خليك بالبيت..
 هاي ثاني يوم من الحجر المنزلي قرّب يخلص.. سبحان الله، كأنه رمضان.. بس الفرق بين الحجر والصيام انك في الحجر ممكن توكل وتشرب وتدخن، وممكن إذا أجى على بالك تستغيب كل أهل بلدكم. لو إنك صايم كان فسد صيامك، بس الحمد لله إنها النميمة ما بتفسد الحجر الصحي. الحمد لله! هاي نعمة من الله!
خليك بالبيت، وتعال نحكي بصراحة عن السلطة، خلينا نستغيبها ياخي، مش حرام، رغم إنه إذا انفتحت سيرتها ما بتخلص، بس شو ورانا، ما احنا قاعدين لا شغل ولا دراسة ولا حتى صلاة في الجامع ولا في الكنيسة. صلي ع النبي: بتعرف إنه السلطة ما جابها إلا حصار بيروت والانتفاضة الأولى؟ إن شالله بتفكر إنه لو شارون قدر يقضي على قوات الثورة في لبنان كان في سلطة؟ والا لو طلع بإيد رابين يكسّر إيدين شباب وصبايا الانتفاضة كان حط إيده بإيد أبو عمار ومد إيده بخجل لإيد أبو مازن في حديقة البيت الأبيض؟
خليك بالبيت، وطوّل بالك، ترى الحديث طويل.. بتعرف إنه جزء كبير من قيادات الأمن الوطني والشرطة وغيرهم اللي مستنفرين اليوم حتى يحموك  ويحموا بيتك وأهلك واولادك هم نفسهم اللي كانوا في بيروت أيام الثورة والحصار ورجعوا مع أبو عمار على فلسطين لما قامت السلطة، أو كانوا من قيادات الانتفاضة الأولى والثانية أو هبّة النفق؟ يعني إنت محظوظ لأنه اللي بحرسك وبحميك اليوم هم الرجال اللي دافعوا عن شرف فلسطين والأمة كلها.

خليك بالبيت، شايف الشرطي اللي واقف تحت شباك بيتك؟ هذا إبن الفدائي اللي هدم الجيش الإسرائيلي بيته لما فرض ع البلد حظر التجول في رمضان والدنيا برد ومطر. بتتذكر يومها وأنت صغير كيف الجندي الاسرائيلي الأبرص ضربك كف لأنك ظليت مبحلق بعينيه وتضحك على شكله؟ انقهر منك لأنه ما قدر يخوفك ويخليك توطّي راسك. انت يومها قاومت بنظرة تحدّي من عنيك، مع إنك كنت صغير، بس أبو الشرطي اللي واقف تحت شباك بيتك نسفوا بيته وظل مطارد بالجبال ست أشهر وبعدين اكتشفوا مكانه وطخوه وهو نايم. انشالله بتفكر إنه الشرطي نسي دم أبوه؟ مستحيل! بس هذا شاطر وفهمان، بقول أنا بدي انتقم من اللي قتلوا أبوي بطريقتي الخاصة: بدي أحمي أهل بلدي وأخليهم معزّزين مكرمين ببيوتهم حتى تمر أزمة الملعون كورونا، لأنه إذا ما كنا قد حالنا ممكن عدونا يقتحم بيوتنا ويخرّب كل الي بنيناه ويقول للعالم إنه جاي يحمينا من كورونا! إحنا عارفين إنه الاحتلال الإسرائيلي أوسخ من ألف كورونا، بس مثل ما بتعرف هذا عالم منافق وجبان.

خليك بالبيت وفكر كويس بالطريقة اللي بتتصرف فيها الحكومة، حكومتك اللي بتحترمك وبتخاف عليك وعلى أولادك. أول شي لما يطلع رئيسها يحكي ما بقول أنا عنتر ابن شداد ولا بقول إنه كلامه نزل عليه من السما (في بعض الناس هيك بحكوا، عاملين حالهم وكلاء رب العالمين على الأرض - بس مش وقته، بدناش اليوم نستغيبهم، جاييهم الدور). رئيس وزراء فلسطين بحكي بلغة بسيطة مفهومة منك ومن اولادك وامك وأبوك وستك وسيدك وجارتكم اللي بتعرفش لا تقرا ولا تكتب. والشهادة لله إنه زلمة! ترى في دول كبيرة وعندها نفط وسلاح نووي خافت تعلن حالة الطوارئ وتقول للناس خليكم ببيوتكم. طبعاً للأمانة هو ما قال إنها الخطة من راسه، وإنما قال إنه هاي تعليمات الرئيس أبو مازن. مهو لازم الواحد يتواضع حتى الناس ترفعه على أكتافها. مزبوط والا أنا غلطان؟

خليك بالبيت. والله سيرة السلطة بتزهّق! بس طمّن اولادك، ترى كل شي موجود بالسوق، الأكل والشرب والتموين والبنزين والسجاير كمان. (ياخي هاي فرصة إنك تقلل التدخين أو تتركه بالمرة، ترى فيروس كورونا بحب اللي بدخنوا). فكر شوية كيف السلطة قادرة توفر كل هاي الإمكانيات، مع إنه في دول غنية وكبيرة بتعاني من أزمة في المواد الغذائية الأساسية. أكيد السلطة احتاطت لهيك لحظة من زمان، هذول مثل ما قلت لك متعودين على الحصار من ٥٥ سنة، و دايماً بعملوا حساب لليوم الأسود. بس أكيد كمان إنها بلادنا بلاد فيها خيرات لا تعد ولا تحصى، وشعبنا لما يمد إيده على شغلة ربنا بطرح فيها البركة.

خليك بالبيت، مهي السلطة سكّرت الجوامع والكنايس. هذا اللي أجاك! بس مش لازم تروح الصبح تصلي بالجامع ولا بالكنيسة، بيتك أطهر بقعة على وجه الأرض، أكيد مر من جنبه نبي أو رسول أو صحابي أو ولي من أولياء الله، أو فارس من الفرسان اللي فتحوا بيت المقدس. ويمكن تحت شجرة الزيتون اللي جنب بيتك استراح واحد من القديسين اللي كانوا مع سيدنا المسيح قبل ما يسافر وينشر رسالة السلام للعالم كله، أو يمكن مرت من أرضكم مجموعة من الفدائية وهم رايحين يكتبوا بالدم تاريخ الوطن ومستقبل أولادك. كل شبر في فلسطي بتجوز فيه الصلاة، وثوابها أكثر من ثواب الصلاة في مساجد وكنائس العالم كله!

*خليك بالبيت وإحمد ربّك إنك فلسطيني. بعد ما نخنُق فيروس كورونا اللعين ونقطع نفَسه بدنا نمسك العالم من خُنّاقُه ونسأله: ولك يا منافق مين بستحق دولة أكثر منا؟؟؟