طالبت منظمة أصدقاء الإنسان الدولية السلطات المصرية بوقف حملة الملاحقات والإعتقالات التي وصفتها بـ "الظالمة"، بحق اللاجئين السوريين والفلسطينيين الفارين من الأراضي السورية إلى مصر، مشيرة إلى أنها مستمرة منذ أوائل شهر تموز (يوليو) الماضي، "وقد زادت حدتها منذ صباح الأحد الماضي".
وقالت المنظمة الحقوقية، التي تتخذ من فيينا مقرًا لها، إن الحملة الأخيرة التي تقوم بها أجهزة الأمن المصرية "تركزت في مناطق العاصمة القاهرة خاصة مدينة نصر و6 اكتوبر ومنطقة العبور، وشملت وفقاً لشهادات حصلت عليها "أصدقاء الإنسان"، مداهمات عديدة لمنازل وشقق يُعتقد أنها تأوي لاجئين سوريين أو فلسطينيين، كما أن الاعتقالات طالت لاجئين في الشوارع والأسواق العامة".
وأضافت المنظمة، في بيان صحفي، أن "ما يقرب من 1200 معتقل سوري وفلسطيني من اللاجئين؛ معظمهم من النساء والأطفال، تحتجزهم السلطات في سجون عديدة على امتداد الأراضي المصرية؛ خاصة سجون محافظات الإسكندرية والقاهرة والبحيرة، يرزحون تحت وطأة الإذلال والشتائم من ناحية والجوع والبرد من ناحية أخرى، ويتعرضون لمعاملة قاسية قلّ ما يتعرض لها اللاجئون في أي من دول العالم. وأن بعضهم يحتجز في خيام في باحات السجون في ظروف تكاد تنعدم فيها الرعاية الصحية".
وأكدت المجموعة الحقوقية الدولية أن السلطات المصرية "لا تقدم للاجئين أي من أنواع الطعام أو المساعدات العينية أو المادية، بل ينتظرون ما يُقدم لهم عن طريق المفوضية العليا لشؤون اللاجئين. بل قامت تلك السلطات قسراً؛ وبدون أحكام قضائية أو سندات قانونية، منذ أوائل يوليو الماضي بترحيل ما يربوا على 1150 لاجئاً إلى سورية".
وقالت المنظمة أن هذا الترحيل يمثل مخالفات واضحة للبنود 31، 32 و 33 من الاتفاقية الدولية الخاصة بوضع اللاجئين التي اعتمدها مؤتمر الأمم المتحدة عام 1951؛ والتي تلزم الدول الموقعة ومنها جمهورية مصر العربية بتوفير الحماية للاجئين القادمين من مناطق النزاعات والامتناع عن ردهم بأي صورة من الصور إلى الأقاليم التي تكون حياتهم أو حريتهم مهددة فيها. وهنا لا بد من التأكيد على حتمية تعرض أعداد من المرحلين إلى سورية للإعتقال والتعذيب بل للموت في حالات".
وعبرت "أصدقاء الإنسان الدولية" في مذكرة أرسلتها إلى الرئيس المؤقت وحكومة تصريف الأعمال والمجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية، عن ثقتها في إرادة الشعب المصري، ورغبته القوية في إطلاق سراح المعتقلين السوريين والفلسطينيين، ومعاملتهم معاملة حسنة.
وطالبت "أصدقاء الإنسان" السلطات المصرية بوقف حملة الملاحقات والإعتقالات التي تقوم بها بحق اللاجئين السوريين والفلسطينيين، وإطلاق سراح اللاجئين وتفهم حاجاتهم الإنسانية، وتوفير الحماية اللازمة للاجئين والتوقف عن عمليات ترحيلهم القسرية إلى سورية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها