يصيبني الاستغراب الشديد والحيرة الموجعة من أقلام رخيصة تتناول قضايا لا تساوي ثمن القلم التي تًكتب فيه؛ وأحزن على فلسطينيين يروجون من خلال مقالاتهم وصفحاتهم وصحفهم أفكاراً مسمومة لاقتناص أو لخلط التعاطف الشعبي والرسمي الفلسطيني مع الرئيس، وتخريب حالة الدعم الوطني الذي يحيط بمحمود عباس جراء مواقفه الوطنية في مواجهة هذا المد العنصري الأمريكي الإسرائيلي والمزين بالمد التآمري العربي، وجزء من الفلسطينيين الذي باعوا ضمائرهم! ولا أظن أن أصحاب هذه الأقلام قد قرأوا فعلاً ما كتبه الإعلامي العربي التونسي محمد كريشان عندما نوّه إلى أن كل مَن وقف ضد الرئيس الفلسطيني منتقداً أو تراخياً فلا عذر له الآن أبداً في ذروة هذا الاستهداف! أستغرب حقاً وأغضب من أقلام تحاول العبث في المواقف وتلوين الصمود بألوان قاتمة تتجاهل فيها حقيقة الصورة من الحملة المشبوهة والمقصودة ضد شخص الرئيس محمود عباس، وبدلاً من أن يقف هؤلاء (الكتبة الكذبة) في وجه هذه المؤامرة التي استهدفت القضية والقدس والرئيس نراهم يكتبون دفاعاً عن أنفسهم أولاً؛ وتبيض ساحة أسيادهم ثانياً؛ إذ أنهم لا يرون بأن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وبعض الحثالة من العرب قد خيروا الرئيس ما بين الموافقة على ما هو مطروح وبين الاستقالة أو الإقالة أو التغييب أو التبديل!؟ ولأنهم لا يطمحون بنصرة القضية أو القدس، وأن طموحهم لا يتعدى إزاحة الرئيس فإنهم يمررون أفكاراً مسمومة تقلل وتَكذب الأخبار والمعلومات التي تشير إلى نية الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وهم أنفسهم أيضاً للتخلص من الرئيس ضمن مخطط حجج يدّعون فيه أن النية لبديل عباس غير موجودة أصلاً وإنما هي ادعاءات لكسب الوّد الجماهيري، وللحقيقة فإن هذا الوّد الجماهيري قد أقلقهم؛ فتزامنت المقالات في التوقيت والتي تدل بأن فكرة البديل غير موجودة، وأن الرئيس تحت حماية الأمن الإسرائيلي!! يا عيبكم! وما أرخص أفكاركم وأقلامكم ونفوسكم !!

إن نية هؤلاء في العودة إلى واجهة العمل الوطني السياسي قد ضللت طريقهم لا بل استمروا في الضلال! في حين أن الفرصة كانت متاحة لهم للانضمام إلى الخط الوطني في مواجهة المد العنصري متنوع الجنسيات؛ لكن مصالحهم وأهدافهم توافقت تماماً مع المخطط الأمريكي الإسرائيلي المدعوم عربياً! إن مخطط "بديل عباس "مخطط على رأس الهرم الأمريكي الإسرائيلي المدعوم! وكل مَن يدعي أن هذا المخطط غير موجود ذلك لأنهم يريدون أيضاً الاستعجال في تنفيذه وتفريغ الدعم الشعبي من مضمونه؛ ولإيجاد نفق يقودهم إلى العودة مجدداً من خلال زعيم مستعد للتعامل مع الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني.

وأخيراً نفس الوجوه والأقلام التي هاجمت وحاربت ياسرعرفات اليوم تحارب محمود عباس فما أشبه اليوم بالأمس.

بقلم: ميسون كحيل