رضوان يعقوب

السيدة «أم محمد لوباني» سيدة لأسرة من سبعة أفراد منهم ثلاثة أفراد بعمى بصري منذ الولادة إحتاجت منذ مدّة الى جراحة وأعمال طبية ضرورية وهذه من صلب أعمال منظمة الأونروا للشعب الفلسطيني، وتم تأمين القسم الأول من العلاج والإستشفاء، ومع تقلص إعتمادات الاونروا لاهالي البارد كان من نصيبها أنها حرمت من إكمال العلاج الضروري لحياتها.

وفي اتصال مع إبنتها الأستاذة الثانوية في مدراس الأونروا أكدت بأن كافة التحركات التي قاموا بها لم تصل الى النتائج التي يريدونها وأن والدتها لن تستكمل لها الأونروا العلاج المناسب ولا الإستشفاء المطلوب «اننا نفتش عن مصادر مالية لتأمين الإستشفاء والطبابة للوالدة التي لا تغطيها تقديمات الأونروا الحالية بعد تقليص مصادر الدول المانحة والأمم المتحدة لموازنة الأونروا».

الحاج زياد الشتيوي الذي يقطن منذ سنوات في «البركسات» (وهي عبارة عن غرف من الصفائح مؤقتة ولا تستوفي بالحد الكافي بضرورات السكن اللائق) والذي يأمل بالعودة الى فلسطين لا يزال يامل ان يتم الإسراع في السكن في البناء الجديد حيث قال بأن بدء التعمير في القطاع الذي كان يسكن فيه بالمخيم لن يبدأ العمل فيه قبل العام القادم 2014، مشيرا الى جملة من تعقيدات المرحلة الراهنة في المخيم حيث أن تقديمات الأونروا الصحية تم تخفيضها 50% وهذا مجحف وخطير بحق الأهالي الذين يعانون من الضيقة في الحياة من كل الجوانب.

أضاف بأنه تفيد بعض الأنباء بأن الأونروا ستوقف في القريب الرواتب للعاملين من الفلسطينيين عندها وهذه كارثة إضافية تضم الى كوارث الفلسطيني في الشتات، وبخصوص توقيف دفع الإيجارات للمستأجرين الفلسطينيين قال بأن هذا القرار يتمتع بأحقية معينة – ونحن معه – للقادرين وللذين تم بنا المساكن لهم ولا يريدون السكن فيها.

وختم: تلقينا – بعد تحركاتنا بخصوص تخفيض موازنة الأونروا – الوعود بدراسة وإيجاد الحل المناسب لحل القضية الأهم بالنسبة للفلسطينيين وهي الطبابة والإستشفاء وإعادة التقديمات الى ما كانت عليه سابقا، الى غيرها من المطالب المحقة.

وكان تقليص خدمات الأونروا وتخفيض الفاتورة الصحية 50% وعدم قدرتها على  الاستجابة الى ازمة نهر البارد بخصوص التقديمات الطبية وللعائلات التي لم تستطع السكن في البارد جراء عدم إستكمال إعادة بناء المخيم أدى الى سلسلة من التحركات الشعبية الفلسطينية حيث نفذت المنظمات الجماهيرية الديمقراطية ولجنة الامراض المستعصية واللجنة الشعبية وفصائل المقاومة واهالي البارد إعتصامات ووقفات رمزية وتوقيف التعليم مطالبين بتغطية كاملة للمرضى وخطة طوارئ شاملة مشددين على الاستمرار في التحركات الشعبية ضد سياسة الاونروا وتجاهلها لمطالب ابناء البارد الداعية للاستمرار في خطة الطوارئ حتى عودة الاهالي لبيوتهم في المخيم القديم, ورافضين ذرائع الاونروا وحججها الواهية بنقص التمويل.

وكان صدر بتاريخ 10/11/2013 الجاري بيان عن الفصائل الفلسطينية عن الإجتماع مع المفوض العام للانروا فيليبو غراندي والمديرة العامة في الوكالة في لبنان آن ديسمور. وتم بحث الاوضاع العامة للاجئين الفلسطينيين في لبنان وخصوصاً الوضع في مخيم نهر البارد المنكوب ومعاناة النازحين الفلسطينيين من سوريا وبعد المداولات مع قيادة الفصائل الفلسطينية في شمال لبنان أكد فيه على التمسك بوكالة الاونروا كشاهد دولي على قضية اللاجئين الفلسطينيين وعلى مسؤوليتها عن اغائتهم وتشغيلهم لحين العودة الى ديارهم في فلسطين.

وكذلك على التمسك باستمرار برنامج الطوارئ في مخيم نهر البارد وخصوصاً دفع بدل الايجارات وتأمين الطبابة الكاملة لجميع مرضى المخيم واستمرار برنامج الاغاثة لحين اعمار المخيم بشكل كامل.

وشدد المفوض العام للاونروا على استمرار برنامج الطوارئ لحين استكمال عملية الاعمار لمخيم نهر البارد بشكل كامل ووعد بالقيام بجولة على الدول المانحة لتأمين مبالغ جديدة من اجل استكمال اعمار المخيم.

وكشف المفوض العام بان المشكلة الحقيقية هي تأمين المال الكافي لتغطية كلفة العلاج للمرضى من ابناء مخيم نهر البارد بشكل كامل لكن ريثما تحل المشكلة وعد برفع ميزانية للعلاج بنسبة تحدد لاحقاً اكثر من 50% وبعد دراسة الموضوع داخل إدارة الاونروا المركزية.

وشددت الفصائل الفلسطينية استمرار التحرك الشعبي السلمي دون اغلاق مؤسسات الاونروا لتسهيل عمل الموظفين خدمة لمصالح الشعب االفلسطيني في مخيمات الشمال وحتى تحقيق المطالب كاملة.

مطالبين الحكومة اللبنانية والدول المانحة والاشقاء العرب العمل لتأمين المال اللازم والكافي لاستكمال اعمار مخيم نهر البارد وتغطية برنامج الطوارئ بشكل كامل.

ومطالبين أخيرا توحيد المعايير للتعامل مع النازحين الفلسطينيين من سوريا أسوة بأخوانهم السوريين ومن المفوض العام للاونروا التدخل لدى الحكومة اللبنانية لتخفيف معانتهم وتسهيل دخولهم وخروجهم من لبنان وإلغاء غرامة الاقامة.

وتأمين الاونروا بتأمين مراكز الايواء النازحين الفلسطينيين من سوريا وتقديم كافة المساعدات في مجالات الاغاثة والطبابة والتعليم لحين عودتهم الى مخيماتهم في سوريا.