انطلقت، صباح اليوم الأربعاء، أعمال القمة الطارئة لمنظمة التعاون الإسلامي، التي دعت إليها تركيا، لبحث تداعيات القرار الأميركي بشأن القدس، بمشاركة 57 دولة إسلامية.
وافتتح القمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بصفته الرئيس الدوري لمنظمة المؤتمر الإسلامي، بقوله: "نجتمع اليوم من أجل تناول الانتهاكات التي تطال الوضع التاريخي والقانوني لمدينة القدس أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، بعد إعلان الرئيس ترامب.
وأضاف: هذا القرار ضرب بعرض الحائط جميع المعاهدات، والقانون الدولي، وانتهك قرار "476" الذي يمنع أن تنقل أي دولة سفارتها إلى القدس، ولا يمكن أن يكون له اعتبار، طالما هذه المدينة تحت الاحتلال، وكل من يتجول في أزقتها يدرك أنها تحت الاحتلال.
وتابع: الممارسات الإسرائيلية تكشف أن إسرائيل هي دولة الاحتلال، والإرهاب، باعتقال أطفال بعمر العشر سنوات، ويزجون بها في أقفاص حديدية، كما أوضح من خلال شاشة العرض طفلاً يعتقله الشعرات من الجنود، وهو معصوب العينين، بجانب آخر يتعرض للضرب أمام والدته، بينما تحاول حمايته.
كما تطرق إلى ممارسات الاحتلال من اعتقال، وقتل، واستيلاء على الأرض، وأعمال الهدم، مؤكداً أن كل من يتصف بالإنسانية عليه أن يرفض الممارسات الإسرائيلية، وقرار ترامب كافأ إسرائيل على ممارساتها، وهي الدولة الوحيدة التي دعمت القرار غير الشرعي، بينما رفضه قادة الدول.
وعرض الرئيس التركي خريطة لفلسطين التاريخية في العام 1947، وبين أن مساحة أراضي إسرائيل في تلك الفترة هي مساحة دولة فلسطين اليوم، وهذا مؤسف جداَ.
وأشار الى أنه اتصل مع المجتمع الدولي لرفض القرار، لافتا إلى أن 196 دولة عضوا في الأمم المتحدة ستبدي موقفا معارضا للقرار، قائلاً: قد تكون أميركا قوية، وتمتلك أسلحة، ولديها 16 رأسا نوويا، لكن القوة تكمن في الأحقية.
وتابع: الولايات المتحدة وقفت بهذا القرار إلى جانب من لا يريد السلام، قد شجعت المتطرفين على التحرك، وفتح القرار الباب على مصرعيه أمام المنظمات الإرهابية في غياب حل عادل في المنطقة، وأن مثل هذه الممارسات تهدد الثقة بالقانون الدولي، مشيرا إلى أن قرار ترامب شكل ضربة قاسية على حضارتنا، وانتهاكا للقانون الدولي، فالقدس مدينة خدمناها، نحن وأجدادنا، دون تفريق بين الأديان.
ولفت إلى إيمانه أن السلام في المنطقة سيكون بجهود أناس عادلين، وصادقين، مخاطباً الدول المتمسكة بالقانون الدولي الاعتراف بفلسطين، وعاصمتها القدس وإحقاق الحق، داعياً الشعوب لزيارة القدس والحرم والدفاع عن القدس.
وأكد أن القدس خط أحمر، والحرم الشريف وقبة الصخرة هي أرض أبدية للمسلمين، مشدداً على ضرورة الإسراع في انضمام دولة فلسطين إلى المنظمات الدولية بشكل سريع، بالإضافة إلى ضرورة إبداء موقف وإرادة قوية بهذا الخصوص.
وأكد موقفه الثابت بالتعاون مع الملك عبد الله الثاني ضد الحملات العنصرية، مؤكداً أن الدفاع عن القدس أصبح ضرورياً، مطالباً الدول الإسلامية بتسخير قدراتها المعنوية والمادية من اجل القدس.
وطالب أميركا بالتراجع عن القرار الذي وصفه بالاستفزازي، مؤكداً أن أميركا فقدت بهذا القرار صفة الوسيط في عملية السلام.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها