في الذكرى الـ 43 لليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي أقرته الجمعية العامة في الـ29 من تشرين الثاني عام 1977 في يوم صدور قرار تقسيم فلسطين رقم 181 عام 1947.. تبقى فلسطين الوطن الذي ما زال ينتظر العدالة على هذه الأرض ومن حق شعبها أن يعيش سلامًا "حقيقيًا" غير مرتهن لابتزاز الاحتلال وداعميه.. ورغم كل المؤامرات التي حيكت وتحاك فان التاريخ أثبت استحالة القفز فوق إرادة الشعب الفلسطيني الذي يمسك زمام القرار الأخير في تعطيل الصفقات والمشاريع المشبوهة التي تستهدف وطنه ومن هنا كان رده الواضح والدائم بأن لا أحد يستطيع أن يقرر عنه في كل ما له علاقة بفلسطين وحقوقها المشروعة.

فإن فلسطين التي تغتال يوميًا لا يمكن أن تغدو ذكرى وأن التضامن معها ومع شعبها لهو اعتراف بالحقيقة التاريخية لوطن عربي، نشأت فيه الحضارات وهبطت على أرضه الديانات السماوية.. فليكن تضامنًا يليق بصمود وعناد وحصار هذا الشعب ينطلق من الدفاع عن حقه في أن يكون له وطن مستقل ويتمتع أبناؤه بالحرية التي تتيح لهم  التنقل كأي شعب في هذا العالم.

وإذا كان بعضنا قد أضر بالقضية الفلسطينية، قضية مركزية، فأخرجها من حساباته أو صوبها خطأ حسب بوصلته الخاصة التي تخدم مصالح سياساته واحيانا ذهب في استخدامها عمدًا بغية إشباع شعاراته المضللة، فإن الأمر لن يبدل شيئًا في شعب قد حدد حقوقه وما زال منذ 72 عامًا يقارع محتله في سبيل احقاقها.

التضامن مع الشعب الفلسطيني، رسالة وطنية تبعثها اليوم وفي كل يوم شعوب الأرض الحرة مع كل فئات المجتمع الفلسطيني، أينما وجدوا سواء في أراضي 48 أو الضفة أو القدس أو غزة أو في الشتات الممتد على كوكب الأرض.

نتضامن مع الشعب المسلوبة حريته والمهددة حياته كيفما اتجه، مع اولئك الذين يهدم العدو بيوتهم قبل طلوع الفجر وفي وضح النهار، نطرق في ذكرى التضامن أبواب الزنازين المغلقة على آلاف الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي وبينهم مئات الأطفال والنساء.

ولا بد أن نعيد طرح السؤال عن اللاجئين في المخيمات الفلسطينية لا سيما في لبنان والتي ضمت مؤخرًا آلاف المهجرين من سوريا لنسأل عن حقوقهم الضائعة بعد كل أعوام النكبة وحياتهم التي لا ينقصها إلا الحياة، فهؤلاء هم فلسطينيون أيضًا ومن الأجدى ذكرهم والوقوف على معاناتهم ومسؤوليات العالم والوطن المضيف تجاههم.

نتضامن مع فلسطين يعني أن نتضامن مع لائحة طويلة من "الحقوق" التي يطالب بها شعب احتلت أرضه منذ قرن من الزمن، من الصعب أن تجد شعبًا في هذا العالم يصبر على ضيم حرمانه منها أو الاضطهاد الذي يلاحقه في سبيل فرض هذا الحرمان.. فتحية لشعب صنع من عذاباته نجاحًا ومن نكبته قضية ثابتة بثباته يليق به السلام والحرية والأمان.