شهد برنامج أرزة وزيتونة الذي أعده، وقدَّمه، ورعاه بحكمة واهتمام الأخ ماهر شلبي بدعم مطلق من سيادة الرئيس أبو مازن ليشكل أول إطلالة جادة مميَّزة في نقل صورة واضحة عن أوضاع الشعب الفلسطيني في المخيمات الفلسطينية في لبنان، والأهم هو أنَّ هذه الصورة كانت متكاملة بألوانها، وطلاتها، وواقعيتها، وحيويتها، وتفاصيلها، فهي صورة ناطقة، وصارخة، وصاخبة.

الأخ ماهر شلبي قدَّم خدمة جليلة للاجئين الفلسطينيين في لبنان، خدمة تتسم بصفة الشمولية، والمصداقية، والوطنية، بعيداً عن الفصائلية والتحزُّب، فالواقع الذي تم رسمه عبر ثلاثين حلقة من المقابلات على التلفاز (قناة فلسطين الفضائية) أبرز حجم المأساة الاجتماعية، والحياتية، والاقتصادية مع أبعادها الثقافية، والتربوية، والإنسانية، والوطنية.

 

فاللاجئون الفلسطينيون في لبنان يعيشون واقعاً صعباً فهم محرومون من الحقوق المدنية والاجتماعية والإنسانية، من حقوق العمل في مختلف المهن، ومن حق التملك، وهم في مخيم نهر البارد يعيشون أزمة خانقة سواء في السكن، أو في البنية التحتية، أو في الظروف الأمنية، أو البطالة، أو الجوانب الصحية، أو الظروف المادية. وفي كافة المخيمات هناك أزمة معيشية لا تمكن الكثيرين من تعليم أبنائهم في الجامعات مع وجود طاقات شابة متأهبة لتحقيق مستقبل زاهر، وهذا الجانب المعيشي التربوي كان المحرِّك الفاعل والدافع الأساس ليناقش الأخ ماهر مع الرئيس أبو مازن إمكانية تأسيس صندوق الطالب الفلسطيني في لبنان لرعاية طلاب لبنان، وتقديم المساعدات الطلابية، والمنح الدراسية لكافة الطلاب الفلسطينيين، فالرئيس أبو مازن هو رئيس الشعب الفلسطيني ويتعاطى مع الجميع كأبناء للشعب الفلسطيني بعيداً عن الفصائلية والحزبية.

 

الجولات التي شاهدناها في المخيمات، والمقابلات التي جرت فتحت المخيمات على بعضها، وأصبحت معاناة المخيمات، وأشكالياتها، معروفة للبناني والعربي والفلسطيني، وكانت فرصة كي يطّلع الجميع على حقيقة الظلم الذي لحق بهذه المخيمات من كافة النواحي.

 

لقد استطاع أن  يقدِّم خدمة إعلامية كبيرة لواقع اللاجئين في لبنان، واستطاع أن يرفع صوتهم، وأن يضع قضيتهم بكل تفاصيلها على طاولة القيادة الفلسطينية، وله الفضل في التعاطي المسؤول والاهتمام الكبير الذي أبداه الرئيس أبو مازن تجاه الاحتياجات الاجتماعية، والتعليم، وتأسيس صندوق للطالب الفلسطيني يشارك في تمويله كبار الأثرياء الفلسطينيين، والعديد من المتبرعين الفلسطينيين.

 

أيضاً كان له الفضل الكبير في لفت انتباه القيادات الفلسطينية في لبنان بضرورة إعطاء الأهمية للجوانب الثقافية والتراثية للحفاظ على الذاكرة الفلسطينية، وأن تبتعد الفصائل عن الصراعات السياسية والحزبية، وتهتم بالقضايا الوطنية والاجتماعية والأمنية للمخيمات.

 

شكراً للرئيس أبو مازن لأنه وعد وأوفى... وشكراً للأخ ماهر الشلبي لأنه قرع الجرس وبلغ الرسالة.