شوقي الحاج
أخذت معاناة اللاجئين الفلسطينيين الوافدين من سوريا منحى مأساوياً، نتيجة التراجع الحاد في تقديمات المؤسسات المانحة من جهة، والخطوات التي بدأت «الأونروا» تطبيقها، على مســتوى تقليص خدماتها، بحجة عدم توفر الموازنات من جهة ثانية، إلى جانب غياب الخطة الإستراتيجية الواضحة من قبل «الأونروا» في التعاطي مع الملف، الأمر الذي بات ينــذر بمستــقبل قاتــم، قد يــطال الوضــع المعيــشي والحيــاتي لآلاف العائــلات النازحــة.
عضو اللجنة المركزية في «الجبهة الديموقراطية»، الذي يتابع ملف النازحين الفلسطينيين الوافدين من سوريا إلى لبنان، منذ بداية العنف في سوريا، أبو وائل عبدالله كامل، رأى تراجع تقديمات المؤســسات المانحة بشكل حاد للاجئين الفلسطينيين، مؤكداً أن المؤسـسة الوحيدة التي ما زالت تتعاطى مع ملف النزوح الفلســطيني بوضوح هي «الصليب الأحمر الدولي»، التي تحــصر خدماتها وتقديماتها بالوافدين الجدد، وهذا يعني أن العائــلات الوافدة قديماً، تنتظر «الأونروا» لإغاثتها ومساعدتها. ولكن الوكالة ما زالت تدب «كالسلحفاة» في تعاطيها مع هذا الملف.
وأوضح كامل الهدف من وراء إعادة تسجيل النازحين، للتأكد من وجود هذه العائلات على الأراضي اللبنانية، إلا أن كامل رأى أن «الأونروا» تتعاطى مع ملف النازحين الفلسطينيين بشكل استنسابي، وفي ظل غياب أي خطة أو برامج عمل، من شأنها أن تخفف المعاناة عن هؤلاء، حيث تتولى كل ثلاثة أشهر تقديم مبلغ مالي قدره 200 دولار، لكل عائلة مؤلفة من ثلاثة أفراد وما دون، أم العائلة التي يزيد عدد أفرادها على الثلاثة فحصتها هي بحدود 200 دولار إضافة إلى مبلغ خمسين ألف ليرة عن كل فرد، مؤكداً أن هذا المبلغ لا يلبي الحد الأدنى من حاجات النازحين وأبسط مستلزمات العيش الأساسية.
وتناول كامل مسألة تسجيل الطلاب الفلسطينيين وتدريس المنهج السوري، فلفت إلى وجود ثلاث مدارس في مخيم الجليل في بعلبك، وسعدنايل، وبر الياس، مشيراً إلى وجود 200 طالب في كل مدرسة، إنما هذه المدارس تحتاج إلى كوادر تعليمية متخصصة في جميع المواد، وفقاً للمنهاج السوري، إلى جانب توفير المستلزمات التعليمية، وتأمين النقل للطلاب، وتثبيت المدراء والأساتذة الفلسطينيين، واصفاً عمل «الأونروا» بـ«تجميع الطلاب فقط وتركهم بدون تدريس حقيقي».
أما على مستوى الملف الصحي، فبرغم كل المناشدات والمذكرات والتحركات، كما قال كامل، ما زالت «الأونروا» تتعاطى مع الملف وكأنه لم يحصل أي نزوح فلسطيني من سوريا، فعيادة بر الياس التي تعمل ثلاثة أيام في الاسبوع وتستقبل يومياً بحدود 250 مريضاً من خلال وجود طبيب واحد وصيدلي واحد، ما زالت على حالها، في ظل عدم وجود الأدوية، واقتصارها على أدوية الالتهابات والمسكنات، مستغرباً أن يدار هذا الملف بعقلية منغلقة لا تطل على الواقع ومستجداته الميدانية.
وشدد كامل على ضرورة أن تقوم «الأونروا» بالدور المطلوب منها، في مخاطبة المجتمع الدولي والتحرك باتجاه الدول المانحة، كما تفعل باقي المؤسسات من أجل تأمين ضروريات العيش الكريم للعائلات النازحة، ووضع حد للتمييز بين فلسطيني نازح وآخر سوري، لأن الكل في هذه الحرب العبثية مستهدف.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها