نظَّم "التنظيم القومي الناصري" في لبنان احتفالاً تأبينيًّا في الذكرى الأولى لرحيل رئيس التنظيم سمير شركس "أبو الفضل" اليوم السبت الواقع في 10-2-2018 في دار الندوة الشمالية بطرابلس بحضور ممثِّلٍ عن سعادة سفير دولة فلسطين لدى لبنان أشرف دبور، وحشدٍ من ممثِّلي الأحزاب الوطنية والإسلامية اللبنانية في الشمال وقادة ومسؤولي الفصائل الفلسطينية في الشمال، وعددٍ من المخاتير والفعاليات والشخصيات السياسية والاجتماعية والنقابية والجمعيات وقوى المجتمع المدني، وممثِّلين عن لقاء الأحزاب والشخصيات الوطنية من بيروت.
بدايةً ألقى رئيس "التنظيم القومي الناصري" درويش مراد كلمة التنظيم حيَّا فيها المناضل معن بشور على استضافته لهذا اللقاء مُشيدًا بدوره الوطني والعروبي. ثُمَّ تحدَّث عن مسيرة شركس النضالية في مواجهة أخطار عديدة منوِّهًا بثبات مواقفه الوطنية والقومية.
وطالب مراد بضرورة توحيد البندقية النضالية الفلسطينية من أجل فلسطين، وحيَّا محور المقاومة الذي دحر الإرهاب في لبنان وسوريا والعراق، ورأى أنَّ هناك مواجهة جديدة فرضت نفسها ضد العدو الصهيوني وتمثَّلت اليوم بإسقاط الجيش العربي السوري لطائرة "اف 16" الصهيونية مُوجِّها التحية لسوريا قيادةً وجيشًا وشعبًا.
كلمة الأحزاب الوطنية والإسلامية في الشمال ألقاها مسؤول "حزب البعث العربي الاشتراكي" المحامي جلال عون، إذ عدَّد مآثر الراحل "أبو الفضل" مؤكِّدًا أنَّه كان شريكًا مناضلاً في مسيرة الأحزاب.
ثُمَّ ألقى مسؤول "الجبهة الشعبية -القيادة العامة" في الشمال أبو عدنان عودة كلمةً مؤثِّرةً عن حياة الراحل سمير شركس، ونوَّه بمناقبيّته في العمل النضالي، مؤكِّدًا أنَّه "كان نظيف الكف، دافئ اللسان، يزن الكلمة قبل نطقها".
كلمة منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" في الشمال ألقاها أمين سرها أبو جهاد فياض ممَّا جاء فيها: "نُحَيّي الأخ معن بشور القائد العروبي الشامخ كما جبال لبنان الصامد في وجه الامبريالية الأميركية المدافع عن الحق الفلسطيني حتى التحرير والعودة. نلتقي اليوم لإحياء الذكرى السنوية للأخ الشهيد القائد سمير شركس رئيس التنظيم القومي الناصري في لبنان تثمينًا لدوره النضالي في مسيرتنا القومية في مواجهة المشاريع الصهيونية والأمريكية في منطقتنا العربية .فالتحية لكلِّ شهداء الأُمّة وفي مقدّمهم الزعيم العروبي القائد جمال عبدالناصر الذي حمل لواء العروبة في أصعب المراحل، وكان يواجه المشاريع الاستعمارية للحفاظ على مصالح أمتنا العربية، وكانت بوصلته فلسطين، حيث قال للشهيد القائد ياسر عرفات: (إنَّ الثورة الفلسطينية أنقى ظاهرة ثورية وُجِدَت لتبقى ولتنتصر) وستنتصر بإذن الله".
وأضاف: "يُسعدني مشاركتكم اليوم إحياء ذكرى استشهاد القائد سمير شركس متزامنة مع الذكرى المئوية لميلاد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر .لنعلن من طرابلس العروبة أنَّ الزعيم العروبي جمال عبدالناصر كان أمل الأمة العربية وكان عظيمًا في وجدان الملايين من العرب والمسلمين" .
وأمِل فيَّاض على الإخوة اللبنانيين التمسُّك بالسلم الأهلي، وتعزيز الوحدة الداخلية المتمثِّلة بدعم الجيش اللبناني الذي انتصر على الإرهاب، وتعزيز دور المقاومة في مواجهة التهديدات الصهيونية دفاعاً عن لبنان وأرضه وثروته النفطية التي يبني عليها اللبنانيون آمالاً كبيرةً.
وأردف: "بالأمس كانت جمعة الغضب العاشرة، وما زالت المواجهات مستمرةً ضدَّ جيش الاحتلال الصهيوني وقطعان مستوطنيه، حيث سقط عشرات الشهداء من أبناء شعبنا وآلاف الجرحى والمعتقلين رفضًا لقرار المتصهين ترامب .ونحن نؤكِّد أنَّنا متمسّكون بأرضنا المباركة، وإقامة دولتنا الفلسطينية على ترابنا الوطني وعاصمتها الأبدية القدس وعودة اللاجئين إلى ديارهم تنفيذًا للقرار الدولي 194.
ونطالب الحكام العرب بطرد السفراء الأمريكان من عواصمنا، وعدم التطبيع مع هذا الاحتلال البغيض مغتصب الأرض وقاتل الأطفال الفلسطينيين بدم بارد، والذي يحتجز جثامين الشهداء لابتزاز أهلهم باشتراط أوقات الدفن وعدد المشاركين في التشييع".
ودعا فيّاض المجتمع الدولي إلى وضع خطة جديدة لمواجهة قرار ترامب الأرعن بنقل سفارة بلاده إلى مدينة القدس، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية تجاه القضية الفلسطينية لأنَّ هذه المواثيق بكاملها أصبحت مهدّدةً نتيجة السياسة الأميركية التي تضع القوانين والأنظمة التي تتناسب مع مصالح الحركة الصهيونية، وأشار إلى أنَّ الشعب الفلسطيني الوحيد في العالم الذي لم ينل حريته واستقلاله حتى يومنا هذا، بسبب الاستعمار الصهيوني المدعوم بكل الطاقات والخبرات من الإدارة الأميركية عسكريًّا، وسياسيًّا، وأمنيًّا واقتصاديًّا، بحيث أصبح على الشعب الفلسطيني أن يواجهه وحيدًا وهو تحت الاحتلال، في أصعب الظروف.
وتابع: "إنَّنا مُصِرّون على إتمام المصالحة الوطنية، وتنفيذ ما تمَّ الاتفاق عليه في القاهرة برعاية مصر مع الاخوة في حركة "حماس" لجهة تسليم الوزارات والمعابر لحكومة الوفاق الوطني، وتخفيف معاناة أهلنا في غزة هاشم لأنَّ الوحدة الوطنية الفلسطينية السلاح الأهم لكسر الضغوطات الصهيوأمريكية من خلال المقاومة بكافة أشكالها واستثمار الدعم الإقليمي والدولي من الدول الصديقة للشعب الفلسطيني في المحافل الدولية"، وأكَّد أنَّ جهد القيادة الفلسطينية بتعزيز العلاقة مع أوروبا وروسيا والصين مهم للغاية لأنَّ أمريكا ليست قَدَرًا علينا .
كما طالبَ القيادة الفلسطينية ومفوض "الأونروا" ببذل جهد أكبر لتأمين أموال لوكالة "الأونروا" من مصادر بديلة عن أمريكا التي تهدِّد بوقف تمويل الوكالة، حتى تتمكَّن الأخيرة من مواصلة تقديم الخدمات لأبناء شعبنا وخاصّةً الصحية والتعليمية والإغاثية.
وأضاف: "لقد أصبح عدد الأسرى في معتقلات الاحتلال 8000 أسير وأسيرة منهم 400 طفل، والبعض منهم يمنع عنه زيارات الأهل وتمنع عنهم الأدوية.. فأين مؤسسات حقوق الإنسان والصليب الأحمر الدولي لتخفيف معاناتهم داخل الزنازين الصهيونية؟!".
وحيَّا الشهداء وفي مقدَّمهم صاحب المناسبة القائد سمير شركس وأبطال فلسطين أحمد إسماعيل جرار ابن حركة "فتح" وأحمد نصر جرار ابن حركة "حماس" .كما حيَّا الأسرى الأبطال وفي مقدَّمهم عميد الأسرى العرب البطل يحيى سكاف والقادة مروان البرغوثي وأحمد سعدات وعهد التميمي وأحمد مناصرة وإسراء الجعابيص وغيرهم.
أمَّا الكلمة الأخيرة فكانت لعائلة الراحل ألقتها زوجته هالة الحسيني شركس فأكَّدت العلاقة الخاصة الصادقة مع الزوج والصديق واستذكرت الأيام الجميلة مع الزوج الإنسان، وحيَّت الحضور على مشاركتهم هذه الذكرى.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها