا، المجتمع الدولي ومؤسساته بتحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني، الذي يعاني من ويلات الاحتلال وسياساته الظالمة، وذلك باتخاذ ما يلزم من التدابير والإجراءات التي تضمن تأمين الحماية له من اعتداءات جيش الاحتلال وجرائم مستوطنيه وإجبار حكومة تل أبيب على الانصياع للإرادة الدولية، من خلال تطبيق قرارات الشرعية الدولية لإنهاء الاحتلال وتمكين شعبنا من إقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشريف.
وختم المجلس بيانه بتوجيه التحية إلى أبناء شعبنا على ثباتهم وصمودهم في وجه الاحتلال، مشيدًا بصمود أسرانا الأبطال في سجون الاحتلال الإسرائيلي وفي مقدمتهم الأسرى المضربون عن الطعام الذين يخوضون معركة الحق بأمعائهم في مواجهة سياسة الاعتقال الإداري الظالمة.


*إسرائيليات 

الاحتلال يقمع مسيرة لإحياء ذكرى عرفات في تقوع ويصيب عشرات الطلبة بالاختناق 

هاجمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرةً طلابيةً خرجت من مدرسة ذكور تقع الثانوية جنوب شرق بيت لحم، اليوم الخميس، إحياءً للذكرى السابعة عشرة لاستشهاد القائد الرمز ياسر عرفات، وأطلقت باتجاههم الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز والصوت، ما أدى إلى إصابة عشرات بحالات اختناق.
يشار إلى أن قوات الاحتلال ما تزال تحاصر محيط المدرسة، حيث قامت الهيئة التدريسية بتعليق الدراسة.

*اخبار عربي دولي 
إحياء ذكرى استشهاد الرئيس القائد ياسر عرفات في موسكو 

افتتح في مدينة "تشيبوكساري" الروسية، معرض روسيا الفني الدولي الثامن، "فلسطين بعيون فناني روسيا التشكيليين"، والذى نظم اليوم لمناسبة الذكرى الــ17 لرحيل الرئيس ياسر عرفات.
وقال رئيس المنظمة الإقليمية العامة لجمهورية تشوفاشيا، رئيس جمعية الصداقة والتعاون بين شعوب تشوفاشيا وفلسطين بسام البلعاوي، إن الراحل الكبير كان قائدًا أمميًا عظيمًا، ناضل من أجل حرية وطنه وشعبه، وساند جميع حركات التحرر العالمية، وكان صديقًا كبيرًا ووفيًا، للشعوب السوفيتية والروسية، وكان ضيفا دائما على روسيا وقادتها، كما فاز بجائزة نوبل للسلام.
وأضاف البلعاوي، ان افتتاح المعرض الفني الروسي الدولي الثامن، لأجل فلسطين هذا العام، منح شعوب روسيا من كافة الفئات العمرية التعرف أكثر على تاريخ الثقافة والحضارة الفلسطينية عن قرب، وذلك بفضل لوحات كبار أساتذة الفن التشكيلي في روسيا، الذين أبرزوا من خلالها المكانة الخاصة لفلسطين في قلوبهم وقلوب كافة شعوب روسيا.
بدورها، قالت مديرة "قصر الإبداع الشبابي للأطفال"، إن افتتاح هذا المعرض في قصر الثقافة يشكل أهمية كبيرة، كونه أحد أهم قصور الثقافة في جمهورية تشوفاشيا الروسية، وتمارس فيه أنشطة عديدة مختلفة لتنمية مواهب الاطفال ويضم صالات عديدة، و9 فروع في مناطق مختلفة بالجمهورية الروسية، وسيتم نقل هذا المعرض لكافة الفروع من أجل إطلاع الأطفال على الثقافة الفلسطينية، وتنمية روح الصداقة في قلوبهم تجاه الشعب الفلسطيني.
وقال ممثل اللجنة الثقافية لجمعية الصداقة الفلسطينية التشوفاشية في مدينة "تشيبوكساري" الكساندر بافلوف، إننا اليوم أمام حدث هام سيساهم بكل تأكيد في نشر الوعي بثقافة الشعب الفلسطيني لدى أطفال روسيا، ففلسطين هي المكان الأقدس في العالم لكافة الأديان، وسنواصل رسم فلسطين من أجل دعم علاقات الصداقة والمحبة مع الشعب الفلسطيني.
ويضم المعرض عشرات اللوحات الفنية المميزة، التي تعرض للمرة الأولى في روسيا، وهي لفنانين من مدن مختلفة من روسيا، وكذلك من فلسطين، واليمن والأردن.

*أخبار فلسطين في لبنان 

حركة "فتح" - إقليم لبنان: في الذكرى الـ١٧ لاستشهاد الرئيس الرمز ياسر عرفات.. عهدُنا استمرار صون استقلالية القرار الوطني ومواصلة مسيرة كفاحه الثوري


أبناء شعبنا الفلسطيني الصّامد في لبنان، 

لم نعتد نحنُ الفلسطينيين قط أن تكون أيامنا عاديةً، فكل يوم كان حدثًا ومواجهةً وانتصارًا أو نكبة، ولكن في ظل تزاحم الأحداث في الذاكرة الفلسطينية حتى اختلاطها، يبقى تاريخ اليوم حاضرًا أبدًا بأدق تفاصيله وأشملها. ففي مثل هذا اليوم، ١١-١١-٢٠٠٤، ارتقى قائدنا ورمزنا ومفجّر ثورتنا العظيمة ياسر عرفات "أبو عمّار" إلى جوار ربّه شهيدًا كما أراد دائمًا.  لم نعي في هذا اليوم الذي توقف فيه الوقت والتقويم أنَّ ابتساماته وقُبلاته التي ودَّعنا بها متوجّهًا في رحلته ستكون الأخيرة، ظنناهُ يعود إلينا كما في كلِّ مرة بطلاً جبلاً لا تهزه الرياح، فعاد إلينا أكثر من ذلك بطولةً، عاد أسطورةً خالدةً زُرعت في ذاكرة ووجدان الأجيال، وبقي حاضرًا فينا وبيننا نستقي معاني البطولة من قيمه وسجاياه. 

أبناء شعبنا الفلسطيني البطل، 

١٧ عامًا مضَت على استشهاد رمزنا وقائد مسيرتنا ياسر عرفات على يد الاحتلال الإسرائيلي وأعوانه. يومها اعتقد العدو وأعوانه أنَّ القضاء على أبو عمار هو اغتيالٌ عاديٌّ لقائدٍ من شأنه تسهيل عملية الانقضاض على حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" ومنظمة التحرير الفلسطينية وتمزيقها، وإطفاء وهج الثورة وإحباط العزائم وتقويض تحقيق مشروعنا الوطني ومواصلة مسيرتنا وخلق خلافات داخلية تُثبط كفاحنا الوطني وتمزق وحدتنا الفلسطينية، لكنَّ هؤلاء نسوا قراءة التاريخ ونسوا أنَّ أبا عمار لم يكن يومًا عاديًا، وأن" فتح" لم تكن إلا استثنائيةً دائمًا. 
إذ لم تكن عظمة الشهيد ياسر عرفات في تحقيقه البطولات الآنية مُتَّكئًا على مقدّرات وقوافل من الجيش والعتاد، بل إنَّ عظمته وبراعته كمنت في تلك القدرة العجيبة على تجاوز كل العقبات، بل وتحويلها لعوامل منعة وقوة واستمرارية لابتكار المعجزات وصناعة التاريخ الفلسطيني الخالد، وترسيخ الأسس والمبادئ والتجارب الثورية والسياسية لضمان ديمومة الثورة. 
فهو الذي أسس وثلة من رفاقه الرجال الرجال حركتنا الرائدة ما بين عامي ١٩٥٧ و١٩٥٨، وفجّر شرارتها في الفاتح من كانون الثاني عام ١٩٦٥، وأراد لها ألا تكون حركة عابرة، فجعل منها حركةً للشعب الفلسطيني، ومدرسةً ترسخ المُنطلقات والمبادئ والأهداف الثورية، وعلى رأسها استقلالية القرار الوطني الفلسطيني ورفض الوصاية مهما كانت الضغوطات السياسية والأمنية، هذه المدرسة التي تتلمذ فيها أجيال من القادة الذين تشبّعوا بنهج وتجربة ياسر عرفات، لتحمل إرثها الأجيال جيلاً بعد جيل، وتبقى متّقدةً مستمرةً حتى النصر والتحرير، وتبقى أبدًا عصيةً على التبعية والتدجين. 
لقد أتقن ياسر عرفات تطويع الواقع العنيد لإرادته، وامتلك من الحكمة ونضوج التجربة الميدانية ما أهله لاتخاذ القرارت الصعبة في أحلك الظروف وأكثرها تعقيدًا، ليخلق من وهن اللحظة اشتدادَ عود الفكرة واقترابًا أكثر نحو تحقيق الحلم والهدف. فعَلَها في الكرامة ليمنع وأد فكرة الثّورة، وفي حصار بيروت ليسطر ملحمةً في الصمود وإدارة المعركة السياسية والعسكرية، وفي أحداث طرابلس محافظًا على الوحدة والجسد الفتحاوي، وبعد خروج الثورة من لبنان إلى العواصم العربية، مُثبتًا في كل المحطات أنه الرقم الصعب وأن "فتح" حركة جذورها ضاربةٌ في الأرض وأغصانها تعانق السماء. 
اختزل ياسر عرفات في كوفيته وملامحه ومسيرته تفاصيلَ الوطن، حتى سكنته فلسطين، وصارت رفيقة دربه حيثما حلَّ وارتحل، وأينما شيّد أحد المتاريس أو حفرَ خندقًا أو ألقى كلمةً على مسمع المجتمع الدولي. 
كما تمكّن ياسر عرفات من صناعة قاعدة عالمية لحركة "فتح" و"م.ت.ف" عبر استقطاب دعم حركات التحرر العالمي وترسيخ فكرة أنَّ الاستعمار والصهيونية كلاهما وجهان لعملة واحدة وبالتالي يجسّدان عدوًا أوحد للشعوب المضطهدة المحتلة أرضها. 
ولأنه كان قارئًا مُجيدًا للسياسة الدولية مُدركًا لأهمية العمل السياسي في دعم منجزات الثورة وتعزيز حضورها العربي والدولي، فقد حرص ياسر عرفات على استثمار الكفاح سياسيًا، ونسج التحالفات التي تعزز مكانة الثورة ومنظمة التحرير سواءً أكانت مع دول أو حركات تحرر عالمية، جائبًا الدول والقارات من أجل كسب الدعم وتوسيع معسكر الأصدقاء. كما لم يتوانَ عن الإدلاء بالتصريحات للوسائل الإعلامية التي كانت تتهافت للقائه بعد ما حققه من مجد وعظمة في الساحة العالمية إيمانًا منه بأهمية الإعلام في إيصال الصوت الفلسطيني والرواية الفلسطينية التاريخية إلى العالم. 
عاد ياسر عرفات إلى أرض الوطن قائدًا رئيسًا للشعب والأرض والسلطة والمؤسسات، وزعيمًا لحركة التحرر الوطني الفلسطيني، وبقي مسكونًا بحلم بناء الدولة الفلسطينية ذات السيادة التي أراد لها أن تُنجز في حياته، باذلاً في سبيلها كل ما استطاع. ورغم حصاره وتضييق الخناق عليه لإرغامه على الاستسلام فقد كان صموده ورفاقه في المقاطعة صمودًا أسطوريًّا رغم تمترس الدبابات ودق الجرافات جدران المكان ونيران القنّاصة وشح الطعام، وانقطاع المياه والكهرباء، والحرب النفسية، ليردّد بكبرياء وشموخ مقولته الشهيرة: (يريدوني إمّا أسيرًا، وإمّا طريدًا، وإمّا قتيلاً.. لأ أنا بقول لهم شهيدًا.. شهيدًا.. شهيدًا..) ثم كان للفدائي الأول ما أرادت نفسهُ. 
لقد جسّد القائد الرمز ياسر عرفات مدرسةً في التحدي والصلابة والتضحية والإيثار وتقديس الوحدة الوطنية، وما زال بروحه الحاضرة فينا الدافع والمحفّز لنا اليوم أكثر من أي وقت مضى على تصعيد مقاومتنا بكل أشكالها الميدانية والشعبية والسياسية والقانونية بشكل يومي وفي كل مواقع المواجهة مع منظومة الاحتلال الصهيوني ومستوطنيه وحلفائهم.
وإنّنا اليوم إذ نُحيي الذكرى السابعة عشرة لاستشهاد قائدنا الوطني المؤسّس، لا نخلّد ذكراه الراسخة في قلوبنا وعقول أجيالنا فحسب، وإنما نجدّد القسم له، بأن "عهدنا استمرار".. هو استمرار للنهج والمبادئ النضالية الثورية التي أرسى دعائمَها، واستمرار لصون القرار الوطني الفلسطيني المستقل الذي تركه أمانةً بين أيدينا، واستمرار بمواصلة مسيرة كفاحه الوطني بالتفاف واعتزاز وثقة كاملة بخليفته المؤتمن على ثوابتنا وقضيتنا ومصيرنا، سيادة رئيس دولة فلسطين القائد العام لحركة "فتح" محمود عبّاس وهو يخوض بشجاعة وعزيمة معركة تحقيق أهداف مشروعنا الوطني، وعلى رأسها إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وعودة شعبنا الفلسطيني اللاجئ إلى وطنه. 

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار 

والحرية لأسرانا الأبطال 

والشفاء لجرحانا الميامين 

والعهد أن نبقى على العهدِ مستمرين وللأمانة حافِظين 

وإنها لثورةٌ حتّى النّصر

*آراء 

حتى القدس| بقلم: محمود أبو الهيجاء 

لنا ياسر عرفات، لا في الحكاية، ولا في المخيلة، ولا في الذاكرة فحسب، وإنما في نسيج الروح، ونبض القلب، وواقع اللحظة التي لا تكف عن التجدد، وهذا يعني أنه الحاضر دومًا معنا وبيننا نحدثه، ويحدثنا، عن مسيرة الحرية ذاتها التي شق دروبها مع أخوته من مركزية "فتح" الأولى، كتيبة التأسيس والتكوين، لأجل أن نمضي شعبا حرًا في هذه الدروب، مكافحًا للوصول إلى سدرة المنتهى، حيث فلسطين العودة والاستقلال، فلسطين الدولة ذات السيادة بعاصمتها القدس الشرقية، فلسطين الأمن والسلام والاستقرار، وما زلنا في دروب هذه المسيرة نمضي أوفياء للعهد والوعد والقسم، وبهتاف ياسر عرفات الأيقونة "يا جبل ما يهزك ريح".
لنا ياسر عرفات، وقد ثبتت رؤية هلال الاستقلال، بعد أن بات لفلسطين مقعد دولة في حاضرة الأمم المتحدة، وإن كان مقعد المراقب، لكن إن هي إلا حتمية التاريخ لتكون دولة فلسطين كاملة العضوية، وقد باتت عالية بصروح السيادة والاستقلال، وخضراء بجغرافيا وطنها، وروح أهلها، وبحكم حقيقة أن شعبنا الفلسطيني بتضحياته العظيمة وكفاحه البطولي، وبالثبات الملحمي لقيادته الحكيمة والشجاعة في الزمان الفلسطيني ومكانه، بحكم هذه الحقيقة فإننا من يقود التاريخ إلى إقرار حتميته وتحققها على أرض الواقع، وبحكمها أيضًا، وعلى أرضيتها، وبقيمتها الاستراتيجية، تخلق هتافًا جديدًا، هتاف يقول بواقع الهوية الفلسطينية وطبيعتها بكونها هوية الفخر والاعتزاز، وهوية الانجاز، بقدر ما حققت وتحقق من حضور أخاذ بين أمم العالم، وشعوبه، كهوية نضالية، وإنسانية متحضرة في دروب نضالها العادل، وبكوفية ياسر عرفات الفلسطينية صارت موقفًا من مواقف التحدي لأحرار العالم ضد الظلم والعنصرية والاستبداد، إنه هتاف العزة الذي نادى به سيادة الرئيس أبو مازن "ارفعوا رؤوسكم فأنتم فلسطينيون" يوم رفع علم دولة فلسطين إلى جانب أعلام أمم الأرض جميعها في باحة الأمم المتحدة. 
لنا ياسر عرفات ولأحرار العرب والعالم أجمع وللتاريخ الإنساني أن يزدهي به أيقونة للثبات الملحمي على مبادئ وقيم وغايات الحق والعدل والسلام.
لنا ياسر عرفات وسيبقى لنا زعيمًا، وتاريخًا، وأمثولة في سيرة حيوية لا تكف عن التواصل الحميم في واقعنا النضالي، ولهذا لا نراه في الضريح بقدر ما باتت روحه تطوف في روابي القدس ودروبها المقدسة، وبقوة حضورها نراه ماشيًا معنا في كل خطوة نمشيها في دروب مسيرتنا الحرة.
لا نحيي ذكراه اليوم، وهو الخالد فينا، وإنما نحن نحتفي بمعانيه الشمولية، وقيمه النضالية والانسانية في سيرته العطرة، ولا نفعل غير ما يمليه علينا تاريخه الحافل بالبطولة إلى حد الأسطورة، وقد بات تاريخًا لفلسطين وشعبها لا في النص فحسب، وإنما في الواقع الراهن كذلك، متجسدًا بما أنجز الزعيم وما حقق، حتى باتت فلسطين مالئة الدنيا وشاغلة الناس.
بايعناه زعيمًا في حياته، ونبايعه اليوم في ضريحه، عهدًا ووعدًا وقسمًا، برؤوسنا المرفوعة عاليًا، فنظل معًا وسويًا حتى القدس، حتى القدس، حتى القدس. 

المصدر: الحياة الجديدة