في ظل ما آلت إليه الأمور على صعيد القضية الفلسطينية وما نتج عن اعتراف أمريكا بان القدس عاصمة الدولة الفلسطينية يكون لزاماً علينا أن نعمل وبكل الوسائل من أجل التصدي لهذا المخطط الذي يستهدف قيمنا النضالية ويعكس عنجهية وعنصرية أمريكا حيث لم تعد تشكل الراعي لعملية السلام وباتت بعد إعلان الرئيس ترامب طرفاً معادياً للشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية وكل الأحرار والشرفاء في العالم.

في ظل هذا التطرف والإرهاب الإسرائيلي المنظم نجد أنفسنا بأننا نقف أمام كل الخيارات حيث باتت مفتوحة من أجل حماية شعبنا والدفاع عن قضيتنا وحماية أرضنا المقدسة والحفاظ على هويتنا.

ولعل السؤال الكبير المطروح الان والذي نحاول الإجابة عليه من خلال النقاط التالية لماذا يجب علينا إعلان الانتفاضة الفلسطينية وتشكيل الأطر القيادية لها في داخل الوطن وأماكن الشتات الفلسطيني وفي جميع أنحاء العالم انتفاضة على المحتل الغاصب السارق لأرضنا والرافض لحقوقنا.

إننا نجد أنفسنا أمام معطيات متجددة لمفاهيم إدارة الصراع العربي الإسرائيلي ونجد أنفسنا أمام حقائق باتت واضحة للجميع بان شعبنا الفلسطيني بكل مكوناته السياسية يقف مستعداً للتضحية من أجل فلسطين والقدس أم المعارك ومن أجل الحفاظ على الهوية العربية والإسلامية لمدينة القدس حيث يخوض شعبنا الفلسطيني المعركة دفاعاً عن كرامة كل العرب والمسلمين في العالم فمعركة القدس هي معركة شاملة وتاريخية ولا يمكن فصلها أو تجزئتها أو المساومة عليها.

إن المرحلة الحالية تطلب الحسم وتتطلب حشد كل الجهود والإمكانيات من أجل القدس معركة التحرير والبناء.

إن هذا الجيل الغاضب هو الجيل الذي تحمل مهانة العشرين سنة الأخيرة في الشوارع وعلى الحواجز وفي المدارس، وفي المساجد وخاصة المسجد الأقصى.

هذا الجيل الذي رفضت حكومة الاحتلال احترامه وتقديره رغم السلام ورغم ما قدمت القيادة الفلسطينية من تنازلات جسيمة.

هذا الجيل الغاضب الذي يشهد كل يوم انتهاكات إسرائيلية لأرضه وحرمان أبناء شعبنا من الحياة.

هذا الجيل الغاضب الذي يشهد الموت بكل أنواعه حرقاً وبالرصاص من قبل المستوطنين وجنود الاحتلال.

هذا الجيل الغاضب الذي يشاهد أرضه تنهب وتسلب كل يوم.

هذا الجيل الغاضب الذي لم تصله الكهرباء منذ عشر سنوات ولم ينعم بالحياة الكريمة.

هذا الجيل الغاضب الذي تلاحقه البطالة ولم يجد فرصة للعمل والحياة.

هذا الجيل الغاضب الذي يشهد سلاماً زائفاً ورفضاً وتعنتاً إسرائيلياً وملاحقة دائمة لشباب ومطاردتهم واعتقالهم إدارياً وفرض الاقامات الجبرية عليهم بدون وجه حق.

هذا الجيل الغاضب الذي عاش عشر سنوات عجاف في ظل الانقسام الفلسطيني والذي تعرض فيها إلى انتهاكات لإرادته وحرمانه من ابسط حقوق العيش بكرامة.

حيث تمزقت جسور الثقة وانتهكت الحريات وسلبت الإرادة.

هذا الجيل الغاضب الذي يشاهد الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى وتهويد الأرض الفلسطينية.

هذا الجيل الفلسطيني الغاضب الذي لا يستكين ولا يكل ويعمل بكل إرادة شعبية هو جيل يمثل الشعب الفلسطيني.

هذا الجيل الغاضب هو جيل الإرادة الشعبية يقاتل اليوم من أجل الحياة لأنه يحمل الحق بالحياة أمام حكومة وجيش يقاتلان من أجل الاحتلال والاستيطان ومواصلة العدوان على شعبنا الفلسطيني.

هذا هو الجيل الغاضب الذي يصنع ثورة التحدي ويعبر عن إرادة شعب يطالب بالحرية والاستقلال وتقرير المصير.

إنها إرادة شعب فلسطين تستمر موجة وراء موجة من أجل حرية شعبنا وإقامة دولتنا الفلسطينية.

ان هبة الأقصى .. غضبة القدس .. الانتفاضة الفلسطينية الشاملة هي طريقنا نحو الحرية والاستقلال وتقرير المصير.

ان هذه الانتفاضة انتفاضة الشعب العربي الفلسطيني هي صوت كل الفلسطينيين في جميع أنحاء العالم.

لا صوت يعلو فوق صوت شعب فلسطين.

لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار والنصر لشعبنا الفلسطيني.