تثير الزوائد الجلدية اشمئزاز الشخص من نفسه، وتعرضه في الكثير من الأحيان إلى الإحراج من شكله في بعض الأماكن، وتُعتبر مصدرًا رئيسًا للإزعاج لكثير ممن يعانون منها.
الزوائد الجلدية (الثؤلول أو التالول المعنّق) هي زوائد صغيرة تظهر بنفس لون الجلد وتكون ملتصقة بجسمك عبر ساق رفيعة جداً. وتكون هذه الزوائد عادة بطول بضعة ميليمترات فقط وبحجم حبة الأرز تقريباً أو أصغر. وهي حالة شائعة.
وتتمظهر الزائدة الجلدية على شكل نتوءات جلدية مرنة ذات حجم صغير، في أماكن مختلفة من الجسم، وتحديداً تحت الإبطين والمنطقة المحيطة بالرقبة، وفي منطقة الكرش، بالإضافة إلى ظهورها في المناطق التناسلية. أغلبية هذه الزوائد تكون حميدة، وليس لها أيّ تأثير خطر في صحة الإنسان، لكن مراقبتها ضرورة في مجال الحجم والشكل باستمرار.
أسباب ظهورها
لا يوجد سبب محدد وراء ظهور هذه الزوائد الزوائد الجلدية، ويُرجح أن للوراثة دوراً في ظهورها. وتظهر هذه الزوائد على شكل حبيبات لحمية بنية اللون تتدلى من الجلد وتكون ذات أحجام مختلفة وتتكون من الأوعية الدموية وألياف الكولاجين التي تحيط بالجلد.
يشير د. حسين السلوادي استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية إلى وجود العديد من العوامل التي تلعب دورًا مهمًّا في نمو الزوائد الجلدية أو "اللحمية"، حيث يمكن أن تظهر الزوائد الجلدية لأي شخص لكنها عادة تظهر في سن متأخرة من العمر، إضافة إلى الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري وأيضًا للنساء الحوامل لأنهم أكثر عرضة لحدوث تغير في مستويات الهرمونات، وفيروس الورم الحليمي البشري، فيما تظهر لبعض الناس دون سبب واضح.
ويضيف في حديث لـ "الحياة الجديدة": "تنمو الزوائد الجلدية وتطور عند احتكاك الجلد مع الجلد أو الملابس خاصة عند ظهورها عند بعض الأشخاص الذين يعانون من زيادة بالوزن أو الأطفال الذين لديهم فائض من طبقات الجلد".
لا تدل هذه الزوائد على مشكلات صحية أو مرَضية، وغالبًا ما تكون حميدة دون أي مضاعفات، أما المناطق التي يشيع فيها ظهورها، فتشمل البطن والظهر، وأكثر منطقتين تظهر فيهما هما تحت الابطين وعلى الرقبة من الأمام والخلف.
ويتطور حجم الزوائد مع الوقت فتنمو وتكبر لتصل إلى مرحلة معينة يتوقف نموّها، واحتكاكها مع الثياب لا يؤثر عليها من الناحية الطبية، إلا أنه يمكن للزوائد أن تلتهب وتتحول إلى اللون الأحمر عندها نصف لها المضادات الحيوية.
ويلعب وجود أشكال معينة من فيروس الورم الحليمي البشري HPV دورًا في ظهور هذه الزوائد اللحمية كما تؤثر التغيرات الهرمونية أثناء الحمل أو مرض السكري على ظهور هذه الزوائد أيضاً، تنمو هذه الزوائد وتتطور عند احتكاك الجلد مع الجلد أو الملابس وقد يفسر هذا ظهورها عند بعض الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو الأطفال الصغار نتيجة احتكاك طيات الجلد ويمكن تلخيص أسباب الزوائد اللحمية في:
زيادة الوزن.
مرض السكري.
الحوامل بسب التغيرات الهرمونية.
فيروس الورم الحليمي البشري.
العوامل الوراثية.
الخدوش بسبب الحلاقة، المجوهرات، الملابس.
استخدام كمية كبيرة من المنشطات.
علاقة الزوائد بالسكري
لا تكون الزوائد الجلدية موجودة عند الولادة، لكنها تزيد مع التقدم في العمر، ويمكن رؤيتها عند نحو 25 في المئة عند البالغين، وهي عبارة عن نتوء أو بروز جلدي حميد يتصل بجلد الشخص بعنق رقيق وصغير، ولا تكون له عادة اسباب محدَّدة لظهورها كما انه لا عوامل محدّدة لظهور الزوائد الجلدية، فهي تظهر عادة مع الوقت أي عند البالغين.
ومن العوامل التي تلعب دوراً مهماً في نموّ الزوائد اللحمية هو مرض السكري والوزن الزائد أو السمنة، فيمكن اعتبار الاشخاص الذين يعانون من هاتين المشكلتين الأكثر عرضة لتزايد وتطوّر الزوائد الجلدية.
كيف يتم علاجها؟
يؤجّل الكثير من الناس إزالة الزوائد الجلدية عند الطبيب أو يعمدون إلى علاجها بأنفسهم في المنزل عبر الخيط أو وصفات منزلية مألوفة من الزيوت والأعشاب.
يقول الدكتور السلوداي: "الزوائد الجلدية غير خطيرة ويتم علاجها لأسباب جمالية فقط أو لأسباب طبية في حال كانت تعيق الرؤية عند ظهورها على أحد الجفنين. تتم إزالة الزوائد في العيادة عبر الاستئصال الجراحي, القص, عبر الربط أو عبر الكي أو القطع بالليزر وأغلبية هذه العمليات ناجحة وبنتائج تجميلية جيدة.
ويضيف: "قد يبحث البعض عن مجموعة من الإجراءات التي تساعد في إزالة الزوائد الجلدية مثل الكي أو الاستئصال، لكن يجب إجراؤها من قبل طبيب الأمراض الجلدية أو بدلاً من ذلك اللجوء إلى العلاجات المنزلية للتخلص منها".
وينصح د. السلوادي أن يتم العلاج في بداية وجودها خاصة أن الأدوية السطحية في الغالب لا تترك أثرًا أو أن يكون الأثر أقل، بينما قد يترك العلاج بالجراحة أو الليزر أثرًا.
ومن الطرق العلاجية:
-الحرق CRYOTHERAPY: تتم معالجة الزوائد عن طريق التبريد بالأزوت السائل.
-القص SNAPPING، يتم قطع الزوائد بواسطة مقص مخصص لهذه الحالات.
- الكهرباء ELECTROCAUTHERY، حيث تُعرَّض الزوائد المرغوب بإزالتها إلى عيار محدّد من الكهرباء، يبرمجه الطبيب.
ولا تترك هذه العلاجات أيّ آثار أو أيّة ندوب مكان الزوائد، وغالباً ما تُجرى دون الحاجة إلى أيّ نوع من بنج، وفي حال كانت الزوائد كبيرة، فيصار إلى تخدير المريض تخفيفا للآلم.
وقد تسبّب ازالتها في المنزل بعض المضاعفات خصوصاً الالتهابات فعندما يحاول المريض إزالتها بواسطة الخيط مثلاً، يعمد إلى قطع الدماء عنها، فتموت وتبقى على جسمه، ما يسبّب له الالتهابات. ولا تعاود الزوائد الظهور في المكان نفسه بعد علاجها، ولكن يمكن أن تظهر في أماكن أخرى.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها