منذ قيام دولة إسرائيل، وصدور قرار 181 سنة 1997، أي منذ ثلاثة وسبعين عامًا، وإسرائيل لم تتحرج مطلقًا في تعريف نفسها، ماهي؟؟ هل هي دولة حقيقية أم دولة افتراضية فقط رغم سلاحها النووي، ورغم قوتها العسكرية التي زودت بها من موجه الاستعمار القديم؟؟ والنموذج هو بريطانيا، ووزير خارجيتها بلفور الذي أصدر وعده غير الشرعي وغير القانوني وغير الأخلاقي: وعد بلفور، حيث من لا حق له أعطى لمن لا يستحق، من وقتها حتى الأن وإسرائيل حاضرة في تعريف نفسها، وكل الخرافات التي قيلت عن شرعيتها جوبهت بتشكيل هائل من يهود بارزين مثل من يطلق عليهم (المؤرخون الجدد) أو بعض يهود أميركا مثل نعوم شوميسكي والقس المر بيرغر أو المؤلف والمؤرخ الفرد ليلنتال وأمثالهم كثير في العالم.

فاسرائيل لم تطبق القرار الذي قرر إنشاءها وهو القرار 181، وإسرائيل لم تعترف بالقانون الدولي ولا بقراراته مثل قرار 242، ولم تعترف بقرار 2334 الذي يقول إن الاستيطان في الأراضي الفلسطينية هو غير شرعي ولن يكون، وهذا يدفعنا إلى التأكيد على أن إسرائيل تحتاج إلى تعريف، ماهي؟؟ ومن هي؟؟

وعندما نقرأ بعناية أن إسرائيل تقوم الآن على يد رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو بممارسة جنون الاستيطان وجنون هدم البيوت في القدس وفي الأراضي الفلسطينية عمومًا وتقوم بسعار القتل، وخاصة الأطفال، والاعتداءات على الأسرى في السجون وباقتحامات هستيرية ضد الأقصى ونصب شمعدانات على سطح المسجد الإبراهيمي في الخليل، فإن تلك الاعتداءات المجنونة المكثفة تتصاعد من بداية ظهور علامات سقوط دونالد ترامب وبداية الاستعداد لمغادرة البيت الأبيض غير مأسوف عليه، فقد حول حزبه الجمهوري الى لعبة تافهة لا يليق بها سوى الانسحاق، وحول أميركا إلى دولة وحيدة يشكك العالم في أهليتها، والجميع يتابع الآن كيف ستكون نهاية هذه الظاهرة المزيفة الفارغة التي اسمها دونالد ترامب التي صدقت الضجيج الذي يقول أميركا أولًا، فجاء من يقول إن هذا يعني أنها وحيدة، وأن فلسطين بقيادتها الشجاعة الواعية وشعبها العظيم وقضيتها العادلة نالت من ظاهرة دونالد ترامب صعوبات بالغة، لكن فلسطين بكل مكوناتها باقية بقوة، أما ظاهرة دونالد ترامب فذاهبة إلى مزابل التاريخ، فأهلا بفلسطين، وسحقًا لترامب ولا ينجح الظالمون.