بسم الله الرحمن الرحيم
(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ)

صدق الله العظيم

 

 يهلُّ علينا غدًا شهر رمضان المبارَك الذي تتجلّى فيه نفحات الرحمن وفيوض بركاته على البشرية جمعاء، وبهذه المناسبة نتقدَّم بِاسم إعلام حركة "فتح" – إقليم لبنان بجميع وسائله ومنصّاته بالتهنئة إلى شعبنا الفلسطيني الصابر الصامد في أماكن وجوده كافّةً، وإلى قيادتنا الوطنية الفلسطينية وحركتنا الرائدة وعلى رأسها القائد العام لحركة "فتح" الرئيس محمود عبّاس، وإلى عموم أمتينا العربية والإسلامية، متضرِّعين إلى الله عزّ وجلّ بأن يتقبَّل صيامنا وطاعاتنا وصالح أعمالنا، وأن يُعيده على شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية بالخير واليُمن والبركة والنّصر.

 

ونحنُ على أعتاب هذه الأيام المباركة ما تزال قضيّتنا تتعرّض للتحديات والصعوبات والمؤامرات، ويستقبل شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات الشهر الفضيل هذا العام وقد تفاقمت المخاطر المحدقة به، إذ يواجه وباءَين: استمرار الاحتلال الإسرائيلي وجائحة "كورونا". وفي لبنان، تزداد حدّة المعاناة في ظلِّ الأزمة الاقتصادية وواقع اللجوء المأساوي الذي يرزح أبناء شعبنا تحت وطأته. وأمام هذه المخاطر المتضاعفة، فلا شكّ أن مسؤوليّاتنا الفردية والجماعية تتضاعف بدورها، وعلى رأسها التحلّي بالوعي وتغليب المصلحة العامة المشتركة واستلهام المعاني والقيَم السامية من هذا الشهر الكريم.

 

إنَّ حلول هذه المناسبة الفضيلة في خضم ما يواجهه شعبنا من أزمات، إنّما يستدعي منّا جميعًا، كلّاً من موقعه، تعزيزَ التلاحم والتكاتف وتضافر كلِّ الجهود بين الجميع تحقيقًا لفضيلة التكافل الحقّة في مجتمعنا، ولنكون جبهةً واحدةً صلبةً في مواجهة كلِّ ما يحيق بقضيتنا وثوابتنا من تحدّيات ومؤامرات. كما يحتّم علينا أن نكون على قدر مسؤوليّاتنا لحماية أنفسنا وعائلاتنا ومجتمعاتنا من هذا الوباء الذي يهدّد عالمنا الإنساني بأسره، وذلك من خلال الالتزام بالتدابير والإجراءات الوقائية وعلى رأسها عدم مغادرة المنازل إلّا للضرورات القصوى وتفادي التجمُّعات حفاظًا على الصحة العامة وعلى سلامة محيطنا، وهو واجب وطنيٌّ ودينيٌّ وأخلاقيٌّ تمليه علينا ضرورة المرحلة الحرجة التي نواجهها.

 

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يكون هذا الشهر الفضيل شهر خير وبركة، وأن يرفع عنّا هذا الوباء ويدرأ البلاء، وأن يعيد علينا شهر رمضان المبارَك وقد تحقَّقت تطلُّعات شعبنا الفلسطيني وآماله بالحُريّة، وعودة اللاجئين إلى ديارهم، وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلّة وعاصمتها القدس الشريف مُحرَّرةً من براثن المحتل الصهيوني الغاصب.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
والشفاء لجرحانا الميامين
والحريّة لأسرانا البواسل
وعهدًا أن نواصل المسيرة محافظينَ على قرارنا المستقل، متسلّحين بثوابتنا الوطنية، على درب الرئيس الرمز ياسر عرفات، وخلف حارس حلمنا الفلسطيني وجدارنا الصّلب في وجه المؤامرات سيادة الرئيس محمود عبّاس.

تقبَّل الله صيامكم وطاعاتكم
رمضان مبارَك
وكلّ عام وأنتم بخير

إعلام حركة "فتح" - إقليم لبنان