هدد رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة راي أوديرنو باستخدام القوة ضد سوريا إذا لم يمتثل نظام الرئيس السوري بشار الأسد للقرار الأممي بالتخلص من الأسلحة الكيميائية السورية. وردا على سؤال عما إذا كان لدى الجيش الأميركي دور يمكن أن يؤديه في الأزمة السورية، قال أوديرنو لرويترز "علينا أن ننتظر لنرى، أعتقد أن الكثير من هذا الأمر سيتوقف على مدى الالتزام بتنفيذ الاتفاق" وجاء حديث أوديرنو على هامش مؤتمر الجيوش الأوروبية الذي يحضره في ألمانيا.
وكان مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة قد تبنى قرارا الجمعة الماضية يطالب بالتخلص من الأسلحة الكيميائية السورية، لكنه لم يتضمن تهديدا باتخاذ إجراء عقابي بشكل فوري ضد حكومة الأسد إذا لم تمتثل للقرار.واستند القرار إلى اتفاق بين أميركا وروسيا تم التوصل إليه بعد هجوم بغاز السارين يوم 21 أغسطس/آب الماضي على ضاحية بدمشق أودى بحياة أكثر من 1400 شخص.
وبفضل الاتفاق، تفادت حكومة الأسد ضربة عسكرية من جانب واشنطن التي تتهم دمشق بتنفيذ الهجوم. وعلى الرغم من الاتفاق أبقى الرئيس الأميركي باراك أوباما على خيار الضربة العسكرية مطروحا على الطاولة.وفي موسكو، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء -خلال مؤتمر استثماري- أن القوى العالمية "على المسار الصحيح" في خطة إزالة الأسلحة الكيميائية السورية وأنها تستطيع تجنب التدخل العسكري بالصراع إذا تعاونت معا.وقال بوتين إن خطة إزالة الكيميائي السوري أنعشت جهود عقد مؤتمر دولي للسلام في سوريا، في إشارة إلى مؤتمر جنيف 2.
وأضاف "أعتقد أننا إذا واصلنا التحرك بهذه الطريقة المنسقة فلن يكون هناك داع لاستخدام القوة وزيادة عدد الجرحى والقتلى في سوريا التي تعاني منذ فترة طويلة".وفي دمشق، أجرى خبراء من الأمم المتحدة مكلفون بعملية التحقق من الأسلحة الكيميائية وإزالتها محادثات مع مسؤولين سوريين.
ويتوقع أن تستمر مهمة الخبراء حتى منتصف العام المقبل. وتعمل هذه المجموعة بموجب اتفاق دولي للتخلص على المخزون السوري من الأسلحة الكيميائية.وكان الخبراء قد وصلوا الثلاثاء إلى دمشق لبدء مهمة التخلص من الترسانة الكيميائية، وقد استبق أركان النظام السوري وصول فريق الخبراء بتعهدات بالعمل على تسهيل مهمتهم. يأتي ذلك بعد يوم من مغادرة مفتشين دوليين كانوا يحققون بهجمات كيميائية محتملة بسوريا.وعبر الفريق المؤلف من عشرين خبيرا تابعين لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في قافلة من نحو عشرين عربة نقطة المصنع الحدودية في شرق لبنان، ووصلوا بعد ظهر الثلاثاء إلى دمشق لبدء تطبيق القرار الدولي. وقال رئيس مركز الحد من الأسلحة ومنع انتشارها الجنرال روبرت كارد إن المفتشين الذين وصلوا إلى سوريا يحتاجون لشهرين لتعطيل قدرة النظام السوري على تصنيع أسلحة كيميائية. وتعهدت دمشق بالامتثال لقرار مجلس الأمن بشأن مخزونها الكيميائي، وهو التعهد الذي كرره رئيس النظام بشار الأسد مرارا في مقابلات صحفية. وجدده وزير الخارجية وليد المعلم في الجمعية العامة للأمم المتحدة. ومن جهتها، أعلنت بثينة شعبان مستشارة الأسد للشؤون السياسية والإعلامية الثلاثاء أن بلادها تبذل ما بوسعها لتسهيل عمل بعثة مفتشي الأسلحة الكيميائية الدوليين في سوريا.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها