يا شعبنا العظيم في غزّة... يا أهل المجد والعزّة...

إليكم يا إخوتنا الأمناء على رسالة الفتح، وعلى وصايا الراحل ياسر عرفات

أخي أبو ماهر حلس عضو اللجنة المركزية، والإخوة أعضاء القيادة العليا، والإخوة أعضاء المجلس الثوري في قطاع غزة، والإخوة قادة حركة "فتح" في الأقاليم الجنوبية، ومناطقها، وشعبها، وكافة الأطر التنظيمية والمؤسّسات الحركية.

الإخوة والأخوات جميعاً. يا كلَّ أهلنا الأوفياء والشرفاء في القطاع المكافح الذي ترعرع فيه ياسر عرفات وأحمد ياسين وأبو جهاد الوزير، وفتحي الشقاقي، وغيفارا غزّة، والدكتور حيدر عبد الشافي، وكل الأبطال الذين قاوموا وضحوا واستشهدوا من أجل الثورة وكرامتها.

نُهنِّئكم، ونُهنِّئ كلَّ أبناء شعبنا بنجاح العرس الوطني الفلسطيني التاريخي الذي شهده القطاع، فما يزيد على المليون من أبناء شعبنا زحفوا من بيوتهم، ومن مخيّماتهم، ومدنهم إلى ساحة السرايا ليودِّعوا ياسر عرفات، وينهلوا من ينبوع أمجاده وعظمته ما يساعدهم على مواصلة المسيرة. جاؤوا جماعاتٍ جماعاتٍ ومشيًا على الأقدام لتأدية الواجب الوطني، واجب الوفاء لسيّد الشهداء، والمبايعة للرئيس الفلسطيني محمود عبّاس الذي حملَ الأمانة بكلِّ أمانة، وهُم رفاق درب الثّورة الذين صنعوا أعظم ثورة في التاريخ المعاصر، ومازالت بصمات الفتح، ونداءات الرّمز ياسر عرفات الصاخبة تهزّ العالم، فمن ثورة حتى النّصر، ومروراً بيا جبل ما يهزك ريح، وصولاً إلى عالقدس رايحين شهداء بالملايين.

هذا المهرجان التاريخي والحافل بالحشود والقيادات من كلِّ الفصائل الفلسطينية والشرائح الاجتماعية والقوى والفعاليات الشبابية أثبتت للقاصي والداني أنَّ شعبنا أقوى من المؤامرة، وأصلب من الاحتلال والحصار والدمار، وأنَّ جماهير شعبنا التي خرجت في ذكرى استشهاد ياسر عرفات الثالثة عشرة لتقول: نحن موحَّدون على طريق الرّمز ياسر عرفات، ونحن مُلتَفون حول حامل الأمانة، قائد المسيرة الوطنية الرئيس محمود عبّاس، ونحن نحملُ أمانات كلّ الشهداء. جاؤوا ليؤكّدوا تمسُّكهم بالوحدة الوطنية، والمصالحة الفلسطينية، وأنَّه لا رجعة إلى الانقسام والدمار.

الإخوة قيادات قطاع غزّة...

نحن نُسجِّل اعتزازنا بكم على هذا الانجاز الوطني الكبير والذي تمَّ بنجاح من دون أيِّ خلل، فالجميعُ كانت تسكُنُه روح ياسر عرفات، وعظمته، فالرّهبة والإجلال والقدسية كانت هي التي تُهيمن على النّفوس والأرواح والعقول.

إنَّ ما حقَّقتموه بفضل الوعي الحركي، والحرص على العمل الوطني، وبعد النظر السياسي، والتضامن الأخوي، والحرص الكامل على الفوز والنجاح، وهذا ما يؤكِّد لنا ولجماهير شعبنا بأنَّكم شققتم الطريق بوعي، وحزم، وتكاتف لحمل الأمانة بكل أمانة، وزرع الأمل والفرحة في نفوس أهلنا في القطاع، الذين آنَ لهم اليوم أن يعيشوا فجرًا فلسطينيًّا مُشرقًا بعد ظلام الانقسام، والتمزُّق، والحصار.

لدينا ملء الثِّقة بقيادة حركة "فتح" في قطاع غزّة بأنَّها قادرة على تجاوز الماضي، ودفن كلِّ التباينات وتأسيس حاضرٍ واعٍ، قادرٍ على النهوض والاستنهاض، والمواجهة والتحرير.

معًا وسويًّا سنواصلُ المسيرةَ الفتحاويّةَ الوطنيّةَ في الوطن والشتات من أجل تحقيق أهدافنا الوطنية والعودة إلى أرضنا المباركة.

وإنَّها لثورة حتى النّصر

الحاج رفعت شناعة

عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"

2017-11-12