فلسطيننا/ لبنان -  بقلم/ محمد سعيــد

قوبل الرئيس ابو مازن بالتصفيق الحاد لفترات طويلة، ولأكثر من مرة، وهذا التصفيق جاء من المنظمة الدولية لهيئة الامم المتحدة، وليس من هيئة محددة معروفة التوجه والهوى ومؤيدة لاسرائيل (الكونغرس الامريكي).

استطاع الرئيس ابو مازن من خلال تقديم طلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين الى الامين العام للامم المتحدة، ومن خلال خطابه الواضح والقوي المبني على اسس فكرية منطقية، ان يكشف فيه مراحل تطور القضية الفلسطينية، والعملية التفاوضية، مروراً بمرحلة بناء الدولة على اسس شفافة وواضحة، المرتكزة على النهج الواقعي والعملي ومبادئ العصرنة في بناء الدول، ما حدا بالبنك الدولي ان يرفع تقريراً ينوّه بمدى فعالية كيان الدولة الفلسطينية على الارض.

وقف الرئيس ابو مازن كاشفاً امام العالم مدى صبر الفلسطينيين وطول أناتهم وتجاوبهم مع المساعي الدولية من اجل احلال السلام في منطقة الشرق الاوسط ولمدة تفوق الثمانية عشر عاماً دون جدوى، الى ان وصلت هذه المساعي الى طريق مسدود بسبب التعنت الاسرائيلي في بناء المستوطنات، وجدار الفصل العنصري، واعتداءات المستوطنين على الممتلكات والحقول، ورفض اسرائيل التجاوب مع كافة المبادرات الدولية، بما فيها مبادرة السلام العربية، والاعتراف بحق الفلسطينيين الذي اقرته القرارات الدولية وشرعة حقوق الانسان، في اقامة دولتهم على ارضهم. اخرج الرئيس ابو مازن القضية الفلسطينية من نفق المفاوضات والمتاهات التي اوقعتها فيه الرعاية الامريكية واوصلتها الى حائط مسدود، وجعل القضية الفلسطينية بندا أول على جدول اعمال الامم المتحدة ومجلس الامن في المرحلة الحالية والمقبلة، وسد الطريق امام التسويف وهدر الوقت، ووضع حداً للتلاعب الى ما شاء الله بمصير القضية وللمزايدات التي كانت تخرج من هنا وهناك، وشلّ الدور الامريكي الزائف، ووضع القضية تحت رعاية دولية تراقب وتتابع مساعي السلام، وقد يكون الحل بدولة كعضو مراقب يترافق مع مفاوضات لمدة سنة (2012) لايجاد حل نهائي والحصول على العضوية الكاملة كما اقترحت فرنسا، هو الحل الذي يمكن ان يُعمل عليه.

القضية اليوم خرجت من يد الراعي الامريكي الذي استندت اليه الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة لاضاعة الحق الفلسطيني. اليوم وضع الرئيس ابو مازن حداً لكل هذه السياسات ووضع خارطة طريق فلسطينية امام المساعي الدولية لحل القضية الفلسطينية، يمكن ان تسير عليها المساعي الدولية المخلصة والحقيقية بأمن وأمان، اذا كان العالم صادقاً هذه المرة في اعطاء الفلسطينيين شيئاً من حقهم ولو لمرة واحدة.