النجاح يستحق الفرح، وعندما تكون فلسطين وجوهرتها القدس في قلب هذا النجاح يتضاعف الفرح.

ثلاثة نشاطات ثقافية احتضنها الأردن وتكاد تكون متزامنة.
مهرجان جرش للثقافة والفنون 35، معرض عمان الدولي للكتاب 20، ومهرجان الأردن الرابع للإعلام العربي.
وتزامنت هذه النشاطات مع الاحتفال بمئوية الدولة الأردنية لتعكس التطور الحضاري والثقافي والمعرفي لدولة نمت معرفيًا وثقافيًا واقتصاديًا رغم كل العواصف التي عاندتها وصراعات الإقليم الذي تسكن قلبه.
شعب واجه وتحدى وبنى ونما في ظل قيادة هاشمية كان لها دائمًا رؤية وسياسة واستراتيجية للتعامل مع كل المحن التي مرت بها البلاد، تعيش الآن صراع التحدي للبقاء قوية في ظروف إقليمية معقدة وصعبة، وضغوط هائلة لثنيها عن دورها الذي اختارته، دعم فلسطين وقضيتها وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، بتوافق عميق على الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات، وبذل ما تستطيع من جهود وتسخير أقصى ما يمكن من الإمكانات للحفاظ عليها وصيانتها ومواجهة الخطط الصهيونية التي تحاول تهويدها بالقوة وتزوير التاريخ وفرض الأمر الاحتلالي الذي يعكسه واقع القوة الهمجية.
لاقى مهرجان جرش نجاحًا تحدثت عنه وسائل الإعلام كافة، رغم بعض الإشكالات التنظيمية، وفي برنامجه كانت هناك فعاليات ثقافية وفنية، كان لفلسطين حضور إيجابي فيها، ونظم بعضها في معرض عمان الدولي للكتاب الذي كان مجرد إقامته تحد كبير، قبلته الهيئة الإدارية للاتحاد برئاسة الزميل جبر أبو فارس، وباختصار تجاوز كل العقبات وحقق نجاحًا كبيرًا ليس بعدد المشاركين والزوار فقط، وإنما بإبقائه أيضًا على شعاره الذي تبناه الاتحاد منذ دورته السادسة عشرة يوم استضاف دولة فلسطين كضيف شرف أوّل، شعار القدس عاصمة فلسطين، كبرهان على وحدة الموقف والمصير، وواظب على ذلك في كل الدورات اللاحقة، كان لفلسطين ممثلة بناشريها وكتابها وبحضور وزيرها السابق النشيط الشاعر إيهاب بسيسو، حضور مميز، وامتد هذا الحضور المؤثر في هذه الدورة، رغم صعوبة ظروف فلسطين الحالية، حيث شاركت العديد من دور النشر الفلسطينية وارتاده وشارك في فعالياته العديد من الكتاب والمثقفين والمؤسسات الفلسطينية، توَّجها وزير الثقافة الفلسطيني الحالي الروائي عاطف أبو سيف، بزيارة المعرض وتفقد جناح وزارة الثقافة فيه، الذي ربما كان أقل غنى بمحتوياته من الدورات الماضية، بسبب الظروف، لكن بهجة حضور فلسطين في أرجاء المعرض وفعالياته، ظلّت مشتعلة، وظل الفرح بالنجاح طاغياً.
أما مهرجان الأردن الرابع للإعلام العربي الذي انطلق منذ يومين بعد انقطاع لثلاث سنوات، فقد سمى دورته هذه "دورة القدس"، شارك فيها دول عديدة وإعلاميون وفنانون وكتاب وحلت سلطنة عمان كضيف شرف، مثل فلسطين فيها هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية بحضور المشرف على الإعلام الفلسطيني الوزير أحمد عساف وعشرات من الفنانين والإعلاميين، وشاركت في فعالياته فرق فنية وأفلام وثائقية فلسطينية، وأحيت فيه الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الفلسطيني أمسية فنية- ليلة مقدسية- بمشاركة فنانين وفنانات وفرق فلسطينية وأردنية، حضرها مئات من الأردنيين والفلسطينيين والوفود المشاركة في المهرجان.
كلمات رؤساء الوفود والمشاركين أكدت على حقيقة ثابتة، فلسطين في القلب كقضية العرب المركزية، دون التفات لأي قنوات تطبيع مفتوحة تتجاوز المعقول والمألوف والحق.
حققت هذه النشاطات نجاحًا باهرًا، فكان الفرح، وكانت فلسطين في القلب منه.

المصدر: الحياة الجديدة