إحياءً للذكرى الثالثة عشرة لاستشهاد الرئيس الرّمز ياسر عرفات، نظّمت حركة "فتح" في مخيّم نهر البارد مسيرةً جماهيريّةً انطلقت من أمام باحة الشهيد أبو عمار بمشاركة الفصائل واللجان الشعبية الفلسطينية في الشمال، إضافةً إلى كوكبةٍ من الفعاليات والشخصيات الدينية والاجتماعية والوطنية، وحشودٍ غفيرةٍ من أبناء مخيمَي نهر البارد والبداوي وقرى الجوار اللبناني، اليوم الجمعة الموافق ١٠-١١-٢٠١٧.

وقد تقدّمت المسيرةَ سيّاراتٌ تزيَّنت بالعَلم الفلسطينيّ وبرايات العاصفة، وصُوَرِ الرّمز ياسر عرفات والرّئيس محمود عبّاس وشهداء اللّجنة المركزيّة، ثُمَّ اصطفَّت طوابير الكشّافة والفرق الموسيقيّة، فالأشبال والزّهرات وحمَلَة الرايات، تلتها تشكيلات للمكاتب الطّلابية والشّبابيّة الرّياضيّة والنّسائيّة الحركيّة، حيثُ جابت شوارع المخيَّم على وقع أناشيد العاصفة، والهتافات الوطنية الداعية إلى التمسُّك بالأهداف التي قضى لأجلها الرئيس الشهيد.

وقد رحَّب مسؤول المكتب الطلابي الحركي في نهر البارد محمود حسين بالجماهير داعيًا الجميع لقراءة سورة الفاتحة لروح الرمز ياسر عرفات وسائر شهداء الثورة الفلسطينية.

ثُمَّ ألقى مسؤول إعلام حركة "فتح" – شعبة نهر البارد محمد أبو عرب كلمة حركة "فتح"، مُتوجِّهًا بالتحيّة إلى روح الشهيد ياسر عرفات والشهداء قادة حركة "فتح" "الذين رحلوا وتركوا لنا إرثًا كبيرًا علينا أن نكون أمناء عليه".كما حيّا الأسرى البواسل في معتقلات الاحتلال، والجرحى، والمرابطين في القدس، والشعب الفلسطينيّ في الداخل والشتات، وهُم يحيون الذكرى الـ١٣ لاستشهاد قائد المسيرة الوطنيّة.

وأشادَ بحياة القائد عرفات الوطنية والسياسية والتاريخية مؤكِّدًا أنَّ الشهيد القائد دفع حياته من أجل التمسُّك بالقرار الفلسطيني المستقل، وواصفًا إيّاه بالمؤسّس والقائد والمرشد والمفاوض العنيد والمقاتل الشرس.

وأكَّد أبو عرب التمسُّك بالعهد على مواصلة مشوار الختيار النضالي وصولاً لحلمه بأن يرفع شبلٌ من أشبالنا أو زهرةٌ من زهراتنا عَلم فلسطين فوق أسوار القدس، وقال مخاطبًا الجماهير :"إنَّ حضوركم اليوم وفاءٌ نعتزُّ ونفتخرُ به، فالوفاءُ لأبي عمار هو وفاءٌ للقدس ولكلِّ فلسطين التي لم تغب لحظةً واحدةً عن قلب وضمير رمز الثورة".

ونوَّه بخطاب الختيار التاريخي في الأمم المتحدة، وأشاد بعبقريته التي حوَّلت الفلسطيني من لاجئ إلى ثائر، وقضية اللاجئين إلى قضية سياسية في المحافل الدولية، ثُمَّ أعرب عن رفض حركة "فتح" لكلِّ الممارسات الإسرائيلية المتعلِّقة بمدينة القدس المحتلة والنشاط الاستيطاني.

وفيما يخصّ المصالحة الفلسطينية، رحَّب أبو عرب بالخطوات التي تمَّت حتى الآن، معبّرًا عن آماله بنجاح اجتماع الفصائل الفلسطينية المزمَع انعقاده بتاريخ 21-11-2017، مثمِّنًا في هذا الصدد الجهود المصرية التي بذلت في سبيل إنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية.

وأضاف: "إنَّ حركة "فتح" التي أكَّدت حضورها في أصعب الظروف ما زالت متمسّكة بالثوابت الوطنية ووفيّةً للقسم وللعهد الذي تعهَّدت به أمام الجماهير، وهي تستمدُّ تصميمها وإرادتها من رمزية الشهيد القائد أبو عمار وخليفته الرئيس أبو مازن، الذي يقود المعركة الدبلوماسية بامتياز في المحافل الدولية ضد العدو الصهيوني، والتي أثمرت اعترافًا بدولة فلسطين ورفع العَلم الفلسطيني فوق الأمم المتحدة والانضمام إلى المؤسسات الدولية والقانونية لفضح الممارسات الصهيونية وتمهيد معاقبة مجرمي الحرب في الكيان الإسرائيلي، وقرار إدانة الاستيطان الإسرائيلي في أرضنا الفلسطينية، وقرار "اليونسكو" باعتبار مدينة القدس إسلامية ولا علاقة لليهود بها، لافتًا كذلك إلى أنَّ انضمامنا لـ"الانتربول" نصرٌ حقيقي يُضاف أيضًا لإنجازات الدبلوماسية الفلسطينية في المحافل الدولية".

وتابع: "إنَّ الموقف المشرّف للرئيس أبو مازن، ووحدة شعبنا في الداخل والشتات أجبر الاحتلال للرضوخ للمطالب الفلسطينية في القدس وإزالة البوابات الإلكترونية".

ثُمَّ حيّا موقف الرئيس أبو مازن لرفضه القاطع المساس برواتب أُسَر الشهداء وأسرانا رغم كلِّ الضغوطات الأميركية، متوقِّفًا عند خطاب الرئيس الأخير في الأمم المتحدة، حيث وجَّه التّحية إلى أسرانا في معتقلات الاحتلال، ولشعبنا الفلسطيني الصابر الصامد عبارة، معتبرًا ذلك رسالةً موجّهةً للاحتلال بأنَّ شعبنا لديه خيارات كثيرة، وسيستمر بنضاله حتى تحقيق أمانيه في الحُرّية والاستقلال.

وفِي نهاية المسيرة، وُضع إكليلٌ من الزهور على أضرحة شهداء الثّورة الفلسطينية في مقبرة الشّهداء الخمسة.