حقق الرئيس عباس نجاحاً ملحوظاً، وانتصاراً سياسياً بائناً، وتعاطفاً دولياً غير مسبوق، بسبب صلابة موقفه، وتمسكه بحقوق شعبه، وعدم إذعانه للضغوط الأميركية الإسرائيلية، والنصائح الأوروبية، والمحاولات العربية لدفعه نحو التراجع عن برنامجه وخطته وحصيلة نضالات شعبه، وثنيه عن مواصلة تقديم طلب العضوية لفلسطين عبر مجلس الأمن.

إصرار الرئيس، على مواصلة طريقه في تقديم طلب العضوية لفلسطين، من وضع مراقب إلى وضع عامل كامل العضوية كما يسعى أن يكون، دلل على صلابة موقف الرجل، وصواب خياراته، استناداً إلى عدالة مطلبه.

النصائح المحلية والعربية والدولية للرئيس أبو مازن انصبت على خطورة أن يفقد التعامل الرسمي الأميركي معه ومع منظمة التحرير وخطورة تراجع واشنطن المعلن عن حل الدولتين المتجاورتين، وقد ثبت عدم صحة هذه التقديرات، وثبت صحة رهان الرئيس على معطياته وقراره وصواب ما فعل، وقد ظهر ذلك جلياً عبر موقفين للإدارة الأميركية، يصعب التقليل من أهميتهما.

الموقف الأول حينما قرر الرئيس أوباما، اللقاء مع الرئيس الفلسطيني في نيويورك يوم الأربعاء 21/ أيلول /2011، رغم معرفة رئيس البيت الأبيض المسبق بموقف أبو مازن من خلال لقاءين تما بين الوفد الأميركي المكون من دينيس روس وديفيد هيل وفشلا في دفع الرئيس الفلسطيني إلى التراجع عن خطته، وكذلك لقاؤه مع الوزيرة كلينتون، ومع ذلك واصل الرئيس التمسك بموقفه المعلن، دون أن يفقد احترام الرئيس أوباما له، ودون أن تقطع الإدارة الأميركية الصلة والعلاقة، لا مع الرئيس ولا مع السلطة الفلسطينية.

الموقف الثاني زيارة وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا، إلى رام الله واستقبال الرئيس الفلسطيني له يوم الإثنين 3/10/2011، حيث أكد بانيتا أن الرئيس أوباما ما زال يؤمن بحل الدولتين، وأن قرار الكونغرس فيما يتعلق بتجميد المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية هو قرار خاطئ، وأنه سيتم البحث في كيفية التعامل معه، وأن الإدارة الأميركية تبذل جهوداً كبيرة من أجل إعادة النظر في هذا القرار، وأن الخلافات الأميركية الفلسطينية حول مسألة تقديم طلب العضوية لفلسطين عبر مجلس الأمن لا تعني القطيعة بين الجانبين.

لقاء الرئيس أوباما، وزيارة وزير الدفاع بانيتا، تعني فيما تعنيه أن الإدارة الأميركية لم تقطع ورقة للرئيس الفلسطيني وأنها لا تزال تحترم خياراته، رغم خلافاتها معه، وبالتالي فإن هذين الموقفين يدحضان مخاوف بعض القيادات الفلسطينية، وبددا القلق لدى هذه القيادات وأنهيا الخشية من تدهور العلاقات الفلسطينية الأميركية وخرابها، بل يؤكد الحدثان في نيويورك ورام الله، صحة خيارات الرئيس أبو مازن وصواب ما فعل