أثاروا زوابع من الأسئلة والشكوك والتشكيك المبرمج حول انتماء الشعب الفلسطيني وإيمانه بعروبته، وبجدوى التفاعل والمساندة الشعبية والرسمية العربية على حد سواء للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وكأنهم صم عمي لا يشعرون بتفاعلات ومفاعيل الصراعات المحلية في البلاد العربية، ومثلها الصراعات الاقليمية ، فتراهم يتموضعون في الجبهات المضادة للأمن القومي العربي الأمر الذي يعتبره الأشقاء العرب على المستويين الشعبي والرسمي اصطفافا بمستوى الجريمة بحق مصالح الأمة العربية عموما ، أما نحن الفلسطينييون فنعتبر ما يفعلونه استجابة صريحة وواضحة لمتطلبات اعتمادهم كمستخدم لتنفيذ صفقة القرن ، كما نعتبره خيانة لإرادة الشعب الفلسطيني ، وسياسة ممثله الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية ، فقد بلغوا في تماديهم ما يمكن كل وطني فلسطيني اللجوء الى القضاء لمقاضاتهم على اغتصابهم وسرقتهم صفة تمثيل الشعب الفلسطيني وطرحها في سوق المزاد الاقليمي لكسب اثمان هي بخسة ورخيصة حتى بلغت علو جبال الهيملايا .

 

 

 

جماعة الاخوان المسلمين فرع فلسطين المسمى ( حماس ) يقطعون شرايين وأوردة الشعب الفلسطيني المتصلة بقلب العروبة ، غير عابئين ولا مكترثين لأي نتائج كارثية قد تسببها سياساتهم وأفعالهم وأعمالهم التي إذا اردنا تصنيفها وتوصيفها فانها في خانة ( التبعية ) .

 

 

 

هم جماعة ولن يخرجوا عن هذا المقاس يوما مهما فعلوا ، لاتعنيهم المصالح العليا للشعب الفلسطيني ، ولايدركون معنى المصلحة الوطنية، يضعون العروبة في دائرة اعدائهم ليس لأنها قومية وإنما لأنها ثقافة ما حرمها مؤسسوا الجماعة عليهم إلا استجابة للقوى الاستعمارية آنذاك ( بريطانيا العظمى ) التي شكلتهم وصنعتهم ، لابقاء الأمة العربية في دوامة الصراعات والانشطارات .

 

 

 

يدخل مشايخ حماس مستنقع الورطات تباعا فيسقطون على رؤوسهم لتبقى اقدامهم معلقة في الهواء ، لأن عيونهم زائغة منصبة على الف هدف اقليمي مرسوم لهم إلا أهداف الشعب الفلسطيني ، عيونهم على خزائن دول الاقليم ، يرجون فتاتها !! فيما يدهم مبسوطة الى هدنة مع دولة الاحتلال ( اسرائيل ) يتعهدون بمهمة الثأر والانتقام لرجل منحوه لقب شهيد القدس ، فيما صورتهم كمتفرجين على جريمة جيش الاحتلال الاسرائيلي اثناء تنفيذه عملية اغتيال قائد سرايا القدس في غزة مازالت امام عيون كل الشعب الفلسطيني ، فالغاطسون حتى أنوفهم في مستنقع الهدنة مع دولة الاحتلال ( اسرائيل ) فإنهم يتمنون لو ان الأرض تنشق وتبلعهم ، بعد انكشاف عورتهم ، وتبعيتهم ، حتى رايتهم لوثوها وجردوها من شرف اسمها عندما قبلوا بحضور كبيرهم اسماعيل هنية أن تكون مع رايات (محاربين بالوكالة ).

 

 

 

مشايخ حماس منافقون متلونون، يرفعون يافطات المقاومة ، وتلهب وسائل اعلامهم بمصطلحاتها النارية ابصار مشاهديها وتصرع بضجيجها آذان مستمعيها ، فحواها عدائية كلامية لا أكثر نحو ادارة ترامب ونظام تل ابيب العنصري الاحتلالي الاستيطاني ، لكنهم بذات الوقت ينسقون مع جيش الاحتلال وحكومة نتنياهو لتخصيص قطعة ارض في شمال قطاع غزة في ( بيت حانون ) لإنشاء مستشفى عسكري تابع للجيش الأميركي تحت سيطرة جيش الاحتلال الاسرائيلي الامنية الكاملة ..فهم الطرف الثالث ( المنفذ ) لصفقة القرن على ألأرض ، تعهدوا بتكريس دولة فلسطينية في قطاع غزة فقط .

 

 

 

 لايتعلمون الدروس والعبر، ولا يفكرون ابداً باستخلاص العبر من ( اخطاء ) في تقديرات وحسابات سياسية متسرعة ، حيث تم تدفيع الشعب الفلسطيني وقيادته ثمنها بقسوة غير مسبوقة .

 

 يضربون عرض الحائط مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية والصراعات فيها ، ويتسابقون للانحياز الى طرف في صراع اقليمي ، يعود بالمصائب والمعاناة والدمار على الشعب الفلسطيني ، ذلك انهم يخلطون الحابل بالنابل كما فعلوا في سوريا عندما تحالفوا مع مجموعات ومسميات الاخوان المسلمين في عملياتهم الارهابية المسلحة ضد الدولة .

 

 

 

يهددون بازالة ( اسرائيل ) من الوجود، لكنهم بذات الوقت يرفعون شأن التفاهمات مع حكومة دولة الاحتلال الى درجة ( مقام ) شبه مقدس ، ويمهدون للبسطاء من الناس التسليم بها ودخول مقامها لنيل البركة .

 

 

 

باع مشايخ حماس واشتروا بورقة القضية الفلسطينية التي اعتبروها سلعة ينالها من يدفع ، ونسوا أن القرار الوطني الفلسطيني المستقل لا يمكن لدولة في العالم دفع ثمنه ، ذلك ان أرواح آلاف الشهداء قد ارتقت من اجل حمايته والحفاظ عليه ومنع سلبه من أي واحد في هذا العالم حتى لو كان غنيا كقارون أو صاحب جيوش جرارة كاسكندر المقدوني ، أو صاحب امبراطورية ككسرى فارس أو قيصر روما ، إلا اذا كان الشهيد الفلسطيني بالنسبة لهم مجرد رقم احادي في البورصة !. ونعتقد انهم يحسبونه كذلك .

 

يستسهلون وضع انفسهم كمستخدمين في مشاريع قوى اقليمية وخوض الحروب بالوكالة ، وينسون أن كل الدول والقوى في العالم لا يمكنها تمرير مشروع لا يحظى برضا وموافقة الشعب الفلسطيني وقيادته ، أو لا ينسجم مع اهدافه وحقوقه اقلها المقررة لدى الشرعية الدولية ، فيشوهون بأفعالهم هذه السجل التاريخي والحالي النقي لفلسطين وكرامة وعزة نفس شعبها وقادتها الحقيقيين ، لكن عزاؤنا ان الأشقاء العرب يعلمون قبل غيرهم أن هؤلاء لا يمثلون ارادة الشعب الفلسطيني ، ولا ثقافته ولا منهجه الوطني وحتى الأخلاقي ، فهم فرع من شجرة الزقوم (الاخوانية) ولا مستقبل لهم في جنة فلسطين الحرة المستقلة .