تعج الذاكرة الفلسطينية بنساءٍ تركن بصمةً مشرفةً في تاريخنا الفلسطيني الماضي والحاضر، ولهن نصيبٌ كبيرٌ أن يكُنَّ من قدواتنا في الحياة العلمية والنضالية كباقي قدواتنا اللواتي نسير على طريقهن في حياتنا.
وسنقطف لكم من عبق الذاكرة القديمة والحديثة هؤلاء الجميلات:

أسماء طوبي
رائدة اعلامية من مواليد الناصرة، كانت عضواً نشطا في "اتحاد المرأة" في مدينة عكا بين عامي 1929-1948، وعضواً بارزاً في "جمعية الشابات المسيحيات" ورئاسة "جمعية الشابات الأرثوذكسيات".
أذاعت العديد من أحاديثها الإذاعية في عدة محطات مثل "الإذاعة الفلسطينية"، و"هنا القدس"، ومحطة "الشرق الأدنى" للإذاعة العربية في يافا بعد 1948،وكذلك في إذاعة بيروت. كانت تحرر الصفحة النسائية في جريدة "فلسطين" قبل عام 48، وبعدها حررت الصفحة نفسها في جريدة كل شيء، ومجلة الأحد في بيروت، كانت رئيسة الاتحاد النسائي العربي في عكا أواخر عهد الانتداب البريطاني على فلسطين، منحت الوسام اللبناني الرفيع "قسطنطين الأكبر" سنة 1973،  لها عدد من المسرحيات والكتب الأدبية الأخرى والأعمال المترجمة، توفيت أسماء طوبي في الناصرة عام 1983. منح اسمها وسام القدس للثقافة والفنون في سنة 1990.

دلال المغربي
واحدة من أشهر المناضلات الفلسطينيات، ولدت في احد مخيمات الفلسطينيين في بيروت، وهي ابنة لعائلة من مدينة يافا لجأت الى لبنان عقب نكبة عام 1948.
قررت الانضمام الى صفوف الثورة الفلسطينية، في حركة فتح وهي على مقاعد الدراسة، وقد تلقت العديد من الدورات العسكرية ، وتدربت على أنواع مختلفة من الأسلحة، تم اختيارها رئيسة للمجموعة التي ستنفذ عملية فدائية في الداخل المحتل مكونة من ثلاثة عشر فدائياً، وقد عرفت سميت بعملية "كمال عدوان"، والفرقة باسم "دير ياسين".
وفي صباح 11/3/1978 نجحت دلال ومجموعتها المؤلفة من 14 فدائياً في عملية الإنزال والوصول إلى الساحل الفلسطيني، بتخطيط من القائد الشهيد خليل الوزير " أبو جهاد",مسؤول جهاز القطاع الغربي الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح. دون أن يتمكن الإسرائيليون من اكتشافها لغياب تقييمهم الصحيح لجرأة الفلسطينيين.
وقد وصلت تل أبيب وقامت بالاستيلاء على الحافلة بجميع ركابها الجنود، في الوقت الذي تواصل الاشتباك مع عناصر إسرائيلية أخرى خارج الحافلة، وقد أدت هذه العملية الى إيقاع المئات من القتلى والجرحى في الجانب الإسرائيلي، وعلى ضوء الخسائر العالية قامت حكومة إسرائيل بتكليف فرقة خاصة من الجيش يقودها أيهود باراك بإيقاف الحافلة وقتل واعتقال ركابها، فاستخدمت الطائرات والدبابات لحصار الفدائيين، الأمر الذي دفع دلال المغربي الى القيام بتفجير الحافلة وركابها مما أسفر عن قتل الجنود الإسرائيليين، وما إن فرغت الذخيرة أمر باراك بحصد جميع الفدائيين بالرشاشات فاستشهد منهم عشرة فدائيين منهم فدائي قضى غرقاً واعتقل الباقون.
وقد تم الإشادة بها كشهيدة وبطلة قومية بين بعض الفلسطينيين بينما في إسرائيل وبعض الدول الأخرى ينظر إليها على أنها إرهابية. كانت على قائمة الجثامين التي طالب بها حزب الله اللبناني في إطار صفقة لتبادل الأسرى أُبرمت مع إسرائيل في 17 تموز 2008 ولكن فحوص الحمض النووي (DNA) أظهرت عدم إعادة الجثمان، وأن الجثث المعادة هي لأربعة قتلى مجهولي الهوية، ولا يزال جثمانها غير معروف المكان.

• سميرة عزام
رائدة القصة القصيرة، من عكا في 13 أيلول عام 1927. زاولت مهنة التعليم في مدرسة الروم من عام 1943 حتى 1945؛ وفي الوقت نفسه تابعت بشغف دراسة اللغة الانكليزية وآدابها بالمراسلة، حتى أجادتها كتابة ومحادثة، ما شجعها على نشر سلسلة من المقالات الوجدانية، في جريدة "فلسطين" بتوقيع "فتاة الساحل".‏
وبعد النكبة عام 1948 انتقلت مع أسرتها إلى لبنان مع قوافل اللاجئين، وأقامت مدة في بلدة "فالوغا"، ثم استقرت في بيروت.
عام 1952عملت كمذيعة ومحررة بمحطة "الشرق الأدنى" للإذاعة، القسم العربي، ثم تزوجت من مواطن عراقي؛ وتعاقدت مع إذاعتي بغداد والكويت؛ حيث شغلت منصب مراقبة وإعداد البرامج الأدبية بين عامي 1957- 1959.‏
وقد أبعدت مع زوجها إلى لبنان، في أعقاب أعمال عنف دامية اندلعت في العراق عام 1959، ، وتعاقدت في بيروت مع مؤسسة "فرانكلين" للترجمة، وقامت بتعريب العديد من الكتب الأدبية والنقدية من اللغة الانكليزية إلى العربية.‏  وفي عام 1963، نالت جائزة القصة القصيرة على مجموعتها القصصية القصيرة "الساعة والإنسان". من جمعية "أصدقاء الكتاب" في بيروت.
وفي 8 آب 1967 أصيبت بنوبة قلبية حادة  أدت إلى وفاتها،وهي في سيارتها في عمان؛ فنقلت إلى بيروت ودفنت في مقبرة الشهداء.‏
لها أكثر من اثني عشر كتاباً مترجماً من الإنجليزية إلى العربية؛ فضلاً عن دراسات أدبية ونقدية نشرتها في مجلة "الأسبوع العربي" البيروتية.‏
من مؤلفاتها:  أشياء صغيرة ،  الظل الكبير، الساعة والإنسان، العيد من النافذة الغربية، قصة "الحاج محمد باع حجته.
آثارها المترجمة: جناح النساء ـ بيرل باك‏ 1958، ريح الشرق وريح الغرب / مؤسسة فرانكلين 1958‏، كيف نساعد أبناءنا في المدرسة/ مكتبة المعارف 1961 (ماري ولورنس فرانك)‏، القصة القصيرة ـ راي وست/ دار صادر 1961‏، القصة الأمريكية القصيرة ـ دانفورت روس/ المكتبة الأهلية 1962‏، توماس وولف ـ مختارات من فنه القصصي/ دار مجلة شعر 1962‏، أمريكي في أوروبا ـ دزوارت ولويس سنكلير/ المؤسسة الأهلية 1960‏، حين فقدنا الرجاء ـ جون شتاينبك/ دار الطليعة 1962‏، حكايات الأبطال ـ اليس هزلتين/ المؤسسة الأهلية 1963‏، عصر البراءَة ـ أديث وارتون/ المؤسسة الوطنية 1963‏، فن التلفزيون كيف نكتب وكيف نخرج ـ وليم كوفمان/ الدار الشرقية 1964‏، رائد الثقافة العامة ـ كورنيلوس هيرسبرغ/ دار الكتاب العربي 1963‏، كانديدا مسرحية لجورج برناردشو ـ دار العلم للملايين 1955‏، أعوام الجراد ـ لولا كريس اردمان ترجمة رباح الركابي، تحت شمس الظهيرة.

المصدر