طرحت اللجنة المركزية لحزب الشعب، الحزب الشيوعي الفلسطيني سابقًا. قبل أيام رؤية سياسية وطنية لمواجهة مخطط الضم وصفقة القرن. وهي من وجهة نظري رؤية إيجابية وموضوعية قابلة للتحقيق. تضمنت الرؤية، والتي تصلح أن تكون بالفعل خطوطًا رئيسية لخطة وطنية عامة وشاملة، تضمنت جزءين، الأول تحليل دقيق وموضوعي للحالة السياسية الراهنة، تحليل فيه نفس توافقي ويراعي تعقيدات الوضع الداخلي الفلسطيني، أما الجزء الثاني فهو برنامج كفاحي متصاعد، وما يميزه أنه قابل للتطبيق ولا يتضمن مزايدات وشعارات لا تقود إلا للفراغ.

أعتقد أن الرؤية تستحق الاهتمام، ومن وجهة نظري أن على الحزب أن يتقدم بها للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وإلى قيادات فصائل العمل الوطني وأن ينشرها على نطاق واسع ليطلع عليها الجميع لتكون مسودة لوضع خطة وطنية لمواجهة مؤامرة  الضم وصفقة القرن، التي تسعى إدارة ترامب من خلالها لتصفية الحقوق الوطنية  المشروعة للشعب الفلسطيني، وهي في الواقع تنفع كخطة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي بِشكل عام.

وما يميز رؤية حزب الشعب، أنها لا تنطلق من توجيه النقد لأي آخر فلسطيني، أو أنها محاولة لجلد الذات وإنما انطلقت من الحاجة الوطنية الملحة لمواجهة الخطر المصيري، وهذه إيجابية تضاف للرؤية. وفي وقت تسود فيها السلبية أو الأنانية الفصائلية. حتى عندما تضمنت بعض النقد المبطن فهو ضروري وكان نافعًا ويمكن التعامل مع، وفيه رسالة هادئة وغير منفردة وليس الهدف منها تسجيل المواقف. وهذا دليل الحرص على الوحدة والتركيز على أولوية المواجهة على ما سواها.

وأخيرًا فإن الرؤية تصلح طريقة للتعامل الوطني الداخلي والمخاطبة بين الإخوة والرفاق فالاختلاف بوجهات النظر متاح، كما تشير الرؤية، ولكن ليس الانقسام وتحويل المواجهة مع العدو والخطر الداهم إلى مواجهات أو تصفية حسابات داخلية.