بقلم: حسن بكير|

   إحياءً لذكرى مرور ثلاثة عشر عاماً على رحيل القائد الرمز ياسر عرفات "أبو عمّار"، وبدعوة من قيادة حركة "فتح" في بيروت، انطلقت مسيرتان شعبيّتان متزامنتان في مخيمَي برج البراجنة وشاتيلا، بعد عصر اليوم السبت 11-11-2017، تتقدَّمها الفرق الكشفية والموسيقية التي عزفت تعزف الموسيقى والأناشيد الوطنية، وأعلام فلسطين وحركة "فتح" وصُوَر الرئيس الرَّمز ياسر عرفات، وسط تعالي الهتافات للشَّهيد ولفلسطين وللرئيس أبو مازن.

وتقدَّم المشاركين في المسيرتَين ممثِّلو فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وعضو قيادة حركة "فتح" - إقليم لبنان د.سرحان سرحان، وقيادة حركة "فتح" في بيروت، وممثّلو تحالف القوى الفلسطينية، والقوى الإسلامية الفلسطينية، وممثّلو اللِّجان الشّعبية، وقوات الأمن الوطني الفلسطيني، والقوى الأمنية الفلسطينية، والمؤسَّسات والجمعيات الأهلية، والمراكز الكشفية، والنوادي الفلسطينية، ورئيس تيار "وحدة لبنان" راجي حكيم الذي شارك في مسيرة شاتيلا، ورجال دين، ووجهاء وفاعليات وأهالي المخيَّمين، والفرق الكشفية التابعة لحركة "فتح"، وفي مخيَّم برج البراجنة شارك إلى جانب الحضور، مختار برج البراجنة نبيل عبد العزيز الحركة، وعضو الحملة الأهلية د.ناصر حيدر.

ففي مخيّم برج البراجنة، انطلقت المسيرة من أمام جامع الفرقان باتجاه مقبرة المخيّم، وهناك ألقى أمين سر فصائل "م.ت.ف" وحركة "فتح" العميد سمير أبو عفش كلمة منظمة التحرير الفلسطينية جاء فيها:  "نحن اليوم نُجسّد ذكرى مرور ثلاثة عشر عاماً على استشهاد القائد الرئيس أبو عمار الذي ما زال موجود في قلوبنا وعقولنا ونهجنا الثَّوري. وأقول لكل الذين تآمروا عليه وحاصروه وقتلوه بأنَّ عُمرهُ أقوى وأطول من أعماركم جميعاً، لأنه ما زال حيّاً في عقولنا ونهجنا ومسيرتنا النضالية".

وأشار العميد أبو عفش إلى أنَّ الرئيس أبو عمار تاريخ جسّد الثورة الفلسطينية الحديثة، وبذل حياته بين الكفاح المسلح  والسياسة، من نفق عيلبون منذ عام 1965 لغاية عام 1974 في الأمم المتحدة، وصولاً إلى بيروت بتفكيره الاستراتيجي ومخطّطاته الثورية العميقة.

وتحدث عن مناقبية وشخصية أبو عمار، فاعتبره رجلاً استثنائياً بكل معنى الكلمة، رجل حافظ على الهُوية الفلسطينية لآخر نفس في حياته، وتمسك بالشهادة التي ستُدخلهُ جنة الشهداء الأبرار، مُعاهداً إياه الاستمرار على نفس الدرب الذي سار عليه، ومؤكِّدًا أنَّ البندقية ستبقى مشرَّعة في وجه الاحتلال مع انتهاج جميع وسائل النضال التي توصلنا إلى فلسطين.

وتوجَّه العميد أبو عفش إلى أشقائنا اللبنانيين قائلاً: "أؤكِّد لكم أنَّنا كشعب فلسطيني بوصلتنا باتجاه فلسطين وبندقيتنا باتجاه العدو الصهيوني فقط، فنحن على الحياد الايجابي من كلّ التجاذبات اللُّبنانية الداخلية، فنحن جسر محبة ووحدة وطنية للأمن والأمان والسلم الأهلي اللبناني.

وختم كلمتَهُ موجّهاً التّحية إلى الشَّعب الفلسطيني في الداخل والشتات. وتمنّى الحُرية لكل الأسرى في المعتقلات الإسرائيلية.

وفي مخيّم شاتيلا، ألقى كلمة حركة "فتح" عضو منطقة بيروت ناصر الأسعد، فكانت كلمة وجدانية لم تخلُ من بعض المواقف السياسية، إذ أكَّد التمسُّك بالثَّوابت الفلسطينية تجاه لبنان الشقيق، منها أنَّ حركة "فتح" لن تقف مكتوفة الأيدي إذا تعرض لبنان إلى أي اعتداء إسرائيلي، معتبراً أنَّ حركة "فتح" هي جزء من حالة المقاومة ضد العدو الصهيوني، مشدداً على الموقف الحيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية من الوضع الداخلي اللبناني وعدم التدخل مع فريق ضد فريق آخر. كما أكَّد الأسعد على موقف حركة "فتح" المؤيد لوحدة سوريا لما تمثّل من أهمية للقضية الفلسطينية.

 وتحدث الأسعد عن الفراغ الذي أحدثه اغتيال الرئيس الشَّهيد أبو عمار، مؤكِّدًا أن عزاءنا هو في وجود الرئيس أبو مازن الذي أدار دفّة العملية السياسية بحرفية وحنكة عاليتين، متخطّياً كل الصعاب والمحاور، حاملاً القضية الفلسطينية إلى بر الأمان رغم كل الحرائق وحالة التمزُّق التي يمر بها وطننا العربي، حاملاً فلسطين إلى المحافل الدولية والعالمية مسجلاً نقاطاً ايجابية لصالح فلسطين وقضيتها، وحامياً المخيّمات الفلسطينية في لبنان بحنكته ومواقفه الوطنية المسؤولة من خلال قيادة متمكنة حكيمة وإدارة سياسية واعية في لبنان، وأدار الأزمة بروح عالية لما فيه مصلحة الشعب الفلسطيني في لبنان، وكانت هذه القيادة جسراً ومعبراً لمصلحة لبنان وسِلمه الأهلي.

ولفت الأسعد إلى أنَّ المصالحة الفلسطينية ستمهّد للعودة إلى المسرح السِّياسي الدولي بشكل كبير وفاعل لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وثمَّن المواقف الوطنية لمصر العروبة على المواقف الإيجابية لإنهاء ملف الانقسام.

وختم الأسعد كلمته متوجِّهًا بالشكر إلى القيادة اللبنانية، وإلى دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري، على الجهود التي بذلوها بخصوص ملف المصالحة الفلسطينية.