تقرير: بسام أبو الرب

 

عام 1982 واجه أهالي بلدة عقربا جنوب نابلس المستوطنين، وأسقطوا مخططاتهم في الاستيلاء على مساحات واسعة من أراضي خربة الطويل شرقي البلدة الواقعة جنوب نابلس، لصالح توسيع مستوطنة "جتيت".

اليوم وبعد 39 عاما، عاد المستوطنون ليحققوا أطماعهم في الاستيلاء على هذه المناطق الزراعية الخصبة، والتي يطلق عليها الأهالي اسم "قطعة الحية" وتصل مساحتها لنحو الف دونم، وشرعوا في حراثتها، بحجة أنها مناطق جرى استئجارها من المستوطنة، بناء على قرار التوسعة المصادق عليه عام 1997 من قبل الاحتلال.

تشهد المنطقة منذ أيام انتفاضة من قبل الأهالي في محاولة للتصدي لخطة الاستيلاء على هذه الأراضي، أصيب خلالها مواطنان من قرية مجدل بني فاضل بجروح ،عقب اعتداء مستوطنين عليهما، وأخرون بالاختناق نتيجة استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، الذي أطلقه جنود الاحتلال.

رئيس بلدية عقربا غالب ميادمة، أكد في حديث لوكالة "وفا"، ان المناطق المستهدفة في خربة الطويل، هي أراضٍ زراعية خصبة، وتقسم الى عدة مناطق تزرع بشكل موسمي، وفيها مراعي ويتخللها عدة هضاب.

وقال إن المساحة الإجمالية لخربة الطويل تصل لنحو 12 ألف دونم، فيما تصل مساحة الاراضي السهلية المستهدفة حاليا ويجري حراثتها من قبل المستوطنين إلى نحو 1000 دونم، وهناك محاولات دائمة من أجل الاستيلاء عليها، لصالح توسعة مستوطنة "جتيت".

وأضاف ان قوات الاحتلال تدعي بأن هناك مخططا هيكليا في التوسعة، مقر منذ عام 1997، وعلى هذا الأساس يدعي المستوطنون استئجارهم هذه الاراضي من المستوطنة، وهي بالأصل ملكية لأهالي عقربا، وجزء منها لأهالي بلدة مجدل بني فاضل.

وتابع ميادمة: عام 1982 حاول المستوطنون الاستيلاء على هذه الاراضي، وتوسعة مستوطنة "جتيت" الا مخططاتهم فشلت، بعد إثبات ملكيتها للمواطنين، واليوم عادوا للاستيلاء عليها مرة اخرى.

وبين ان هذه المناطق تشهد تدريبات عسكرية بشكل مستمر بالذخيرة الحية، وهي قريبة جدا على منازل البلدة.

وأوضح ميادمة "منذ حرب 1973، بدأ جيش الاحتلال بإعداد هذه المنطقة، لتصبح مكانا لمناوراته العسكرية، بسبب موقعها الاستراتيجي المطل على الحدود الشرقية مع الأردن، وإجمالي ما جرى الاستيلاء عليه من أراضي عقربا حوالي 70 الف دونم، من مساحتها الإجمالية التي تصل الى 144 الف دونم، بحجة أنها مناطق عسكرية مغلقة، ويحرم على الأهالي الوصول اليها، وأخرى مصنفة كمناطق عسكرية ومحميات طبيعة".

ترتفع خربة الطويل 337 مترا عن سطح البحر، وكان يقطنها 126 نسمة، حسب إحصائيات العام 1961، وتحتوي على أساسات وأكوام حجارة وصهريج وآثار بنيان قديمة، حسب ما ذكره الباحث والحكواتي حمزة العقرباوي في بحث بعنوان "جغرافيا الصراع على الارض...خربة الطويل مثالا" وذكر العقرباوي أن "خربة الطويل /وما حولها/ تعتبر قلب عقربا النابض وشريان الحياة بالنسبة اليها، ومن أراضيها ما تنتج الحبوب والثروة الزراعية وكذلك الثروة الحيوانية ومنتجاتها من الألبان والحليب والأجبان واللحوم، لذا فإن هذه المنطقة بمثابة القلب لقرية عقربا، ومن أجل ذلك كان من الضروري التنبه لخطورة المساعي الرامية للاستيلاء عليها.