بناء على المعلومات المتواترة على لسان المصادر الفلسطينية ، فإن يوم غد الثلاثاء ، سيكون اليوم المشهود لتنفيذ الجزء الأول من الصفقة التي تشمل ألف وسبعة وعشرين أسيرا وأسيرة ، يتم الإفراج عنهم على دفعتين ، الأولى غدا الثلاثاء ، والثانية بعد شهرين .

ورغم بعض الملاحظات على الصفقة فإن الطرف الفلسطيني بكل ألوان الطيف السياسي وجد ترحيبا واسعا بإتمام هذه الصفقة ، وقدم الشكر لكل من بذل جهدا في سبيل إتمامها وعلى رأسهم جميعا الشقيقة مصر ، التي يتأكد دورها المحوري في هذه المنطقة  وفي كل قضاياها !!! والترتيبات جارية في القاهرة وفي غزة وفي رام الله لاستقبال هؤلاء المحررين أبطال الحرية ، والخطاب الفلسطيني في هذا الاتجاه ايجابي جدا .

على الجانب الآخر :

فإن مجمل التصرفات ، والتصريحات ، والتسريبات الإسرائيلية تأخذ اتجاها سلبيا جدا ، سواء على لسان رؤساء الأجهزة العسكرية والأمنية ، أو في أوساط الصحافة الإسرائيلية , أو على مستوى الجمهور الإسرائيلي الذي قامت بعض شرائحه بمظاهرات احتجاج أمام منزل الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرز , فكل الأطراف الإسرائيلية تقريبا تسعى إلى طعن هذه الصفقة , ربما لكي تفسد على الفلسطينيين فرحتهم , و لكي تحدث بينهم بعض الشقاقات , أو لكي توجه رسالة بأنه لا يهمها في شيء أتمام هذه الصفقة و الإفراج عن شاليط , و هذا يناقض الدعاية التي قامت بها إسرائيل  في السنوات الأخيرة حول الجندي جلعاد شاليط مبررة كل جرائمها بسبب اعتقاله , بينما هي الآن تبدي عدم الاهتمام به كأنه مجرد لقيط .

شيء محير فعلا :

و لكننا تعودنا من إسرائيل على هذه الأجواء , و على إحداث المنغصات في اللحظة الأخيرة , فكم من صفقة أجلت أو ألغيت في اللحظة الأخيرة , و كم من أسرى أعلنت أسمائهم و ركبوا الحافلات استعدادا للوصول إلى عائلاتهم ثم انزلوا من الحافلات و أعيدوا إلى زنازينهم في اللحظة الأخيرة !!!

هذا السلوك الشاذ هو جزء من سلوك دولة إسرائيل , و جزء من مجمل استهتارها بكل القواعد القانونية و الأخلاقية و الإنسانية !!!

و يجب أن لا تغيب هذه الحقيقة عن أذهاننا و لو للحظة واحدة , و حتى في هذه الصفقة التي تنتظر عرسها الكبير غدا الثلاثاء , فقد نفاجئ بمنغصات في اللحظة الأخيرة , سواء تعلق الأمر بتبييض السجون من كل الأسيرات كما هو متفق , أو بخصوص المبعدين من الضفة إلى غزة , أو المبعدين من غزة و الضفة إلى الخارج !!! كل الاحتمالات واردة , و المهم أن نكون فلسطينيا محصنين في وجه هذا السلوك الإسرائيلي , و أن لا ننقلب على أنفسنا و ننهش بعضنا لو حدث شيء من هذا القبيل , لأن هذا ربما يكون الهدف الإسرائيلي الجوهري .

أسرانا عائدون إلى الحرية مهما حصل , و نحن سنفرح بهم مهما كانت المنغصات , و نعلم أننا بكل تأكيد نسير نحو المستقبل , بينما الذين يزرعون الحقد و الكراهية على الجانب الأخر ذاهبون إلى المأزق الكبير