بمناسبة انطلاقتها الخامسة والخمسين، أوقدت قيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتــح" في منطقة بيروت وشُعَبِها التنظيمية، شُعلتَها في مخيَّمات بيروت، الثلاثاء 31-12-2019 الموافق 5 جمادى الأولى 1441، وترافقت الفعالية مع مسيرات وإلقاء كلمات فلسطينية ولبنانية.
وشارك في الفعاليات عدد من أعضاء قيادة حركة "فتح" – إقليم لبنان، وقيادة حركة "فتح" في بيروت ومخيّماتها والأطر التنظيمية والوحدات العسكرية والمكاتب الحركية والكشفية والأشبال والزهرات كافّةً، إلى جانب ممثِّلي الفصائل والقوى الإسلامية والفلسطينية، وممثِّلي الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، ومسؤول الارتباط، وممثّلي اللجان الشعبية وقوات الأمن الوطني الفلسطيني، وقادة وضبّاط وعديد القوى الأمنية، وعدد من المخاتير، ومشايخ ورجال دين وأئمة مساجد المخيّمات، والمؤسسات والجمعيات الأهلية والأندية الكشفية والرياضية العاملة في مخيّمات بيروت، والمؤسسات والهيئات والروابط والتيارات اللبنانية، ووجهاء وفاعليات وأهالي المخيّمات.

ففي مخيَّم برج البراجنة، انطلقت مسيرة من أمام جامع الفرقان باتجاه مقبرة المخيّم، تقدّمتها الفرق الكشفية والموسيقية، وحَمَلة الأعلام والرايات وصُوَر الرئيسَين أبو عمّار وأبو مازن، وصُوَر عدد من الشهداء، وسط الأناشيد الفتحاوية والوطنية.
لدى وصول المسيرة إلى مقبرة المخيّم وبعد قراءة الفاتحة لأرواح الشهداء، ألقى أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين" المرابطون" العميد مصطفى حمدان كلمةً اعتبر فيها أنّ "فتح" خرجت من أزقَّة المخيّمات وشوارعها بأفواج من المقاتلين وفي مقدمهم الشهيدة دلال المغربي والأحرار الصامدين ليثبتوا للعالم أجمع بأنَّ فلسطين حرّة عربيّة أبيّة، لن يهزمُها صهيوني ولن تبقى محتلة ما دام العِرق الفتحاوي ينبض".
وأضاف: "نحن الآن أبناء أبو عمّار وكل رفاق الدرب نثبت أنّ "فتح" الدّرب الصحيح وكل مَن خرج عن حركة "فتح" ودربها خرج وابتعد عن القضية الفلسطينية".
وختم العميد حمدان كلمته قائلاً: "مهما حاولوا ومهما فعلوا فحركة "فتح" لن ترى دربًا إلّا فلسطين.. وكما قال أبو عمار (يرونها بعيدة ونراها قريبة)، وستتحرّر أرض العزّة والكرامة وستُنير درب التّحرير".
وألقى كلمة الثورة الفلسطينية أمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت العميد سمير أبو عفش اعتبر فيها أنَّه ومنذ العام 1965 يحتفل الشعب الفلسطيني بأنبل ظاهرة وأعقد قضية في التاريخ المعاصر.
ورأى أبو عفش أنّه لا يمكن للشعب الفلسطيني أن يحتفل بذكرى الانطلاقة من دون أن يستذكر الرئيس الشهيد ياسر عرفات، الذي أفنى عمره في سبيل القضية الفلسطينية. وها هما اليوم الشعبان اللبناني والفلسطيني يحتفلان بذكرى الانطلاقة للتأكيد على مبادئ الرئيس الشهيد ياسر عرفات.
وأكد أبو عفش التمسُّك بالانتخابات التشريعية الفلسطينية، مع رفض إجراء الانتخابات في حال تم استثناء القدس لأنَّ ذلك يتماهى مع صفقة القرن، ولأنه من حق المقدسيين أن ينتخبوا.
وفي ختام كلمته دعا أبو عفش أبناء المخيمات إلى الوقوف على الحياد الإيجابي داخليًّا وعربيًّا ودوليًّا، لأنَّ الوجهة الأولى والأخيرة للشعب الفلسطيني هي فلسطين وقضيتها، ودعا الجميع إلى نبذ الأطراف التي تحاول زعزعة الأمن والاستقرار.
وتحت زخّات المطر الغزيرة أضيئت شعلة الثورة الفلسطينية على وقع أناشيد حركة "فتح".

وفي مخيّم شاتيلا، ألقى عضو قيادة حركة "فتح" - إقليم لبنان د.سرحان سرحان كلمة الانطلاقة هنّأ فيها الشعب الفلسطيني بولادة الثورة الفلسطينية التي انطلقت وصمدت لـ٥٥ عامًا على الرغم من المؤامرات التي حيكت ضدها منذ اليوم الأول للانطلاقة.
واعتبر سرحان أنَّ الانطلاقة الفتحاوية شكلّت تحوّلاً استراتيجيًّا وقفزة نوعية في تاريخ الشعب الفلسطيني ونقلته من حالة اللجوء إلى حالة النضال والكفاح ضد العدو المغتصب لأرضه، وأعادت مكانة القضية الفلسطينية عالميًّا، وعزّزت دور ومكانة منظمة التحرير الفلسطينية لتكون الممثِّل الشرعي والوحيد لشعبنا.
وثمّن سرحان انتصارات القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عبّاس في المحافل الدولية، وأبرزها حصول فلسطين على صفة مراقب في الأمم المتحدة باعتراف ١٣٠ دولة بدولتنا الفلسطينية، ورفع العَلم الفلسطيني على مباني الأمم المتحدة، وسعيها للانضمام للمؤسسات والهيئات والجمعيات الدولية، الأمر الذي شكّل حالة من الرعب والغليان والسخط لدى الكيان الصهيوني، ووقف عاجزًا أمامه.
ولفت سرحان إلى أنَّ القيادة الفلسطينية لا تزال مصرّة على الاستمرار في الثورة حتى تحقيق أهدافها المتمثّلة بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين وتحرير الأسرى والمعتقلين من سجون الاحتلال الصهيوني.
ودعا سرحان أبناء حركة "فتح" إلى تعزيز وحدة الحركة، لتتمكن من الاستمرار في طريق النضال الوطني مع سائر الفصائل الوطنية حتى تتحقق مطالب الشعب الفلسطيني مؤكّدًا على ضرورة أن يكون العام الجديد عام الوحدة الوطنية وفاءً لدماء الشهداء وأسرانا البواسل.
ووسط الأهازيج والأناشيد الثورية أضيئت شعلة الانطلاقة الخامسة والخمسين.

وفي مخيَّم مارالياس، ألقى نائب رئيس حزب الاتحاد أحمد مرعي كلمة الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية اعتبر فيها أنَّ رصاصات الانطلاقة جاءت لتؤكَّد أنَّ القضية المركزية لدى العرب هي فلسطين.
ورأى مرعي أنَّ العصابات الصهيونية كانت تهدف من خلال احتلالها لفلسطين إلى تمزيق مشرق ومغرب الأمة العربية، لكنّ ثُلّة من المجاهدين الأشراف من حركة "فتح" أجهضوا هذا المشروع الذي أراد أن يفتِّت الأمة العربية ويمزّقها.
وفي ختام كلمته وجه مرعي رسالة إلى الحكومة اللبنانية الجديدة، فدعاها إلى النظر إلى القضية الفلسطينية والفلسطينيين من منظور إنساني وعربي وقومي لا من منظور أمني، لأنَّ الفلسطينيين في لبنان وجهتهم الأولى والأخيرة هي فلسطين.
وألقى كلمة حركة "فتح" عضو قيادتها في بيروت ناصر الأسعد الذي رأى أنَّ حركة "فتح" هي الماضي والحاضر والمستقبل، لأنَّ حركة "فتح" ليست حركة سياسية عابرة في تاريخ الشعب الفلسطيني بل هي الأساس الذي قامت عليه الثورة الفلسطينية.
وحيّا الأسعد في كلمته القيادة الفلسطينية التي استطاعت أن تثبت حضورها في المحافل الدولية، وكان آخر إنجازاتها رفض الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ومحاكمتها أمام المحكمة الجنائية الدولية.
وفي ختام كلمته اعتبر الأسعد أنَّ المخيّمات الفلسطينية تعيش اليوم أوضاعًا اقتصادية صعبة، داعيًا "الأونروا" إلى المساهمة في إغاثة المخيمات وقاطنيها حتى لا تتردى الأوضاع الإنسانية فيها أكثر.
وبعدها أوقد الحاضرون شعلة الانطلاقة.
#إعلام_حركة_فتح_لبنان