هذه هي الزيارة الأولى لرئيس الوزراء الحالي لإسرائيل نفتالي بينيت للقاء الرئيس الاميركي جو بايدن، وقد حاول بينيت في الأيام الأخيرة قبل اللقاء أن يوحي بأنه رئيس وزراء قوي، ومتشدد، وانه علامة بارزة وسط السياسيين ، حاول ذلك من خلال التأكيد على أنه لن تكون هناك مباحثات أو مفاوضات من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وأنه مصر على مواصلة عمليات الاستيطان الواسعة في الضفة الغربية ، ومعها مذابح العدوان المستمر ضد الشعب الفلسطيني وقيادته، كما حاول الإيحاء بأن لديه خطة عمل مغايرة للخطة السياسية والدبلوماسية التي تواصلها أميركا  في سلوكها تجاه البرنامج النووي الايراني ، وإصرار أميركا على المضي في هذا النهج وأنها ستلجأ إلى وسائل أخرى إذا فشل الجهد السياسي والدبلوماسي، ولكن الآمال التي عقدها نفتالي بينيت رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي صعد به التحالف الذي يقوده يائير لبيد الذي يشغل منصب وزير الخارجية في الحكومة الاسرائيلية الحالية، قد انطفأت وقد بدأ الإنطفاء في هذه الزيارة بداية بسبب تأجيل اللقاء ليوم واحد من الخميس إلى الجمعة بسبب المشهد الدموي الذي حدث في مطار كابل في افغانستان ووصول عدد القتلى إلى مئة وثلاثة وثمانين قتيلاً وهو رقم ليس نهائيًا، لكن الانطفاء في زيارة نفتالي بينيت استمر أيضًا في إذعان إسرائيل أمام المنهج الذي تمارسه أميركا واستمرار إصرارها على نهج الحوار السياسي والدبلوماسي، حتى أن نفتالي بينيت لم يكن في مقدوره سوى أن يوافق على النهج الاميركي، دون كلمة واحدة زيادة ، والقول أن أميركا هي الحليف الأهم لإسرائيل هو كلام قديم، وليس فيه جديد، لكنه لا يعطي بينيت أي نوع من البريق أو زيادة التقدير بأنه الرجل المناسب لقيادة المرحلة في إسرائيل، بل إن " مارتن إنديك" السفير  الاميركي الأسبق لدى إسرائيل قال في لقاء اعلامي على فضائية الحرة الاميركية ، أن السؤال الذي يحتاج إلى إجابة هو هل تقبل اميركا بإيران نووية أم تلجأ إلى القصف؟.

عشرات السنوات مرت، كانت فيها إسرائيل تاخذ من أميركا أكثر مما تطلب ، ولكن العالم يتغير، ومن لا يصدق ذلك يكون اعمى بالمطلق ، بل أن السنوات  التي قضاها نتنياهو في مكتب رئيس الوزراء ، وخاصة في عهد دونالد ترامب ، الذي لم يعد أحد يسمع به إلا بصعوبة بالغة ، تلك السنوات توشك أن تصبح مجرد ذكريات، فالعالم يتغير، وقدرة الشعب الفلسطيني على الحضور بثوابته هي الحقيقة الكبرى في العالم، ونرجو أن تدعم هذه الحقيقة بجهد فلسطيني كبير من أجل تعزيز وحدتنا، فأكبر خدعة للذات أن تلجأ بعض الجهات الفلسطينية إلى الرقص على أنغام الآخرين متناسية أن أعظم لحن هو لحن الوحدة والثوابت الفلسطينية.