استدعت «الكتلة» قرار النقابة والامانة العامة تأجيل الانتخابات لأيام كمبرر للزحف بعتادها واشخاصها للاستيلاء على مقر النقابة، وكأن السيطرة بالقوة تشرعنها على حساب الممثل الشرعي لصحفيي فلسطين والمعترف به عربيا ودوليا، فهل تراها رسالة رفض حمساوية للمؤسسات التي تمثل الفلسطينيين تمثيلا شرعيا في المؤسسات الدولية بدءا من منظمة التحرير الفلسطينية وانتهاء بنقابة الصحفيين ؟! ... أم أن تصفية موارد روح الحرية والديمقراطية والاستقلال الوطني باتت اولوية المهمات العاجلة، فالكيانات المنغلقة تخشى زحف الربيع الفلسطيني والعربي، فهذه ستنحرم من البيئة اللازمة لحياتها وانتعاشها ونموها.

تأخرت كتلة «حماس» اكثر مما نتوقع في اقتحام مقر نقابة الصحفيين في غزة والاستيلاء عليه، فحماس تنتهك رمز الحريات، فتصادق على تصنيف الاتحاد الدولي للصحفيين انها خصم للصحافة، وتطيح بفعلها بالصورة النموذجية الديمقراطية والوجه الحضاري التي رسمها ابو مازن عن الشعب الفلسطيني أمام ممثلي شعوب الأرض في الأمم المتحدة، فليس بريئا ولا مصادفة تزامن سيطرة كتلة على مركز نقابة وطرد النقابيين مع تنامي الشعور بالثقة والفخر بالانتماء لدى المواطنين في غزة اثر خطاب الرئيس، وانتعاش الروح الوطنية الوحدوية لدى الجميع، تسعى حماس لتكسير اقلام وعدسات الصحفيين ونظامهم ونقابتهم وأسرهم وعزلهم في عتمة غيتوات التعاميم والمفاهيم المتعارضة اصلا مع مبادئ الحريات العامة.

لن ينجح التطرف والتشدد بكسر ارادة الصحفيين، الأحرار المتسلحين بنور الكلمة والصورة، فللحق والحقيقة رسل، لن ينجح مشروع كتلة بالهيمنة على مشروع نقابة مهما كانت المسوغات والمبررات، فالصحافة ليست موقعا عسكريا ومقر النقابة ليس ثكنة، ومن يفكر بهذه العقلية سيعيش خريفا ازليا، وخرافة الاحتكار .