برعاية سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللُّبنانية أشرف دبور، ورئيس الاتحاد العُمالي العام في لبنان د.بشارة الأسمر، عقدَ "اتحاد نقابات عمال فلسطين فرع لبنان مؤتمره التاسع "مؤتمر شهداء الحركة النقابية العمالية الفلسطينية" دورة الشهيد القائد النقابي سامي طه بقاعة الشهيد ياسر عرفات في السفارة الفلسطينية-بيروت.

وتقدَّم الحضور عضوا المجلس الثَّوري لحركة "فتح" فتحي أبو العردات وآمنة جبريل، ورئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان د.بشارة الأسمر، ونائب رئيس الاتحاد العمالي العام حسن فقيه، والأمين العام للاتحاد سعد الدين صقر، وممثّل منظمة العمل الدولية مصطفى سعيد، ورئيس الاتحاد الوطني كاسترو عبدالله، وممثل حركة "أمل" مرشد مرشد، ونائب رئيس اتحاد الصناعات الغذائية تحسين جابر، ورئيس جبهة التحرير العمالي عصمت عبد الصمد، ورئيس اتحاد عمال جبل لبنان مارون الخولي، ورئيس نقابة السائقين في لبنان عبد الأمير نجدي، ورئيس "اتحاد نقابات عُمَّال فلسطين" - فرع لبنان صالح العدوي، وممثّلة رئيس "لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني" مي حمود، وممثلو الفصائل الفلسطينية، وعددٌ من عمال فلسطين في مخيمات لبنان.

بدأ المؤتمر بالنشيدين اللبناني والفلسطيني ونشيد النقابة العمالية الفلسطينية، تلا ذلك كلمة رئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان بشارة الأسمر إذ قال: "يشرفني أن أقف بينكم في مؤتمركم التاسع متحدثاً باسم الاتحاد العمالي العام وعمال لبنان كافة وفي سفارة دولة فلسطين تحديداً لما ترمز إليه بالنسبة للأخوة الفلسطينيين وكذلك لنا نحن اللبنانيين وللعرب أجمعين، ويشرفني أن أرعى إلى جانب سعادة السفير مؤتمر شهداء الحركة النقابية الفلسطينية (دورة الشهيد القائد النقابي سامي طه).

وأكَّد الأسمر "أنَّ تضامننا مع شعب فلسطين ووقوفنا إلى جانب نضاله وحقه في العودة وتقرير المصير ليس منَّة بل هو أبسط الواجب علينا". مشدداً على أنَّ العروبة التي تتخلى عن فلسطين ليست عروبة، والإسلام الذي يتخلى عن المسجد الأقصى ليس إسلاماً، والمسيحية التي تتنكر لكنيسة القيامة ومهد المسيح في بيت لحم ليست مسيحية، والإنسانية التي تقبل ببقاء آخر نظام عنصري في عداد أسرتها الدولية ليست انسانية، إنَّ حق العودة المعبر عنه في قرار الأمم المتحدة رقم 194 هو قرار لا يعني الشعب الفلسطيني وحده بل يعني كل المناضلين من أجل الحق والعدل والحرية في كوكبنا.

كما أكّد "أنَّ مصيرنا واحد ومصلحتنا واحدة وحقكم واجب علينا ونحن في الاتحاد العمالي العام وكما عهدتمونا دائماً نقف اليوم إلى جانب عمال فلسطين وخصوصاً أخوتنا في فرع لبنان في مطالبهم العادلة وخصوصاً منها استثنائهم من المعاملة بالمثل في كل ما يتعلق بالعمل وشؤون الحياة اليومية. واعداً بمتابعة الكفاح من أجل كل ما يتعلق بكرامة وحقوق الفلسطينيين في لبنان إلى حين عودتهم إلى أرض ووطنهم فلسطين.

بدوره، اعتبر أبو العردات أنَّه ليس غريباً على لبنان وعلى الاتحاد العمالي العام في لبنان هذه المواقف الجذرية الأصيلة، مؤكداً أن من قدَّم الدم يستطيع أن يعبر بالكلام عن حجم امتزاج الدم الفلسطيني باللبناني ليصنع هذه التضحيات الكبيرة في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي الذي يمتد من أرض فلسطين إلى كل الوطن العربي .

وأشار إلى صعوبة المرحلة التي نمر بها، داعياً إلى أن تكون هناك مواقف واضحة وشفافة حتى نستطيع أن نواجه هذه المرحلة بخطورتها وتعقيداتها وصعوباتها بكل وضوح.

وأضاف: "ابدأ من القدس، القدس اليوم هي ركن من أكان الهوية العربية والاسلامية ومن دون القدس لا يستطيع أحد أن يدعي اسلامه أو عروبته بأنَّها مكتملة، فالقدس في عين الاعصار اليوم وتتجه إليها أنظارنا من بيروت من قاعة الرئيس الشهيد ياسر عرفات الذي نحن على بعد يوم واحد من الذكرى الثالثة عشرة لاستشهاده، فتحية إلى روحه الطاهرة وإلى كل الشهداء، فالشهداء من خامة واحدة سواء كانوا شهداء فلسطين أو لبنان أو الأمة العربية، أو الأحرار الذين ضحوا من أجل فلسطين وعلى درب فلسطين، ولا أنسى أن أحيي روح شهداء النقابة العمالية فلروحهم ألف تحية."

واعتبر أبو العردات أنَّ الاتحاد العمالي هو قاعدة أساسية ورافداً أساسياً من روافد الثورة الفلسطينية وقاعدة من قواعد منظمة التحرير الفلسطينية.

وأشار إلى الغاء المهرجان المركزي لاستشهاد الرئيس ياسر عرفات في لبنان تقديراً من حركة "فتح" لحجم ودقة وخطورة الأوضاع السائدة، شاكراً أخوتنا اللبنانيين وكل أبناء شعبنا على وفائهم لهذا الشهيد الكبير أبو عمار.

وتابع: "إننا في منظمة التحرير الفلسطينية وفي كل الفصائل الفلسطينية اليوم لدينا سياسة واضحة مرسومة وراسخة وهي عدم التدخل في الشأن اللبناني وهي سياسة ثابتة ومن أسس مبادئنا وثوابتنا ومنطلقاتنا، ونحن على الحياد الايجابي ولكننا ننحاز إلى الأمن والاستقرار والسلم الأهلي في هذا البلد. ونحن مع ما قاله فخامة الرئيس ميشال عون في تعاطيه مع هذه الأزمة ومع دولة الرئيس نبيه بري ومع سماحة المفتي وكل مكونات المجتمع اللبناني، هذا هو الانحياز نفهمه، يعني أننا ننحاز إلى مشروع الدولة وننحاز للبنان في التصدي لأي عدوان اسرائيلي على لبنان، فنحن هنا منحازون للبنان وكل قوانا وإمكانياتنا في منظمة التحرير الفلسطينية ستكون مع الشَّعب اللبناني في مقاومة أي اعتداء، عدا ذلك فنحن لسنا على هامش الأحداث نحن في قلب وجدان الأمة وفي قلب الحدث."

وأكَّد أبو العردات "نحن مع وحدة لبنان وأمنه واستقراره ونحن مع الحياد الايجابي، متمسكون بالتعاون والتنسيق الكامل بين لبنان وفلسطين على كافة المستويات، ونحن مجتمع ليس على هامش الأحداث بل لنا موقف واضح وصريح في أننا مع الحوار في حل كل الأزمات في منطقتنا الملتهبة والمشتعلة، ومع حوار إيراني سعودي ومع حوار لإنهاء الأزمة السورية، موقفنا واضح في منظمة التحرير وبوصلتنا هي فلسطين."

وحول المخيمات وما أُشيع من سيناريوهات لفت أبو العردات إلى أنه وبعد البحث والتدقيق تبين أنَّها تسريبات عبر قنوات إسرائيلية حول الفلسطينيين في لبنان واصطفافهم في المعركة القادمة، مجدداً التأكيد أن الفلسطينيين موقفهم واضح يصطفون إلى جانب الأمن والاستقرار والسلم الأهلي وهم بذلك اليوم يؤكدون على وحدة موقفهم الفلسطيني في إطار كل الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية بمرجعية منظمة التحرير.

من جهته، أكَّد سعيد على تبني منظمة العمل الدولية نضال الشعب الفلسطيني وحق العمال بالتنظيم النقابي وحقهم المفاوضة الجماعية وحقهم بالحصول على الضمانات الاجتماعية والحماية الاجتماعية.

ولفت إلى أنَّ المنظمة انخرطت بالعمل في لبنان مع الأونروا ومع مكونات الحركة النقابية الفلسطينية في مشروع من أجل إقرار حق الفلسطينيين بالاستفادة من الضمان الاجتماعي وبالدفاع عن حق الفلسطينيين بالعمل.

كلمة "اتحاد نقابات عمّال فلسطين" - فرع لبنان ألقاها زياد بدر جاء فيها: "إنَّ فرع الاتحاد العام لعمال فلسطين في لبنان يناضل مع شريكة الاتحاد العمالي العام في لبنان بخصوص العمال الفلسطينيين وإنصافهم بزيادة عدد المهن وخاصة الخرجين للشهادات العليا للحد من خطورة الهجرة إلى المجهول لعمالنا الفلسطينيين"، متمنياً على حكومة لبنان إعطاء الفلسطينيين كافة الحقوق لشعبنا ليعيش ضيفاً كريماً في الشتات لحين العودة"

وأكَّد مسؤول دائرة العمل والتنظيم الشعبي طالب الصالح أنَّ "ما يهمنا كدائرة معنية بالعمل النقابي إعطاء الأهمية القصوى لتجديد شباب نقاباتنا واختيار قيادات جديدة تنال ثقة أعضاء المؤتمرات والجمعيات العمومية، ومهما كانت الصعوبات فإننا على ثقة بأنَّ كادرنا النقابي صاحب الخبرة والتجربة الطويلة سيُجسِّد هذه التجارب على أرض الواقع فعلاً وتفاعلاً وتطويراً وإبداعاً، وهذا الطموح واجب وطني من أجل تكامل الأداء الوطني مع المقاومة الشعبية على مختلف الجبهات."

ودعا إلى رفع الظلم عن العامل الفلسطيني في لبنان والسماح له بممارسة المهن الممنوع من مزاولتها رغم كفاءته وإخلاصه في العمل.

وفي الختام أكَّد عضو الأمانة العامة لاتحاد نقابات عمال فلسطين ومسؤول الفروع الخارجية أبو علي كابولي أنَّ "مهمة الكفاح الوطني ما زالت قائمة وستظل تتصدر جدول أعمال الطبقة العاملة الفلسطينية والاتحاد العام مع غيره من الاتحادات والمنظمَّات الشَّعبية ومؤسسات المجتمع المدني ستبقى جميعها تناضل سوياً حتى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف"