درجت في السنوات الأخيرة عبارة (مين معي؟) ويرد زياد رحباني: ما حد معك كلّهم ضدك.
وفي أصول العلوم السياسية، ومن بديهيات السياسة، أن يعرف المرء مَن يقف معه ومَن يقف ضده، وأن يُفرّق بين الخصم وبين العدو، وأن يعرف من دون تردُّد مَن هو الحليف الاستراتيجي، ومَن هو الحليف التكتيكي. وهذه بديهيات لا تحتاج إلى نقاش. إلّا في حالتنا العربية.
هل "إسرائيل" هي العدو أم الطرف الأخر؟
هل إيران هي العدو أم الخصم؟
هل الصراع العربي - العربي هو الصراع الرئيس أم أنَّه خلاف تكتيكي عابر؟
هل حزب الله هو العدو أم حكومة المستوطنين؟
هل قطر حليف أم خصم أم عدو أم صديق؟ أو لا شيء ممَّا ذُكِر؟
هل السُّلطة غاية أم وسيلة؟
هل "حماس" حزب أم دولة؟
هل غزة دولة مجاورة أم وطن؟
هل البحرين خبر أم بلد؟
لما تُقصَف اليمن ولا تُقصَف تل أبيب؟
لماذا ينزعج العرب من نجاة سوريا من مذبحة العصر؟
لماذا يتدخَّل كلُّ العالم في الشأنين اللبناني والفلسطيني؟ ويُمنَع على اللبناني والفلسطيني أن يتدخَّل في شأنه الخاص؟
لماذا كفَّت الفضائيات العربية عن نقل أخبار ليبيا؟ هل يُسمَح للقادة العرب أن يتذرّعوا بمشاكلهم الداخلية وصراعاتهم على الحكم، للتحالف مع الحركة الصهيونية والاحتلال ضد بعضهم البعض؟ هل يجوز أن نبرِّر لأنفسنا التحالف والسكوت عن الاحتلال العنصري الأبشع على وجه الأرض بذريعة محاربتنا "للإرهاب الإسلامي"؟ بالنسبة للمواطن الفلسطيني لا غضاضة. لأنَّ كلَّ من يقف ضد الاحتلال هو حليفنا، وكل من يقف معه ويجامله ويتحالف معه هو في الخندق الآخر. ولا يحتاج الأمر إلى قنوات فضائية وإلى محلّلين ومراقبين .هنا خندق فلسطين الجريحة النازفة.. وهناك خندق الاحتلال ومزبلة التاريخ و"المغرّ" أولى بالخسارة. و"من فغر فاه فقد نطق".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها