بسم الله الرحمن الرحيم
حركة "فتح" إقليم لبنان - مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية
النشرة الإعلامية لليوم السبت  8-2 -2020

*الرئاسة
الرئيس يجري اتصالاً هاتفياً مع الرئيس التونسي
أجرى رئيس دولة فلسطين محمود عبّاس اتصالاً هاتفياً مع شقيقه الرئيس التونسي قيس سعيد، مساء يوم الجمعة.
وشكر سيادته الرئيس التونسي على مواقفه الداعمة لشعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة، وعلى مواقف تونس الثابتة والتي تؤشر لعمق العلاقات بين الشعبين الشقيقين.
وتمَّ التشاور خلال الاتصال، بشأن الخطة العربية تجاه التحرك في مجلس الأمن، خاصة وأن تونس هي البلد العربي العضو في المجلس.
بدوره، أكد الرئيس التونسي دعم تونس المطلق لفلسطين وشعبها وقيادتها، ولنضالها العادل وصولا إلى حريتها واستقلالها.
كما تمَّ الاتفاق على مواصلة التنسيق والتشاور.
ووجَّه الرئيس سعيد الدعوة للرئيس محمود عباس لزيارة تونس.


*فلسطينيات
الهباش: لن نقبل "صفقة القرن" ولن نفرط بذرة من تراب القدس
قال قاضي قضاة فلسطين محمود الهباش، إن شعبنا قال "لا" لـ"صفقة القرن" بكل جرأة وثبات وعزة، مضيفا أن أقل سبب لرفض هذه الصفقة المزعومة هو البند المتعلق بالمسجد الأقصى المبارك الذي يطالب بالسماح لغير المسلمين بالصلاة في باحات الحرم القدسي الشريف ومراعاة الأوقات الخاصة بالعبادة لكل طرف.
وأكد الهباش، خلال خطبة يوم الجمعة في مسجد عين منجد بمدينة رام الله، أنه لا يوجد أي مسلم على وجه الأرض يمكن أن يقبل بالتفريط في أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين، مضيفا أن مجرد القبول بذلك هو تفريط بسورة الإسراء والقرآن الكريم .
وتابع: "لا يمكن أن نقبل أبدا بالتفريط بذرة تراب من القدس وبإمكانكم أن تأخذوا أرواحنا قبل أن نقبل بذلك، وهذا لن يكون أبدا".
وشدد الهباش على أن شعبنا يقف خلف قيادته برئاسة الرئيس محمود عباس، موحدا بكافة أطيافه السياسية والدينية في رفض هذه المؤامرة، وهو مستعد للتضحية بالغالي والنفيس دفاعا عن حقوقنا وثوابتنا المشروعة التي كفلتها القوانين والمواثيق الدولية.

    
*مواقف "م.ت.ف"
الزعنون يطالب العرب بمضاعفة دعمهم لشعبنا لإفشال "صفقة القرن" 
طالب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون، العرب بمضاعفة دعمهم المادي والسياسي والبرلماني للشعب الفلسطيني، تعزيزا لصموده على ارضه، وافشالا لـ"صفقة القرن" الاميركية- الاسرائيلية.
ودعا الزعنون في كلمته التي ألقاها اليوم السبت، امام رؤساء البرلمانات العربية الذين اجتمعوا بشكل طارئ بطلب من فلسطين، وبدعوة من رئيس الاتحاد البرلماني العربي عاطف الطراونة، إلى اتخاذ القرارات الكفيلة بحماية حقوق شعبنا، وايصال رسالة قوية للإدارة الاميركية والاحتلال بالرفض العربي المطلق لهذه الصفقة، ومواجهة اية خطط أو مشاريع صفقات للمس بالحقوق الفلسطينية.
وأكد أن ما اقترحته صفقة القرن المرفوضة جملة وتفصيلا، لا يقتصر خطرها على فلسطين فحسب، بل يطال مصالح الامة العربية جمعاء، لذلك "بات من الواجب علينا جمعيا اعلان رفضنا المطلق لها، ومواجهة كل من يحاول التعاطي معها او الترويج لها، مناشدا البرلمانيين العرب شدّ أزر شعبنا الذي يمثل خط الدفاع الأول عن الأمة العربية في وجه مشاريع إقامة إسرائيل الكبرى.
وقال: إن الشعب الفلسطيني وقيادته تعرضوا، وسيتعرضون في الأيام المقبلة، للمزيد من الهجمات الشرسة، والابتزاز والضغوط والحصار المالي كوسيلة لفرض ما ورد في هذه الصفقة المشؤومة.
ودعا الزعنون البرلمانات العربية للعمل مع حكوماتها لتنفيذ شبكة الأمان المالية التي أقرتها القمم العربية لدعم شعبنا ومؤسساته الشرعية، وتوفير الدعم المادي الكافي لتثبيت صمود المقدسيين في مدينتهم، تنفيذا لقرارات القمم العربية، وقرارات الاتحاد البرلماني العربي.
كما دعاهم لرفض ومحاصرة كافة أشكال التطبيع مع الاحتلال قبل انسحابه الكامل من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة عام1967، وإقامة دولة فلسطين ذات السيادة وعاصمتها مدينة القدس، وحل قضية اللاجئين حسب القرار 194، التزاما بقرارات القمم العربية المتتالية، ومبادرة السلام العربية.
وطالب الزعنون بالتحرك مع الاتحادات البرلمانية الإقليمية والدولية، وحثها على رفض تلك "الصفقة" كمرجعية للسلام، ومساءلة إسرائيل وإدارة ترمب على انتهاكاتهما الجسيمة لقرارات الشرعية الدولية.
وقال، "اننا لن نقبل ما جاءت به صفقة القرن، لأنها شكلت عدوانا على الحقوق الفلسطينية والعربية، ولن نقبل بغير القدس عاصمة لدولتنا المستقلة كاملة السيادة، ولن نقبل الا بعودة اللاجئين الى ديارهم، ونرفض مشاريع التوطين أو الوطن البديل، فالقدس التي يريدها ترمب عاصمة لإسرائيل ليست للفلسطينيين وحدهم، بل لنا جميعا، ونحن حراسها.
وخاطب الزعنون ممثلي 20 برلمانا عربيا من بينهم 16 رئيسا يشاركون بالمؤتمر، قائلا: إننا وإياكم في خندق واحد في الدفاع عن القدس ومقدساتها، ونحن على يقين تام بأنكم على قلب رجل واحد في رد الهجمة المسعورة التي تتعرض لها قضيتكم الأولى التي تتقدم على أية قضية أخرى، وتسمو على كل خلاف، والتصدي لكل من يحاول المساس بها".
وثمن وحدة الموقف العربي والاسلامي الرافض للصفقة كما عبَّر عنه قرارا مجلس وزراء الخارجية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ودعوتهما كافة الدول الأعضاء إلى عدم التعاطي معها، أو التعاون مع الادارة الأميركية في تنفيذها بأي شكل من الأشكال.
وحيا الزعنون المواقف العربية الرافضة للصفقة، ومواقف المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة بقيادة الملك عبد الله الثاني بن الحسين الوصي على المقدسات في مدينة القدس، ودفاعه عن الحقوق الوطنية لشعبنا، ورفضه لصفقة المؤامرة الأميركية.
كما حيا شعبنا بقيادة الرئيس محمود عباس على صموده وثباته على الحق الفلسطيني، مطالبا جميع الفصائل الفلسطينية بالذهاب الى الوحدة بكل عزيمة وإصرار وتصميم، لأن وحدتنا الوطنية هي خط الدفاع الأول عن حقوقنا.


*عربي دولي
109 أعضاء "كونغرس" يعلنون رفضهم لـ"صفقة القرن"
أعرب 109 أعضاء في الكونغرس الأميركي، حتى الآن، عن "رفضهم القاطع" لـــ"صفقة القرن".
وأكد أعضاء الكونغرس عن الحزب الديمقراطي، في رسالة موجهة للرئيس الأميركي دونالد ترمب حملت تواقيعهم، أن الخطة ستدفع الإسرائيليين والفلسطينيين نحو مزيد من الصراع، مشددين على أن المقترح الأميركي يمنح إسرائيل الضوء الأخضر لانتهاك القانون الدولي عن طريق ضم الضفة الغربية أو أجزاء منها.
وأشار أعضاء الكونغرس في رسالتهم إلى أن الخطة تمهد الطريق لإسرائيل لاحتلال دائم للضفة الغربية، وتؤيد الضم الأحادي للمستوطنات الإسرائيلية وغور الأردن، مقابل دولة فلسطينية مقطعة الأوصال ومحاطة بالمستوطنات وخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، موضحين أن الخطة وضعت من قبل طاقم معادي ورافض لإقامة دولة فلسطينية.
وأشار أعضاء الكونغرس إلى أن كل هذه المعطيات تجعل تحقيق "حل الدولتين" أمراً مستحيلاً.
وأعربوا عن قلقهم البالغ من طرح إدارة ترمب للمقترح دون التشاور مع الفلسطينيين، ومن دون قبول القيادة الفلسطينية، مؤكدين خشيتهم أن يؤدي إعلان الخطة إلى تجدد العنف في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، وأن تخلق عدم استقرار في الأردن التي تعد حليفاً مهماً للولايات المتحدة، وأن تنعكس سلبا على معاهدات السلام بين إسرائيل وكل من الأردن ومصر. كما أعربوا عن خشيتهم أن يزيد الإعلان عن الخطة حالة العداء تجاه الولايات المتحدة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط.
وانتقد أعضاء الكونغرس موعد الإعلان عن الخطة، والذي جاء قبل نحو شهر من الانتخابات الإسرائيلية، وفي ظل تقديم لوائح اتهام ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مشيرةً إلى أن ذلك "يعد تدخلاً غير مناسب في انتخابات خارجية".
وشددوا على أن حل الدولتين هو الحل الأمثل لإنهاء الصراع، مؤكدين أن مقترح أميركي للسلام يجب أن يتضمن تأييداً لهذا الحل، ومشيرين إلى أن "صفقة القرن" لا تعد محاولة جدية أو عادلة لإحلال السلام الدائم بين أطراف الصراع.


*أخبار فلسطين في لبنان
لقاءٌ عكّاريٌّ وطني ضدَّ "صفقة القرن" بدعوةٍ من المؤتمر الشعبي اللبناني
بدعوةٍ من مجلس عكار في المؤتمر الشعبي اللبناني نظم مساء الجمعة ٧-٢-٢٠٢٠ لقاء وطني عكّاري ضدّ صفقة القرن الترامبيّة في منزل عضو قيادة المؤتمر في محافظة عكّار المربي خالد السحمراني في بلدة الدورة، حضره حشد من الفاعليات من بلدات وقرى عكار العتيقة والدورة وعيات والشقدوف العليا، ووفد من فصائل منظّمة التحرير الفلسطينية يتقدّمه أمين سرّ الفصائل وحركة "فتح" في الشمال محمد فياض (أبوجهاد).
وقد رحّب بالحاضرين صاحب المنزل المربي السحمراني الذي أكّد رفض الصفقة الترامبيّة المؤامرة وذكّر بأهميّة التزام ثوابت استراتيجيّة الزعيم جمال عبدالناصر وهي: (ما أُخذ بالقوّة لا يستردّ بغير القوّة)، و(المقاومة وُجِدت لتبقى ولسوف تبقى)، (ولاءات مؤتمر الخرطوم في عام ١٩٦٨: لا صلح، لا تفاوض، لا اعتراف).
 ثُمَّ كانت الكلمة لأمين سر فصائل "م.ت.ف" وحركة "فتح" في الشمال أبو جهاد فياض الذي عرض تفاصيل صفقة القرن التي طرحها ترامب، وهي: الاعتراف بيهودية الدولة وبدولة فلسطينية لا حدود لها وبدون القدس ومنزوعة السلاح ونزع سلاح غزة وبإسقاط حقّ العودة، والقبول بضم الأغوار والمستعمرات الموجودة في الضفة لدولة الاحتلال. 
 وأكد أنها مؤامرة رفضها كلّ الفلسطينيّين بكلّ فصائلهم، ورفضتها دولة فلسطين ورئيسها السيد محمود عبّاس (أبو مازن)، وردّ عليها الموقف الفلسطيني الواحد وكان جمع الشمل ووحدة الموقف باتّجاه إنجاز وحدة الصفّ، لافتًا إلى أنَّ "الردّ على الصفقة المؤامرة يكون بالمقاومة بكلّ أشكالها وميادينها، فالحقوق لا تستجدى ولا التحرير يحصل من غير مقاومة لطرد الاحتلال".
وشكر فيّاض للمؤتمر الشعبي اللبناني ولصاحب الدار مبادرتهم لانعقاد هذا اللقاء، وشكر الحاضرين بما يمثّلون من مواقع على موقفهم وحضورهم.
ثمّ كانت كلمة مسؤول الشؤون الدينيّة في المؤتمر الشعبي اللبناني د.أسعد السحمراني الذي قال: "إعلان ترامب ونتنياهو لصفقة هي سراب بقيعة لا صدقيّة لها، وحاجة انتخابيّة لترامب ولنتنياهو.
فترامب الذي فشل في وعوده وملفّاته من السور على الحدود مع المكسيك، إلى فنزويلا، إلى صواريخ كوريا الشمالية، إلى خسارة المعركة ضدّ الصين اقتصاديًّا، إلى انكفاء الشرق أوسطيّة ضدّ الأمة العربيّة، وهو على أبواب انتخابات رئاسيّة في تشرين الثاني/نوفمبر من هذا العام، لذلك كان إعلانه لصفقة يائسة لم تأتِ بجديد.
وكذلك نتنياهو وكيان العدوّ الإسرائيلي المحتل الذي يعاني من خلل بنيوي يظهر في الانقسام السياسي وانتخابات ستعاد للمرّة الثالثة في الثاني من آذار / مارس من هذا العام (٢٠٢٠)، ويضاف إلى ذلك الانقسام العرقي، والهروب من الخدمة العسكريّة، فكلّ ذلك دفع نتنياهو إلى استجداء إعلان ترامب المتصهين، لكن حيال التداعيات الانحداريّة في واقع كيان العدوّ الإسرائيلي، نرى الصمود الأسطوري الفلسطيني، وكيف أنّ كلّ رحم في الداخل الفلسطيني لا يحمل سوى أجنّة هي مشاريع شهداء ذكورًا وإناثًا". 
وأضاف: "هذه الروح الفدائيّة كانت ترجمتها بثلاث عمليّات يوم الخميس (٦-٢-٢٠٢٠) إحداها ضدّ مجموعة من لواء النخبة في جيش كيان العدوّ الصهيوني (الجولاني)، والثانية قام بها عند باب الأسباط في القدس ابن العائلة المسيحيّة من حيفا شادي بنا، فهذا المنهج المقاوم وهذا الاستعداد للفدائيّة عند فلسطينيّي الداخل يشكّل رافعة مهمّة لكلّ المناضلين العرب". 
وأكّد د.السحمراني أنّ الردّ على العدوان الصهيوأمريكي والمؤامرات يكون بتعزيز ثقافة المقاومة والاستثمار في التربية على المقاومة، والأمّة فيها خيريّة لا يصحّ أن ينتقص منها متهالكون وإعلام مشبوه نتيجة تخاذل عند حاكم أو تابع للخارج الاستعماري. 
وتابع: "ما لقاؤنا اليوم وسواه من الفعاليات ضد مؤامرات ترامب وسواه في كلّ أرجاء الأمّة إلا دليل ساطع على هذه الخيريّة. والواجب اليوم أن نعمل لمزيد استنهاض في ساحاتنا كافّة ضمن خيار المقاومة، والعمل لتقديم الدعم المتاح المادي والمعنوي للداخل الفلسطيني لتعزيز صموده ومقاومته".
ثمّ كانت مداخلتان للمربي كامل الشعار وللشيخ علي السحمراني، طالبا فيهما بالعمل السريع لجمع الصف الفلسيطيني، حتّى لو اقتضى ذلك بعض التنازلات فأمام القضيّة والمسؤوليّة لا مانع من ذلك، وأكّدا أنّ الكلّ ملتزم القضيّة الفلسطينيّة قضيّة العرب الكبرى، هكذا كنّا وعلى هذا الالتزام سنبقى.
ووردت إلى اللقاء رسالتان الأولى من مطران العرب المقدسي المتروبوليت عطالله حنا، الذي حيّا الملتقين باسم المقدسيّين، من رحاب القدس بأقصاها وقيامتها وشوارعها العتيقة وأزقّتها الثرية بعبق التراث والتاريخ العربي الحضاري، وقال: "الفلسطينيّون جميعهم صامدون في ترابهم الوطني، ويعملون لطرد الوافد المحتلّ ليعود الحقّ لأصحابه، ففلسطين للفلسطينيّين وعاصمتها الأبديّة التاريخيّة القدس. والفلسطينيّون في الداخل، وفي مخيّمات النزوح، وفي كلّ مكان يوجدون فيه متمسّكون بحقّ العودة، وهو حقّ مقدّس لا تنازل عنه، وتتوارث الأجيال سندات الملكيّة والمفاتيح، ولن يسقط حقّ العودة مهما تقادم الزمن، ودعا حنا العرب كلّ العرب وكلّ مسلم ومسيحي أن يدعموا المقاومة ومشروع التحرير وحقّ العودة".
والرسالة الثانية من المحامي محمد ميعاري من حيفا، قال فيها: "تحيّة للقائكم الوطني ضدّ سرقة القرن من إخراج المضروبين ترامب ونتنياهو، وكلّنا ثقة أنّ شعبنا الفلسطيني والقوى القوميّة والناصريّة في أمّتنا العربيّة ومحور المقاومة سينجحون في إسقاط هذه المؤامرة التي تصل إلى حدّ الجريمة على مستوى القرن والمرحلة".


*آراء
لإسقاط فيروس الخيانة المجانية| بقلم: يحيى رباح
بينما شكّل الموقف الفلسطيني الرافض بالمطلق لصفقة القرن رافعة عربية وإسلامية وعالمية لتأكيد هذا الرفض، الذي تم الإعلان عنه منذ اللحظات الأولى التي ثرثر بها دونالد ترامب حول الصفقة، فقد اتخذت القيادة الفلسطينية قرارًا شاملاً يرفض هذه الصفقة، وتمكنت من إسقاط تداعياتها آنذاك، سواء في اجتماع وارسو أو في ورشة البحرين، لأنه اتضح من وقتها أن هناك فيروسًا يحاول أن ينتشر دون أن يمتلك مقومات الحياة، وهو الخيانة، والطعنات في ظهر شعبنا الفلسطيني ركضا وراء الوهم ليس إلّا. 
هذا الفيروس الخطير، ظهر بأشكال مفاجئة من خلال سلوكيات غير مبررة قام بها بعض إخوتنا العرب، تمثلت في حضور اجتماعات لم يكن الحاضرون يعلمون ماذا يدور فيها، مثل حضور الاحتفال بالإعلان عن الصفقة الذي جرى في واشنطن، حيث مارس المضطرب عقليًّا وهو ترامب مع المضطرب أخلاقيًّا وهو نتنياهو الكثير من القبل وحركات المجاملة الأخرى، ولكنّ المفاجأة الأكبر جاءت من رجل اسمه عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، وعضو القيادة العامة للجيش السوداني، حين تجاوز الدستور، وخلط عن عمد ما بين مجلس السيادة والقيادة العامة للجيش، وتسلل سرًّا إلى عنتيبي في أوغنذا، ليلتقي سرًّا ودون إخبار أحد مع نتنياهو محاولاً في هذا الوقت أن يطعن بخنجره المسموم ظهر الشعب الفلسطيني، ويعتدي بقوة لا مبرر لها على واحدة مع مقدسات الشعب السوداني الشقيق التي تجذرت عبر السنوات، وهي اللاءات الثلاث التي اقرتها القمة العربية التي عقدت في السودان عام 1967.
والأدهى من ذلك أنَّ عبد الفتاح البرهان أعطى نفسه الحق في الثرثرة، والتنظير الفارغ، محاولاً تبرير نفسه وفعلته الشنعاء، وكلما غرق في التنظير والتبرير كان يغرق أكثر كمن يغرق في الوحل ويحاول إنقاذ نفسه فيغرق في الوحل أكثر، تجاوز الصلاحيات، وتجاوز الوثيقة الدستورية التي تحكم المرحلة الانتقالية، دون أن يتشاور مع أحد، سافر سرًّا، والتقى سرًّا، وإنني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون؟؟ لكنه الشعب السوداني العظيم المشنشل بالثوابت القومية كان كعادته عند حسن الظن، وهو من الثقة والكفاءة بحيث يستطيع أن يمحو هذه الفعلة الشنعاء، وأن يغلق الفجوة في السد المنبع. أتشوق للقمة العربية التي أعلنت الجزائر أنها ستستضيفها ولعل مقاومة هذا النوع من الفيروسات المستجدة يكون على رأس أولوياتها، فليس معقولاً أن يظل الأمر هكذا، حين تلتقي الأمة على أمر لضمان سلامتها الأمنية، أن يحدث هذا النوع من الاختراق المجاني من قبل متوهمين قاموا بخيانتهم بالمجان، هكذا لصالح العدو دون مبرر، حتى البرهان نفسه عندما قال إنَّ (إسرائيل) حين استهدفت مصانعنا، واعتدت على مقدراتنا.. لم يتحرك أحد.. طيب هل الاعتراض على خيانة حقيرة يتم عبر ارتكاب خيانة كبيرة؟؟؟ ما هذا؟؟
أتوقع أن يكون التصدي لفيروس الخيانة المجانية الذي يحاول أن ينتشر، هو القضية الأولى في قمة الجزائر القادمة قريبًا، ويا للجزائر، كم لها من إرث كبير في دفاعها عن فلسطين ظالمة أو مظلومة، كما قال الرئيس الجزائري هواري بومدين، ويا أيها الأخوة العرب، لكم من تاريخكم ومن إرثكم العظيم ما تقاومون به هذه الانحرافات القاسية، والخيانات الشريرة، أما انت يا عبد الفتاح البرهان، لو أنك تسكت فقط.. وتبتلع لسانك في حلقك، وتطلب الصفح من شعبك، فسوف نعرف لحظتها أنك عدت إلى اليقين، وقد يصبح الطريق مفتوحًا لمسامحتك.

 

                                                                                       # إعلام _حركة_فتح_لبنان