الحمد لله، فبعد طول الانتظار، صدر قرار محكمة الجنايات الدولية، بفتح التحقيق، في جرائم حرب ارتكبتها اسرائيل في الاراضي الفلسطينية، واول رجلين في العالم ادليا بتصريحات سلبية جدا، ضد هذا القرار، الذي يعني اشراقة جديدة لشمس العدالة الدولية من فلسطين، وفي فلسطين هما بنيامين نتنياهو المستمر للمرة الثانية في رئاسة حكومة مؤقتة، حكومة تصريف اعمال، انتظارا لانتخابات داخلية في الليكود، تمهيدا لانتخابات ثالثة في عام واحد في اسرائيل.

اما الرجل الثاني فهو وزير خارجية اميركا في ادارة دونالد ترامب وهو مايك بومبيو الذي ينطبق عليه وصف، قارئ النصوص المغلقة، فهو مطلوب منه ان يرفض تارة وان يقبل تارة اخرى ما لم يعرف، ويدافع او يتهم بأشياء لا يفهمها، وان يأتي دائما متاخرا جدا عن تغريدات رئيسه دونالد ترامب، لدرجة تجعله في معظم الوقت يبدو فائضا عن الحاجة، فكلا الرجلين نتنياهو وبومبيو انها شنا هجوما شديدا على محكمة الجنايات الدولية، بانها لا تمتلك الادلة، وانها تخرج عن اختصاصها، وان محكمة الجنايات الدولية هي الشيطان بينما القتلة الاسرائيليون الذين يكاد يشلهم الخوف في اكثر من مئة دولة في العالم هم خراف بريئة بل مجرد ارانب يتغذون على العشب الاخضر البسيط وليس على الدماء الفلسطينية.

قرار محكمة الجنايات الدولية، جاء في التوقيت المناسب، توقيت مرير بالنسبة لترامب الذي ينتظر سلسلة من المفاجآت على طريق العزل والطرد وما يتبع من سجون بانواعها عقابا على جرائم من كافة الاشكال والالوان، اما نتنياهو فقد بدأ الغوص في بحر من الفشل لا خلاص منه حتى لو ضحى باسرائيل كلها في سبيل سلامته الشخصية، حتى لو اضطر إلى ان يقدم حزب اليكود الى المذبحة، لكنه كلما اوغل في الهرب من المصير الاسود فانه يغوص اكثر.

القيادة الشرعية الفلسطينية وعلى رأسها رأس شرعيتنا الوطنية الرئيس ابو مازن راهنت منذ وقت طويل على العدالة الدولية، وقد عملت بمنتهى الوعي العميق لتكون القضايا المرفوعة لمحكمة الجنايات الدولية مصوغة بأعلى وبأدق المعايير، فجرحنا المقدس يتطلب ذلك، وحقنا المقدس يستوجب ذلك، وهذا ما تضمنته القضايا الكثيرة التي وضعناها بين يدي محكمة الجنايات الدولية والتي من اجلها حصلنا على عضوية الكثير من المنظمات الدولية، لتكون بالنسبة لعدالة قضيتنا رئة نتنفس منها وأفقا مفتوحا لنطل على العالم من خلاله، ولذلك لم نكن نأبه للاخرين، وما اكثرهم، الذين كانوا لا يريدون ان نكون كفلسطينيين ممثلين في هذه المنظمات الدولية.

أليس نصرا عزيزا من عند الله ان يشرق فجر جديد للعدالة الدولية من فلسطين ولأجل فلسطين؟؟؟

فشكرا للقادة الذين عملوا جهدا راقيا لا ينقطع، وبإيمان عميق لا يتزعزع بأن فجر فلسطين قادم، وان انتصار فلسطين مشرق لا محالة مثل وجه الله.

يحق لاسرائيل ان تتذوق طعم الخوف، والقلق، حتى ان نتنياهو فرض حظرا كاملا وشاملا على كافة المداولات الاسرائيلية التي تتعلق بهذا الموضوع، وما اكثر التفاصيل والوقائع، جرائم حرب ارتكبت بحق فلسطين وطنا وشعبنا، كان القتلة يراهنون على أن الضحايا سيموتون، وتموت معهم حكاياتهم، ولكنهم عاشوا واصبحوا هم العنوان، ابشروا، زمن العدالة الدولية يشرق من فلسطين، ومن اجل فلسطين.