عقدت قيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان اجتماعاً في سفارة دولة فلسطين في العاصمة اللُّبنانية بيروت اليوم ثلاثاء 2018/1/23، وناقش المجتمعون مجمل القضايا المتعلقة بالشؤون الفلسطينية، وتوقفوا مطولاً أمام إعلان وزارة الخارجية الأمريكية الأسبوع الماضي عن تجميدها 65 مليون دولار من المساعدات الأمريكية التي تقدم لوكالة "الأونروا"، وما سينجم عنه من نتائج كارثية إنسانية على كافة مناحي حياة ومعيشة اللاجئين الفلسطينيين وخاصة هنا في لبنان، حيث صدر عن الاجتماع البيان التالي:

1- أدانت قيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان القرار الذي اتخذته إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، بتجميد جزء كبير من المساعدات الأمريكية التي تقدم بشكل دوري لوكالة "الأونروا" التي تعنى بشؤون اللاجئين الفلسطينيين، ورأت بهذا القرار انحياز سافر للاحتلال الصهيوني، وابتزاز رخيص وبلطجة هدفها الضغط على الشعب الفلسطيني وقيادته للقبول بتسوية تُسقط أهم الحقوق الفلسطينية المشروعة والمتمثلة "بالقدس والعودة".

2- وأكَّدت وقوفها خلف القيادة الفلسطينية وعلى رأسها فخامة الرئيس محمود عباس، وحيَّت صمودها بوجه كافة الضغوطات الصهيونية والأميركية التي تأتي في سياق مؤامرة تمرير مشروع ما يسمى "بصفقة القرن" التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وشطب حقوق شعبنا، كما أكَّدت دعمها والتزامها بقرارات المجلس المركزي الفلسطيني، ودعت للإسراع لإنشاء الآليات المناسبة لجعلها حيز التنفيذ.

3- كما أكَّدت أيضاً بأنَّ المجتمع الدولي مُطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بتحمل مسؤولياته والقيام بواجباته تجاه شعبنا الفلسطيني، والوقوف إلى جانب شعبنا في الدفاع عن حقوقه المشروعة التي كفلتها له الشرعية الدولية، ورفض كل إجراءات الأمر الواقع التي يقوم بها الاحتلال الصهيوني على الأراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة في مدينة القدس، والتعامل معها باعتبارها إجراءات غير شرعية وغير قانونية، وكذلك فيما يتعلق بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخير حول القدس. ودعت المجتمع الدولي إلى تغطية العجز المالي الذي نتج عن إعلان الخارجية الأمريكية بحجب جزء كبير من المساعدات المالية الأمريكية لوكالة الأونروا، كي تتمكن من تقديم الدعم والرعاية والإغاثة للاجئين الفلسطينيين إلى أن تتحقق التسوية العادلة للقضية الفلسطينية بما يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس وتحقيق العودة لكل اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وأراضيهم التي اقتلعوا منها بقوة الإرهاب والاحتلال والإحلال والاستيطان في العام 1948 على يد العصابات الصهيونية.

4- ووجهت التحية إلى كافة دول العالم الشقيقة والصديقة التي وقفت إلى جانب شعبنا الفلسطيني وحقوقه المشروعة، وتضامنت معه وساندته وناصرته في معركته السياسية ضد قرار الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" الذي أعلن بغير وجه حق عن اعترافه بالقدس عاصمة للكيان الصًّهيوني، وعن نيته نقل سفارة بلاده إليها. وثمَّنت كافة المؤتمرات العربية والإسلامية التي عُقدت للتعبير عن الرفض القاطع للقرارات الأمريكية حول القدس ووكالة الاونروا، وأخرها مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس الذي عقد في العاصمة المصرية، ومؤتمر البرلمانات الإسلامية لدعم القدس الذي عقد في العاصمة الإيرانية، ودعت إلى ترجمة قراراتها خاصة تلك التي حددت التزامات مادية مخصصة لدعم القدس ودعم أهلنا المقدسيين، وتعزيز صمودهم بوجه الإجراءات الصهيونية العدوانية التي تسعى إلى تهويد القدس جغرافياً وديمغرافياً، للنيل من تاريخها وحاضرها ومستقبلها، وانتمائها العربي والإسلامي والمسيحي والإنساني.

5- كما وجهت تحية فخر واعتزاز إلى أهلنا في الوطن المحتل وخاصة في القدس، وفي أراضي الــ 48، الذين هبُّوا دفاعاً عن القدس والمقدسات الدينية فيها، وقدموا عشرات الشهداء ومئات الأسرى والأسيرات من أبنائهم البواسل، وحيَّت كافة أبناء جماهير شعبنا الفلسطيني في كل أماكن الشتات وخاصة في لبنان، وثمَّنت مشاركتهم وتفاعلهم النشط في التحركات الجماهيرية الاحتجاجية على قرار ترامب العدواني، ودعتهم للاستمرار بهذه الروحية الوطنية والكفاحية العالية، كتعبير صادق عن وحدة شعبنا وترابطه الوثيق بين داخل الوطن وخارجه، ووحدة مصالحه وأهدافه النضالية المتمثلة بالعودة وتقرير المصير وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

6- وحيَّت أعضاء القائمة العربية المشتركة في الكنيست الإسرائيلي على مواجهتهم الشجاعة لنائب الرئيس الأمريكي "مايك بنس" تحت قبة الكنيست بشكل تظاهري، حاملين صور للقدس والمسجد الأقصى، كتب عليها "القدس عاصمة دولة فلسطين"، فضلاً عن الهتافات التي صدحت بها حناجرهم تنديداً بقرار الرئيس الأمريكي "ترامب" حول القدس.

6- ووجَّهت الشكر العظيم لكافة القوى والأحزاب والمؤسسات والشخصيات الوطنية والدينية اللبنانية، التي دعت ونظَّمت وشاركت بالتحركات الاحتجاجية والتضامنية مع شعبنا وحقوقه المشروعة ومع قضية القدس.

8- وفيما يتعلق بأوضاع أهلنا في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، أكدت تمسكها بالاستقرار الأمني للمخيمات الفلسطينية، وبالعلاقة الأخوية التي تربطها بجوارها اللبناني الشقيق، كما أكّدت دعمها للاستقرار الأمني في لبنان، وتفهُّم الضرورات التي تقف خلف الإجراءات الأمنية التي تقوم بها المؤسسة العسكرية والأمنية حول المخيمات وخاصة مخيم عين الحلوة والمية ومية، ولكن تهيب بقادة وضباط المؤسسة العسكرية اللبنانية بأن لا يجعلوا من هذه الإجراءات معيقات تعيق معيشة وحياة أهلنا وتحركاتهم من وإلى المخيمات،خاصة في أوقات ذهاب وإياب الطلاب من وإلى مدارسهم وجامعاتهم والعمال والموظفين إلى مكان أشغالهم وأعمالهم.

9- وحول حي الطيرة في مخيم عين الحلوة ومسألة إعادة إعماره، أكدت بأنَّها ستتواصل مع إدارة وكالة الأونروا في لبنان، للتباحث معها من أجل تذليل العقبات التي تقف حائلاً دون البدء بعملية الإعمار وفق التواريخ التي سبق وأعلنتها في اللقاءات المشتركة.

10- وحيَّت الشهداء الأبرار الذين سقطوا دفاعاً عن الأرض الفلسطينية، والذين كتبوا بدمائهم أروع ملاحم التضحية والعزة، ورووا بدمائهم الزكية تراب وطننا المقدس لتنبت شجرة الحرية والاستقلال والعودة.

11- كما حيَّت كافة الأسرى والمعتقلين من أبناء شعبنا، الرازحين خلف قضبان السجون والمعتقلات الصهيونية، أولئك الأبطال الذين يسطرون في كل يوم أبهى صور الصمود والمواجهة والوحدة.