بمناسبة مرور مئة عامٍ على وعد "بلفور" المشؤوم، ورفضاً لإقامة الكيان العنصري الصهيوني على أرض فلسطين، نظَّمت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" – منطقة الشمال اعتصامًا جماهيريًّا أمام مقرِّ الصليب الأحمر الدولي في مدينة طرابلس اليوم الخميس 2/11/2017.
وتقدَّم الحضور ممثِّلو القوى والأحزاب والفصائل اللبنانية والفلسطينية واللجان الشعبية، وهيئات وروابط، وجماهير وفعاليات من مخيَّمات الشمال ومدينة طرابلس .
بدايةً كانت كلمة لنقيب المحامين السابق الأستاذ فهد المقدم، إذ قال: "نلتقي لا للحسرة والتعاطف والتَّشكي، وإنَّما لنقول فلسطين أرضنا، وشرف أُمّتنا وِعزَّتنا وفيها أهلنا، ولن يرتاح ولن يهنأ بالُنا قبل هزيمة المحتل الغاصب وتدمير مشروعه المفسد للبشر والحجر والمقدَّسات".
وأضاف: "إنَّ (إسرائيل) عدوّكم وعدونا وشوقكم إلى الحُرّيّة حلمنا وغايتنا، وأغلال العزّة في أيديكم وسام شرفٍ لأُمَّتنا، وحناجر شبابكم للحُرّيّة تصدح في أرجاء عالمنا العربي، وفي صدورنا العامرة للالتحام بالنّصر الذي تتوخونه بصمودكم وصبركم وزهق أرواحكم السَّخية لإزاحة المحتل وإرهابه".
ثُمَّ كانت كلمةٌ للمسؤول السياسي لحركة "حماس" في الشمال أبو بكر الأسدي، ممَّا جاء فيها: "بريطانيا هي الشريك الأساسي من خلال هذا الوعد بتشريد الشعب الفلسطيني، حيثُ أنَّ وزيراً من وزرائها قام بهذه الخطوة المشؤومة منذ مئة عام، وبقي الشعب الفلسطيني تحت لعنة الظلم والتهجير حتى يومنا حتى هذا".
وأكَّد الأسدي التمسُّك بخيار المقاومة بكافة أشكالها كخيار استراتيجي لدحر الاحتلال عن أرضنا ومقدَّساتنا، ولاسترداد جميع حقوقنا المشروعة وعودة أهالينا إلى أراضيهم، وأضاف: "لم ولن نُفرِّط بحبَّة تراب واحدة من تراب فلسطين، فدربُ التحرير دربٌ محفوفٌ بالدم والشهادة"، مؤكِّدًا الحقَّ المشروع لشعبنا بالعيش بكرامة في الشتات وحصوله على حقوقه المدنية كافّةً التي تصون إنسانيته وتضمن عودته.
بعد ذلك كانت كلمة مسؤول "المؤتمر الشعبي اللبناني" في الشمال عبدالناصر المصري الذي أشار إلى أنَّ تبدُّل المواقف لدى بعض الدول الأوروبية والتضامن الشعبي الأوروبي المتعاظِم مع القضية الفلسطينية إنَّما يعود بالدرجة الأولى للمقاومة الفلسطينية التي انطلقت في مطلع القرن العشرين والتضحيات الكبرى وشلالات الدم التي سالت بغزارة لتروي تراب فلسطين، لافتًا إلى أنَّ الإدارة البريطانية تستفزُّ المشاعر العربية والإسلامية بإعلانها النِّيّة للاحتفال بالذكرى المئوية لوعد "بلفور" بحضور رئيس وزراء العدو الصهيوني.
ودعا المصري لزيادة الفعاليات وتنويعها والتحرُّك في كلِّ الاتجاهات الدولية والعربية والإسلامية لفضح الإجرام الصهيوني والغطرسة الاستعمارية لدى الدول الغربية وفي مقدِّمتها بريطانيا.
ثُمَّ كانت كلمة حركة "فتح" ألقاها أمين سرها في منطقة الشمال أبو جهاد فيّاض، فقال: "مئة عام تمرُّ على هذا الوعد المشؤوم الذي أعطى أرضَ شعب فلسطين لليهود الصهاينة المشتَّتين في العالم، وهُم منظمة صهيونية تمارس كلَّ أشكال العنصرية والتمييز العرقي والديني. نقول لحكومة بريطانيا بأيِّ حقٍّ أعطيتم للصهاينة العنصريين وطنًا هو للفلسطينيين أصحاب الأرض الأصليين؟!".
وطالبَ فيَّاض البرلمان البريطاني بتصحيح هذا الخطأ التاريخي عبر الاعتراف بالدولة الفلسطينية والتعويض عن معاناة شعبنا خلال سبعين عامًا، بدل الاحتفال بهذا الوعد المشؤوم بكلِّ وقاحة من دون احترام مشاعر الشعب الفلسطيني، وقرارات الشرعية الدولية، وحمَّل حكومة بريطانيا مسؤوليّة كلِّ معاناة التهجير والجرائم التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني العنصري بحقِّ شعبنا الفلسطيني.
وأشار إلى أن مقولة غولدا مائير أنَّ (الكبار يموتون والصغار ينسون) لن تتحقَّق بفضل مقاومة أشبال فلسطين وأطفال الحجارة مثل: الشهيدين فارس عودة ومحمد الدرة، والأسير الطفل أحمد مناصرة، الذين لم يُعاصِروا النّكبة والتّهجير القسري عام 1948 أو 1967، ولكنَّهم متمسِّكون بمقاومة الاحتلال الصهيوني حاملين راية الثَّورة حتى يتحقَّق الانتصار بإقامة الدولة الفلسطينية على كامل ترابنا الوطني، وعودة اللاجئين إلى ديارهم تنفيذًا للقرار الدولي 194.
وفي الختام سُلِّمَت مذكرةٌ لمدير الصليب الأحمر الدولي.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها