كشف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن عن ممارسته الضغط على إسرائيل للإفراج عن مزيد من السجناء الفلسطينيين، بموجب وعد تلقاه سراً من رئيس الوزراء الإسرائيلى السابق إيهود أولمرت.

فبينما يحتفل الفلسطينيون بإطلاق سراح 477 سجينا، وفى انتظار 550 آخرين مقابل الجندى جلعاد شاليط، بموجب اتفاق وفاء الأحرار بين حماس وتل أبيب، وقال عباس فى مقابلة مع مجلة "التايم" إنه قضى أشهراً فى التفاوض حول تفاصيل اتفاق سلام محتمل مع أولمرت، قبل أن يتم إجبار رئيس الوزراء الإسرائيلى السابق عن الرحيل عن منصبه منذ ثلاث سنوات.

وقال عباس إن ما يخص السجناء جاء بعد أن رتب أولمرت مرتين للإفراج عن عدة مئات الفلسطينيين كبادرة حسن نية قبيل محادثات السلام. وأضاف: "وبعد ذلك طلبت منه الإفراج عن عدد أكبر"، ووقتها أشارت تقارير صحفية إلى أنهم 2000 سجين فلسطينى.

ووفقا لعباس فإن أولمرت قال له: "لا أستطيع الآن الإفراج عن هذا العدد بسبب قضية شاليط، لكن أعدك بذلك عند حل هذه القضية، وأعدك بالإفراج عن عدد أكبر"، ويؤكد عباس أنه كرر هذا الوعد مرتين فى لقاءين مختلفين.

ويضيف عباس: "لكنه طلب منى أن أحتفظ بهذا الوعد سرا بيننا، لأننا لا نريد أن نؤثر على ما يخص صفقة شاليط وقتها.. وبالفعل التزمت بهذا". ويشير أنه الآن بعد عودة شاليط فإننا سنطالبهم بالوفاء بوعودهم، فرغم أن مفاوضات أولمرت حول شاليط من قبل فشلت، لكن عباس يريد نتنياهو أن يفى بوعد سلفه.

وفى محاولة لدفع هذه العملية قدما، قال عباس إنه عرض على إدارة أوباما الأمر، وأبلغ الدبلوماسى الأمريكى دانييل روبنشاين بتفاصيل لقاءات فى رام الله وبحضور دبلوماسى أمريكى اعتبر أن إمكانية الإفراج عن سجناء فلسطينيين إجراء "بناء ثقة" لاستئناف محادثات السلام.

وأوضح فى لقائه مع المجلة الأمريكية قائلا: "إن المبعوث الأمريكى ديفيد هول والمستشار العام دانيال روبنشاين جاءا قبل ستة أو سبعة أشهر، وأخبرونى أن الرئيس أوباما يرغب فى إجراء بناء ثقة ينبغى الوفاء به من قبل نتيناهو". واستطرد: "سألتهم بشأن نوع بناء الثقة، فكان الرد: مساعدة غزة بتخفيف الحصار وإزالة بعض الحواجز ومساعدتك فى المنطقة، وأجزاء من الضفة الغربية تقع بالكامل تحت السيطرة الإسرائيلية، وإطلاق سراح السجناء".

وأكد عباس أنه رفض العرض الأمريكى لأنه كان على يقين أن الإسرائيليين كانوا سيستغلونه على طاولة المفاوضات بدلا من القضية الأساسية. وقد حاول الدبلوماسيون الأمريكيون إقناع عباس بالعرض ثلاث مرات مما دفعه أخيراً للموافقة، وطلب منهم المضى قدما لكن شيئا لم يحدث.

وأكد رئيس السلطة الفلسطينية الذى نال إعجاب العالم العربى بخطبته أمام الأمم المتحدة، سبتمبر الماضى، حول طلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية، أنه سيرسل فى غضون يومين إلى نتنياهو يسأله بالالتزام بتعهد سلفه. وما لم يصدق، وفق ما يتوقع عباس، فإنه سيطلب منه العودة إلى بروتوكولات اللقاءات إذ أن كل شىء يتم كتابته بالطبع حتى لو كان سرا.