أقرب حلفاء حماس لم يسلم من شرها. وفوق ذلك كل الذين وقع عليهم الشر الحمساوي مدانون. والشكاوى التي تقدم لأجهزة أمن غزة يتسلمهما الأشرار أنفسهم الذين قاموا بفعل الشر ذاته- حسب مصدر مسؤول في حركة الجهاد الإسلامي.

لا حسيب ولا رقيب ولا رادع ولا وازع يمكنه مساءلة حماس على ارتكاباتها وتجاوزاتها التي لم تسلم أحداً، لدرجة أن ما كان يسمى حلفاء للحركة الأخوانية باتوا تحت مخرطة جلاديها.

قبل ذلك تحركت الأجهزة الحمساوية لجمع السلاح في القطاع- الذي وصفته بالفالت.

وقبله هاجم رجال "القسام" حفلاً خيرياً رمضانياً، وعاثوا وعبثوا دون أن يراعوا حرمة أو مقاماً.

وقبله اعتقلوا أحد مقاومي "سرايا القدس" وأطلقوا النار على قدميه ورموه أمام مستشفى الشفاء.

وقبل وخلال ذلك أيضاً، منع الناس من المشاركة في تشييع الشهيد أمين الهندي أو التقدم من حركة فتح وذويه بواجب العزاء.

لا مكان للتعددية في ثقافة الحركة الأخونجية. لا مجال للتنوع ولا للحريات الشخصية والإجتماعية. كل الإرث الذي بناه الشعب الفلسطيني على مدى قرون من الزمن يجري تدميره وبناء نموذج آخر مكانه، نموذج مسخ لا يراعي حرمة ولا يحترم قيمة أو طاقة أو آخر مختلفاً.

لا الجوع ولا البطالة ولا اليأس العارم ولا انقطاع التيار الكهربائي ولا الحصار الظالم يمثل أولوية للحركة الظلامية، فقط فرض مشروع حماس التجهيلي- الطالباني على حساب النموذج الثقافي التعددي للمجتمع الغزي...