أكد الدكتور زكريا الأغا عضو اللجنة المركزية لحركة فتح  ورئيس دائرة شؤون اللاجئين الفلسطينيين في منظمة التحرير الفلسطينية  نزوح 350 ألف لاجئ فلسطيني من أصل 450 ألف كانوا يعيشون في المخيمات السورية بفعل الأحداث الدائرة هناك منذ أكثر من عامين، مشيراً إلى أنه راح ضحية هذا الصراع الدامي ما يزيد عن 1500 شهيد فلسطيني ومئات الجرحى، واعتقال ما يزيد عن 1000 فلسيني آخر.
 
وقال الأغا في لقاء صحفي في وصفه للأوضاع التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في سوريا'حقيقة أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا صعبة جداً، والأوضاع الميدانية هناك في ظل هذا الصراع الدامي غاية في السوء، ففي الفترة الأخيرة بدأ ينعكس بشدة على هؤلاء اللاجئين، خاصة بعد تقدم المعارك واقترابها من دمشق، فهناك معارك حول مخيم اليرموك، أستطيع القول أن معاناة ونكبة هؤلاء اللاجئين تفوق نكبة 48لأنه في عام 48 وجدوا بلداً عربياً يحتضنهم، وبالفعل كان وضع هؤلاء اللاجئين في سورياً  وضعاً مميزاً ويتساوون في الحقوق مع أبناء الشعب السوري، وكان وضعهم في سوريا أفضل من أي وضع للاجئين الفلسطينيين في خارج فلسطين.

وحول موقف السلطة ومنظمة التحرير مما يجري في سوريا قال الأغا الحقيقة منذ بداية هذا الصراع كان موقف منظمة التحرير والقيادة الفلسطينية واضحاً أننا نريد أن ننأى بأنفسنا عن هذا الصراع، ونريد أن نحيد المخيمات عنه، وخاصة أنه لا مصلحة لنا في معاداة هذه الجهة أو تلك، بالإضافة إلى أننا ضيوف في سوريا وفي أي دولة عربية، وإقامتنا مرتبطة بعودتنا وعودة شعبنا إلى وطننا.. في الشهور الأولى من الصراع الأمور مضت بشكل معقول وتأثر المخيمات بهذا الصراع كان في حده الأدنى، والتزم الجميع، لكن بعد ذلك للأسف اختلف الأمر وازداد الأمر سوءاً في داخل المخيمات الفلسطينية.

لكن الأغا لفت إلى عدة عوامل أدت إلى ذلك قائلاً: للأسف هناك عدة عوامل أدت إلى ذلك، من بينها أن بعض الأطراف الفلسطينية وخاصة من فصائل التحالف تدخلت بشكل سيئ بحجة الدفاع عن المخيمات وأدخلت بعض العناصر المسلحة، مما كان له انعكاس سلبي وفتح الباب أمام التدخلات الأخرى، بعد ذلك دخل المخيم المئات من عناصر المعارضة السورية وللأسف معظم هؤلاء من الإسلاميين المتشددين، وهذا دعا إلى الاشتباك الداخلي ما بين بعض العناصر من القيادة العامة معهم، وبعد أن خرجت القيادة العامة بقي هؤلاء المسلحون داخل المخيم بمظاهرهم المسلحة، ووجودهم داخل المخيم أدى إلى ردود فعل من جانب الجيش السوري الذي يحيط بالمخيم من الخارج وبدأ نزوح اللاجئين من المخيم بالآلاف وهذا ينطبق على باقي المخيمات، ثم نتيجة لهذا القصف المتواصل ما بين الأطراف المتصارعة أدى إلى سقوط المئات من الشهداء ألفلسطينيين كما أن الكثير من البيوت في داخل هذه المخيمات قد دمرت، بالإضافة إلى المدارس التي كانت تتبع الوكالة والمستوصفات وشبكات الكهرباء والمياه جميعها تضررت. وحول وضع اللاجئين الذين تركوا سوريا وخاصة أولئك الذين ذهبوا إلى لبنان قال الأغا: ربما يكون حال هؤلاء اللاجئين أحسن حالاً، صحيح أن الوضع الأمني في لبنان صعب، لكن على الأقل هؤلاء اللاجئين يتمتعون بخدمات وكالة الغوث.  

وفي معرض رده على سؤال حول الدور الذي قامت به منظمة التحرير لإغاثة هؤلاء النازحين قال الأغا: إزاء هذه الأوضاع الصعبة قامت منظمة التحرير والسلطة الوطنية بتخصيص مبلغ معين لمساعدة هؤلاء اللاجئين في سوريا وخارجها، والمبلغ ليس كبيراً فهو بواقع مليون دولار شهرياً، صحيح لا يسد الاحتياجات، لكنه يساعد في التخفيف عن هؤلاء اللاجئين.

كما تطرق الأغا إلى زياراته لسوريا، مؤكداً أن الهدف من هذه الزيارات هو تهيئة البيئة الملائمة من أجل عودة اللاجئين إلى بيوتهم داخل المخيمات، لأنه بدون عودة النازحين لن يكون هناك حل عملي لمشكلتهم مهما قدمنا من خدمات ومساعدات، والمبادرة تهدف إلى إيجاد بيئة آمنة ومناسبة حتى يعود هؤلاء، وهذا يعني أن توقف كافة المظاهر المسلحة من المخيمات، وتخلى المخيمات من المسلحين حتى لا يكون هناك أي مبرر لاستهداف المخيمات، وفي نفس الوقت يقوم الجانب السوري الرسمي بالعمل على تسهيل الخروج والدخول من وإلى المخيم، لأن هناك حاجزاً على مدخل المخيم بسبب وجود مسلحين، وكذلك تسهيل مرور سيارات الإغاثة وغيرها للمخيم، وإعادة الخدمات الأساسية للمخيمات من مياه وكهرباء وتلفونات وغيرها، لنخلق بيئة آمنة ومناسبة وإعادة الحياة للمخيمات.

وأكد الأغا أن الجانب السوري الرسمي وافق على هذه المبادرة، وقال نحن على استعداد للتعاون معكم، لن البند الرئيسي في هذه المبادرة ينص على إخلاء المخيمات من المسلحين، ولم نستطع من خلال لجنة المتابعة أن نصل إلى اتفاق معهم حول ذلك. وحول مصير المبادرة قال الأغا: للأسف تعطلت هذه المبادرة وفي الفترة الأخيرة ازداد سوءاً مع ازدياد حدة المعارك والاشتباكات، وبدأ يعاني المخيم أكثر وسقوط الشهداء ونزوح أللاجئين فلدينا حوالي 1500 شهيد وعدة مئات من الجرحى، و1000 معتقل معظمهم لدى النظام وبعض المختطفين.

وعلى الصعيد السياسي وحول المفاوضات أكد الأغا أن المفاوضات تهدف إلى استعادة الحقوق الوطنية الفلسطينية، وأضاف: هناك ضغوط كبيرة مورست علينا من أجل الموافقة على استئناف المفاوضات، وحقيقةً سواءً كانت هناك مفاوضات أم لم تكن فالعدوان الإسرائيلي مستمر والاستيطان لم يتوقف وتهويد القدس وانتهاك المقدسات متواصل، لذلك هذه المفاوضات مقرونة بمدة زمنية وهي تسعة أشهر إذا لم يتحقق شيء خلال هذه الفترة فلن تستمر المفاوضات وسيكون للمجتمع الدولي دور في ذلك. ودعا الأغا إلى تحقيق الوحدة الوطنية قائلاً: يجب أولاً وقبل كل شيء إنهاء هذا الانقسام الذي أضر بنا وتوحيد صفوفنا وعودة اللحمة والوحدة الوطنية لشعبنا، لأن وحدتنا قوة لنا جميعاً، وهذا الانقسام استغلته وتستغله حكومة الاحتلال للتهرب من تنفيذ ما عليها من استحقاقات بموجب عملية السلام، لأنها تتذرع أن غزة ليست تحت سيطرة السلطة، لذلك يجب علينا الشروع فوراً بإنهاء الانقسام وتوحيد صفوفنا