تصادف اليوم الجمعة 2013/11/1، الذكرى الرابعة على رحيل القائد الوطني الكبير يحيى عبد السلام حبش (صخر حبش) أبو نزار.

ولد حبش عام 1939 في بيت دجن قضاء يافا، ثم عاش اللجوء وعائلته بعد الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين عام 1948. وحصل على شهادة الماجستير في الهندسة الجيولوجية من جامعة أريزونا في الولايات المتحدة الأميركية عام 1962، وعمل مسؤولاً لسلطة مصادر الطبيعة في الأردن، وكان من المؤسسين الأوائل لحركة "فتح".

أسس حبش عام 1967 مؤسسة الأشبال والزهرات وكان عضواً في لجنة إقليم  الأردن، وشارك في تأسيس إذاعة صوت فلسطين بالأردن.

انتقل بعد أحداث أيلول عام 1970 إلى لبنان وتقلد مواقع قيادية أبرزها معتمداً لإقليم لبنان وكذلك كان مساعداً للرئيس الراحل ياسر عرفات، وانتخب عضواً في المجلس الثوري لحركة 'فتح' في المؤتمر الرابع، وانتخب عام 1980 أميناً لسر المجلس، ثم انتخب في المؤتمر الخامس لحركة 'فتح' عضواً في اللجنة المركزية للحركة وتسلم مفوضية الشؤون الفكرية والدراسات.

وكان حبش متعدد المواهب والقدرات، درس الهندسة وكان ينظم الشعر ويبحر في الأدب والعلوم والفنون، وكان شغوفاً لحياة تتكامل فيها مكونات قدراته وشخصيته، يصقل ذاته بما يليق بلاجئ يبحث عن وطن.

اختير بعد انتخابه في اللجنة المركزية، خلال المؤتمر العام الخامس لحركة 'فتح' مفوضاً للتعبئة الفكرية، لتكون رحلته في عالم البحث وتوثيق تاريخ الثورة الفلسطينية و"فتح"

 

بقي عضواً في المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الوطني الفلسطيني حتى استشهاده.

بذل حبش جهوداً كبيرة في مجال الوحدة الوطنية، وعزز التفاهم والتنسيق في إطار لجنة القوى الوطنية والإسلامية. وبقي مدافعاً شجاعاً عن المشروع الوطني، وعن الوحدة الوطنية والديمقراطية والحرية حتى الرمق الأخير من حياته.

هذا وكان مركز صخر حبش للدراسات والوثيق برام الله قد أحيا الذكرى الخميس 2013/10/31 بحضور أعضاء في اللجنة المركزية لحركة فتح، والمجلس الثوري، وأفراد عائلته.

وقال مدير المركز يحيى يخلف، 'إن حبش من أبرز القادة الذين أسسوا الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة، الذي كان يشغل مساحة الأمل والعمل، ممتلئا بالروح العالية والمبادرة الخلاقة، وإنكار الذات، متسلِّحاً بالقيم الإنسانية".

وأضاف "إن حبش كان أول من حافظ على تاريخ الثورة الفلسطينية وعلى تاريخ حركة "فتح"، عبر تأريخه لكافة اللحظات بالصوت أو الصورة وأحيانا بكليهما، وبالكتابة والرسم والشعر، حيث كان ملتزما بقرار الأغلبية، مؤمنا أن التناقض الأبرز والأول هو مع الاحتلال، وأن أساس القوة الفلسطينية ينبع من الوحدة الوطنية".

وقال، 'نفتقد اليوم هذا الرجل الشجاع، والإنسان النزيه، نفتقد روحه الجميلة، وعطاءه وفكره المضيء، وتفاؤله الدائم، كيف لا وهو صاحب الشعار (لازم تزبط).

من جهته؛ قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عثمان أبو غربية، 'إن حبش كان يتمتع بميزات يصعب أن تجتمع لشخص واحد، فكان المفكر والأديب والسياسي والدبلوماسي والشاعر، وصاحب الرؤية، "كان الصخر بحق، وكان يحب أن يكون متواجدا في وسط أي معركة لا بعيدا متفرجا، كان صادقا مع نفسه، محافظا على تفاؤله بأن شعبنا منتصر، حتى في أصعب الظروف".

وأضاف ابو غربية، "إن حبش كان يقول دوما أن فلسطين ملك لكل الشعب، ولا يمكن أن تتحرر إلا بالوحدة الوطنية، إذ كان وحدويا لأبعد الحدود، لذلك كانت تجربته الناجحة في إطار القوى الوطنية والإسلامية".

من جانبه أكَّد نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية قيس عبد الكريم، أن حبش كان رجلا وحدويا بامتياز، حيث عمل على تأسيس إطار قيادي للقوى الوطنية والإسلامية، ليقود العمل النضال في إطار وحدوي، حيث أوجد القاسم المشترك بين القوى، وعلى قاعدة من التفاهم العميق.

وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي، "إن حبش حضر الحفل من خلال تراثه، ومن خلال الصخب الذي قدمه، عبر تقديمه ديوان 'الصهيل'، حيث إن حبش كان كالأستاذ نتابعه ونتعلم منه في كافة المجالات".

وأضاف: "لم أكن أطيق فراقه، ولا أمل من الجلوس إليه والاستماع لكلماته وقصائده وأدبه وخبرته".

من جهتها تطرقت ارملة الراحل زاهرة حبش، إلى الإرث الثقافي والسياسي والأدبي الذي تركه زوجها، وأوضحت أنها وجدت في مكتبة مكتبه 4 آلاف كتاب إلى جانب مكتبته في منزله، حيث تم تقديم هذه الكتب إلى مكتبة جامعة القدس المفتوحة، هذا إلى جانب مخطوطاته وأوراقه ورسوماته وأناشيده ومسرحياته الغنائية، والأشرطة والصور التي هي في الواقع أرشيف وطني، يؤرخ للثورة الفلسطينية في كافة مراحلها.

وعلى هامش حفل التابين، تم توقيع ديوان 'الصهيل' وهو الديوان الذي وضعه حبش قبل وفاته.