القت حماس طوق النجاة لرئيس حكومة دولة الاحتلال وتنتظر المكافأة, فلو كنت مكان نتنياهو لأرسلت شهادة تقدير للمتحدثين باسم حماس وقادتها, على شجاعتهم بالقاء اطواق النجاة !! فنتنياهو وقبله قادة حكومات اسرائيل يأتيهم الفرج دائما من "حيث يحتسبون" خاصة عندما يكونون في اشد لحظات الصراع مع الشرعية الدولية, فلسامي ابو زهري رامي طوق النجاة لـ ( بيبي ) حق الجائزة, فهذا المتحدث باسم حماس انقذ ( الصديق العزيز لرئيس اخوانه) فيما هو يستجمع ما اوتي من قوة للخروج من زاوية ضيقة حشره فيها دهاء الرئيس ابو مازن, وأطبق عليه بحكمته السياسية.

أطلق ابو زهري, وهو على بعد امتار من عسكر حماس الذين يحرسون خط حدود ( غزة مع اسرائيل ) حسب اتفاق التهدئة الذي رعاه رئيس جماعة الاخوان محمد مرسي, اطلق تهديدات باستهداف أي قوات دولية ستتواجد على ارض دولة فلسطين, وستعاملها حماس كقوة احتلال, مع ان هذه القوات ما زالت حبرا على ورق, فيما قوات الاحتلال الاسرائيلي ذاته ( الأصل ) ? حسب ابو زهري ? يقلع عين اللي ما بيشوف من الغربال !! جاثمة على الأرض. . فلماذا انتظار الشبيه ما دام الأصل قائما, يا أدعياء المقاومة؟

لم ينتظر نتنياهو كثيرا, حتى جاء إعلان حماس عن استهداف القوات الدولية, مع بدء بحث البيت الابيض عن سياسة جديدة للتعامل مع قضايا الشرق الأوسط،، فنتنياهو معني بذرائع تحول دون اجباره على انسحاب جيشه من كامل أراضي دولة فلسطين سيبني على تهديدات حماس, ليقدم رفضه للمقترح مرفوعا على هذا التهديد, ويقول للعالم هاهم الفلسطينيون يرفضون قواتكم, سيقتلون جنودكم.

سيصنع نتنياهو علاقة متينة بين جسمي الانقسام والانفصال, والاحتلال المانع للتحرر والاستقلال, ويروج للتهديد رغم علمه بانعدام قدرة حماس على تنفيذه, بفضل قدرة الأمن الفلسطيني على حفظ الأمن, ووعي الجماهير الفلسطينية, وثقة الشعب الفلسطيني بسياسة الرئيس ابو مازن, التي لمس فيها الصدق والإخلاص والنضال بصبر من اجل نيل الحقوق, والصمود على الأرض والتمسك بالثوابت.

سيكافئ نتنياهو مسؤولي حماس بتمكينهم اكثر وأكثر في (امارتهم) وسلطة الأمر الواقع بقطاع غزة, فليس صدفة اعلان موسى ابو مرزوق رفض حماس ارجاع غزة الى الوطن الأم أو الحاقها بالضفة, فمن يفكر بهذه الطريقة لا يمكننا رؤيته الا ملتقيا بمصالح مشتركة مع دولة الاحتلال بعد انهيار الضلع الثالث ( جماعة الاخوان ) في المثلث.

يعلم المسؤولون في حماس أن وجود طرف دولي ثالث على حدود دولة فلسطين لا يمس السيادة الفلسطينية, لأنه سيكون مرهونا بموافقة فلسطينية, كمرحلة نحو تحقيق الاستقلال الناجز, ولسحب ذرائع حكومة الاحتلال الأمنية.. أما اذا كان الأمر لنيل ثقة قادة استخبارات الاحتلال, فهذه رشوة مقابل الحفاظ على الذات ومشروع (الامارة). ورسالة مباشرة للتنسيق, عمادها: امارة حماس في غزة مصلحة فعلية وحقيقية لإسرائيل.