اللواء:

  • الأحمد ينهي زيارته لبنان.. «فتح» تجمد «اللينو»

كشفت مصادر فلسطينية موثوق بها لـ «اللـواء» أن قيادة الساحة لحركة «فتح» اتخذت قرارات هامة بشأن القائد السابق لـ «الكفاح المسلح الفلسطيني» العميد محمود عبد الحميد عيسى «اللينو» بإنهاء كافة مهامه الحركية وتجميده، بانتظار أي جديد يصدر من القائد الأعلى للثورة الفلسطينية الرئيس محمود عباس «أبو مازن».

وأكدت المصادر أن هذا القرار اتخذ خلال الاجتماع الذي عقدته قيادة الساحة لحركة «فتح» برئاسة المشرف عليها عضو اللجنة المركزية للحركة عزام الأحمد وفي حضور عضو اللجنة المركزية للحركة مسؤول الأقاليم الخارجية الدكتور جمال محيسن.

وجاء هذا القرار بعد البيان الذي أعلن عنه العميد «اللينو» بإسم «ضباط وكوادر حركة فتح» في مخيمات لبنان» وحدودا فيه جملة من المطالب تحت عنوان: العملية الإصلاحية.

ولكن المفاجأة كانت أنه خلافاً لما كان قد جرى ترويجه بعد إصدار البيان، من أن قيادات لبنانية ستعقد لقاءً بين مصدري البيان والأحمد، كانت النتيجة عدم عقد مثل هذا الاجتماع، بل اعتبر الأحمد أن مثل هذه البيانات «زوبعة في فنجان».

وأصدر العميد «اللينو» بعد ساعات من قرار قيادة الساحة بياناً توضيحياً أكد فيه التزامه بكافة قرارات الحركة، وبقرارات الرئيس «أبو مازن» ممثلاً بمشرف الساحة اللبنانية عزام الأحمد.

وغادر الأحمد لبنان متوجهاً إلى رام الله حيث التقى الرئيس «أبو مازن، ووضعه في أجواء زياراته إلى لبنان.

وكان الأحمد قبل ذلك عقد سلسلة من اللقاءات، وترأس اجتماعات عدة، بينها اجتماع مع فصائل «منظمة التحرير الفلسطينية» في لبنان في مقر سفارة دولة فلسطين في بيروت، في حضور عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح الدكتور جمال محيسن، أمين سر فصائل «منظمة التحرير» وحركة «فتح» في لبنان فتحي أبو العردات، ناقش خلال الاجتماع مواضيع عدة منها:

- الأوضاع الفلسطينية الداخلية، خاصة في ظل زيادة أعمال المستوطنين للمس بالمقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية والمسيرة المليونية التي حاول من خلالها المستوطنون اقتحام المسجد الأقصى.

- التطورات الأخيرة التي جرت على الساحة اللبنانية خاصة مخيمي عين الحلوة وبرج البراجنة وكيفية الحفاظ على التواصل اللبناني - الفلسطيني، والأمن والاستقرار لأبناء شعبنا داخل المخيمات.

- التطورات الأخيرة في ملف المصالحة، خاصة في ظل المتغيرات في مصر والبلدان العربية.

- توطيد العلاقات بين الشعبين اللبناني والفلسطيني بما يحفظ أمن واستقرار لبنان.

- الأوضاع في المخيمات وسبل تعزيز صمود أهلنا وتعزيز الوحدة الوطنية.

- أوضاع النازحين من سوريا ودعم مطالبهم.

- دعم تحرك الأهالي في مخيم نهر البارد لإعادة الاعمار، ودعم مطالب أهالي المخيم، خاصة في ظل إلغاء خطة الطوارئ من قبل «الأونروا».

المستقبل:

  • اللينو: صرختنا داخل "فتح" إصلاحية ولم تكن تمرداً

قال القيادي في حركة فتح العميد محمود عبد الحميد عيسى " اللينو": "ان ما جرى داخل حركة فتح في لبنان مؤخرا هو صرخة اصلاحية اخذت ضجة اعلامية قبل ان نصوب الأمور باتجاهها الصحيح قطعا للطريق على الذين حاولوا ان يصوروا هذه الصرخة باتجاه الفتنة والبلبلة والمهاترات الاعلامية".

وخلال استقباله في مكتبه في مخيم عين الحلوة وفدا من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في المخيم. قال اللينو: "لن نعطي الفرصة للمتربصين بأن يصوروا هذه الصرخة بأنها انقلاب او انشقاق او تمرد، ومن هنا اتى بياننا ليوضح ويؤكد ان هذه لا تتعدى الصرخة الاصلاحية فقط".

وأوضح :"اخواننا في منظمة التحرير لم نلمس منهم الا كل حرص على ان تكون "فتح" قوية خاصة في هذه المرحلة التي تمر بها المنطقة. اكدنا لهم ان "فتح" في هذه المرحلة وفي كل المراحل لن تكون الا قوية حريصة على امن واستقرار مخيماتنا في لبنان. وتناقشنا في موضوع الصرخة الاصلاحية التي اخذت ضجة اعلامية، وصوبنا الأمور بالاتجاه الصحيح، وقطعنا الطريق على كل المتربصين الذين حاولوا ان يصوروا هذه الصرخة الاصلاحية باتجاه الفتنة والبلبلة والمهاترات الاعلامية.. من هنا اكدنا لأخواننا في كافة الفصائل الفلسطينية الغيورة على ان "فتح" متماسكة واحدة موحدة قوية من اجل مواجهة كافة الاستهدافات التي تواجهنا داخل مخيماتنا. من هنا عدنا واكدنا اننا لن نعطي الفرصة للمتربصين بأن يصوروا هذه الصرخة بأنها انقلاب او انشقاق او تمرد، هذا الكلام غير صحيح، ومن هنا اتى بياننا ليوضح ويؤكد ان هذه لا تتعدى الصرخة الاصلاحية فقط، ومن هنا اثمن كل الجهود الطيبة الغيورة على امن واستقرار مخيماتنا وعلى وحدة فتح وتماسكها لمواجهة كافة المشاريع المشبوهة التي تستهدف امن واستقرار مخيماتنا".

وعما اذا كانت زيارة عضو اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية عزام الأحمد للبنان مؤخرا جاءت على خلفية هذه الصرخة قال اللينو: "زيارة الأخ عزام الأحمد كانت مقررة مسبقا لترتيب وضع الأطر الحركية ومن هنا سنستكمل كل النقاشات داخل البيت الفتحاوي".

المستقبل:

  • علوش لوفد "فتح": يجب طي ملف "البارد"

نقل امين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في الشمال ابو جهاد فياض معاناة ابناء المخيمات الفلسطينية وخاصة نهرالبارد الى منسق عام تيار المستقبل في طرابلس الدكتور مصطفى علوش خلال الزيارة التي قام بها الى منزله على رأس وفد من قيادة الشمال.

فياض

واستعرض فياض المستجدات في الساحة الفلسطينية ، مشيرا الى الضغوط التي تمارس على القيادة الفلسطينية لثنيها عن الدخول في مؤسسات المجتمع الدولي وعلى رأسها محكمة لاهاي، منوها بخطاب الرئيس الفلسطيني ابو مازن في الامم المتحدة وتأكيده على التمسك بالثوابت الفلسطينية وعلى رأسها وقف الاستيطان غير الشرعي في القدس والضفة الغربية.

ولفت الى المعاناة المستمرة لاهالي مخيم البارد بعد وقف برنامج الطوارئ الذي اقر في مؤتمر فيينا مما ادى الى حالة من التذمر والرفض والاحتجاج اتبعت باضراب مفتوح لاهالي مخيم البارد اغلاقاً لكل مكاتب الاونروا والعيادات وصولاً الى اقامة خيمة اعتصام امام المركز الرئيسي للاونروا في بيروت.

وأمل فياض دعم تيار المستقبل للمطالب الانسانية للشعب الفلسطيني.

علوش

وأعرب علوش عن تضامنه مع القضية الفلسطينية ومع اهالي مخيم نهر البارد داعياً المجتمع الدولي والعربي والحكومة اللبنانية والاونروا للعمل من اجل انهاء ملف مخيم نهر البارد والانتهاء من اعادة اعمار المخيم القديم.

واشار الى ان الحالة التفاوضية بين الفلسطينيين والصهاينة تسير باتجاه طريق مسدود وبانه قد تم الاجهاز على حل الدولتين من قبل الصهاينة، وبات يتوجب على الفلسطينيين ايجاد بدائل منطقية يمكن البناء عليها مستقبلاً، داعيا القيادات الفلسطينية الى وضع رؤية جديدة لاعادة تطوير ودفع مسار حركة الشعب الفلسطيني الذي هو تحت الاحتلال.

واكد علوش ان الاستقرار اللبناني يلزمه استقرار فلسطيني، لان الفلسطينيين مكون رئيسي في المجتمع اللبناني، لذلك يجب ان نطالب بانهاء ملف مخيم نهر البارد بأسرع ما يمكن لان الحالة في الوطن العربي عموماً والتي قد تعكس نفسها على لبنان تسير باتجاه صعب، وعلى الجميع ان يعمل لمصلحة السلم الاهلي في البلد.

البلد:

  • إضراب عام ضد "الأونروا" اليوم

طوت "فتح" صفحة من خلافاتها الداخلية، وأكد مسؤولها انها ستبقى واحدة موحدة ضمانة لأمن واستقرار المخيمات بعدما اثارت هواجس من القلق من تداعياتها على الساحة اللبنانية، وغادر عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" المشرف على الساحة اللبنانية عزام الاحمد لبنان مرتاحا بعدما تبلغ التوصل الى اتفاق ينهي الخلافات "الفتحاوية" بعدما اصدرت مجموعة من الضباط بيانا اعلنت فيه القيام بـ "حركة اصلاحية" بقيادة قائد "الكفاح المسلح الفلسطيني" سابقا عضو "قيادة قوات الامن الوطني الفلسطيني" في لبنان العميد محمود عبد الحميد عيسى "اللينو"، واستدعت حضور الاحمد وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" المسؤول التنظيمي جمال محيسن منذ ايام لتطويق ذيولها ومعالجتها.

وأوضحت مصادر فلسطينية، ان الاتفاق الذي جرى بين قائد الامن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب مكلفا من الاحمد والعميد "اللينو" بمساع حميدة من نائب الامين العام لـ "جبهة التحرير الفلسطينية" ناظم اليوسف، تضمن ان العميد "اللينو" ونظرا لتداعيات ما يشاع في الساحة اللبنانية ومن اجل قطع الطريق على المتربصين بحركة "فتح" العملاقة يؤكد الالتزام بكل قرارات الحركة و"انني لن اكون الا ابنا لحركة "فتح" كما كنت دائما" وبكل الاطر الحركية والتمسك بوحدة الحركة واحدة موحدة، تحت قيادة الرئيس محمود عباس "ابو مازن" واللجنة المركزية والمشرف على الساحة الاحمد في مواجهة الاخطار والمؤامرت التي تحاك ضد الحركة وقياداتها وقد اصدر العميد اللينو" بيانا توضيحيا اكد فيه الالتزام بقرارات "فتح"، والتمسك بوحدة الحركة واحدة موحدة، تحت قيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومواجهة الاخطار والمؤامرات التي تحاك ضد الحركة وقياداتها وعلى رأسها الرئيس "ابو مازن".

ووصفت المصادر، الاتفاق بأنه خطوة هامة ليطوي صفحة الخلافات الداخلية وقد ترك ارتياحا لدى كوادر وعناصر الحركة على قاعدة اذا كان هناك من اعتراضات او ملاحظات يمكن التعبير عنها في الاطر التنظيمية لحركة فتح، وبالتالي فان حركة "فتح" قطعت الطريق على بعض المتربصين شرا بها لاضعافها والهائها بقضاياها الداخلية عن التطورات المتسارعة في المنطقة.

مؤتمر فتح

بموازاة ذلك، كشفت مصادر فتحاوية لـ صدى البلد"، ان محيسن بصفته المسؤول التنظيمي المركزي قرر عقد مؤتمر اقليم حركة فتح في لبنان في 20 تشرين الثاني القادم، على ان تنطلق المؤتمرات الحركية بدءا من المناطق في غضون اسبوع، وعلم انه سيزور مخيم المية ومية لعقد لقاء مع امناء سر واعضاء قيادة المناطق ثم مخيم عين الحلوة بعدما ترأس اجتماعا لاعضاء قيادة الاقليم في مقر السفارة الفلسطينية في بيروت بحضور ممثل "المنظمة" و"فتح" في سورية المشرف على المؤتمرات الدكتور سمير الرفاعي.

وأكدت المصادر ان اجتماعا موسعا سيعقد بين ممثلي فصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" و"تحالف القوى الفلسطيني" ظهر يوم الثلثاء في السفارة الفلسطينية في لبنان للتداول في مختلف الشؤون الفلسطينية على الساحة اللبنانية وتثبيت الاجتماع بشكله الدوري.

إضراب المخيمات

هذا ويعم المخيمات الفلسطينية الاضراب الشامل اليوم ضد سياسة الاونروا والغاء خطة الطوارئ الشاملة لابناء مخيم نهر البارد، حيث ستقفل جميع مؤسسات الاونروا الصحية والاجتماعية والتربوية في خطوة هي الاكبر في لبنان لدعم المعتصمين امام مقر مكتب الاونروا الرئيسي في بيروت منذ اسبوعين ومطالبة ادارة الاونروا بالتراجع عن قرارها.

ويأتي الاضراب تلبية لدعوة قيادة الفصائل الفلسطينية في الشمال التي تداعت الى اجتماع طارئ، تدارست فيه التداعيات السلبية الناتجة عن قرار الأونروا بإلغاء برنامج الطوارئ الإغاثي الشامل لأبناء مخيم نهر البارد خلصت فيه الى اعلان الاضراب وتحميل إدارة الأونروا ومديرها العام السيدة آن ديسمور المسؤولية الكاملة عن تجاهل مطالب المعتصمين وادارة الظهر لها وتطالبها بالاستجابة السريعة منعاً لتفاقم الأمور ودرءا لأية مخاطر على سلامة المرضى ولا سيما الكلى والسرطان والمستفيدين من برنامج بدل الايجارات.

كما قررت تنظيم وفود جماهيرية لزيارة سفراء الاتحاد الأوروبي ودول الخليج وايران وعموم الدول المانحة ودعوة السفير الفلسطيني للتواصل مع الجانب اللبناني لعقد اجتماع لسفراء الدول المانحة من أجل شرح الموقف وحثهم على توفير الأموال للإعمار ولخطة الطوارئ وحث اللجنة التنفيذية على التواصل مع الدول المانحة لتوفير الأموال والضغط على إدارة الأونروا في الضفة وغزة من أجل التدخل مع الأونروا في لبنان للتراجع عن قراراتها وتنظيم تحركات جماهيرية في المخيمات، وفي البارد وانجاز اعتصام أمام الأونيسكو بالتزامن مع انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة وتنظيم وفود من المؤسسات والاتحادات مع نظرائهم وتقديم مذكرات لهم وزيارة المرجعيات اللبنانية الرسمية والحزبية والروحية لوضعها في صورة الانعكاسات السلبية لقرارات الأونروا، ومطالبتها بالضغط من أجل التراجع عنها.

اللواء/الديار:

  • سلسلة تحركات فلسطينية لتأكيد الحياد الإيجابي
  • وإقرار الحقوق المدنية ودعم النازحين من سوريا

تواصل الحراك الفلسطيني في لبنان على أكثر من صعيد، في محاولة دؤوبة لتأكيد الحياد الفلسطيني عن الصراع في لبنان والمنطقة، وتعزيز الجهود لدعم النازحين الفلسطينيين من سوريا، والضغط على «الأونروا» للقيام بواجبها تجاه الشعب الفلسطيني.

{ وفي هذا الإطار، استقبل المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم في مكتبه أمس الأول، وفداً من «اللجان الشعبية لقوى التحالف الفلسطيني» في منطقة صيدا، برئاسة أمين السر عبد المقدح، وتم البحث بأوضاع المخيمات في المنطقة وسبل معالجة الإكتظاظ السكاني الناتج عن النزوح الفلسطيني من سوريا.

وفي نهاية اللقاء قدم الوفد للواء إبراهيم درعاً تذكارية، عربون تقدير للتعاون القائم بين المديرية العامة للأمن العام والقوى الفلسطينية في لبنان.

{ من جهة ثانية، استقبل قائد الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب في مكتبه في عين الحلوة، وفداً فتحاوياً من فلسطين ضم: أمين سر اقليم حركة «فتح» في نابلس محمد اشتيه، احمد جرايمة، حسني عوده، يوسف خضير وسهيل ابو ميالة، بحضور أمين سر منطقة صيدا لحركة «فتح» محمود العجوري وأعضاء الشعب التنظيمية في عين الحلوة واقليم الخروب والمية ومية وحشد من كوادر وضباط الحركة.

وقدم أبو عرب عرضاً للوفد عن أوضاع الشعب الفلسطيني في لبنان، ومشدداً على «السير على طريق الشهداء، على طريق الرئيس الرمز ياسر عرفات المتمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية».

وأكد اشتية «أن وصايا الشهداء ثوابت نتمسك بها ونصونها بكل ما نملك من عزيمة واصرار، وأن هذه الزيارة الى مخيمات الشتات التي انتظرناها طويلاً هي من اجل التواصل مع الشعب والتعاضد معهم».

{ على صعيد آخر، زار أمين سر حركة «فتح» وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في الشمال ابو جهاد فياض، منسق عام «تيار المستقبل» في الشمال الدكتور مصطفى علوش، على رأس وفد من قيادة المنطقة.

 وعرض الوفد للمستجدات في الساحة الفلسطينية في الداخل المحتل.

وفي الشأن اللبناني، لفت فياض الى «المعاناة المستمرة لاهالي مخيم البارد وليس اخرها آن ديسمور المجحفة بوقف برنامج الطوارئ الذي اقر في مؤتمر فيينا مما ادى الى حالة من التذمر والرفض والاحتجاج اتبعت باضراب مفتوح لاهالي مخيم البارد اغلاقاً لكل مكاتب الاونروا والعيادات وصولاً الى اقامة خيمة اعتصام امام المركز الرئيسي للاونروا في بيروت».

وأبدى الدكتور علوش تضامنه مع اهالي مخيم نهر البارد داعياً الكل الدولي والعربي والحكومة اللبنانية و«الاونروا» للعمل من اجل انهاء ملف مخيم نهر البارد للانتهاء من اعادة اعمار المخيم القديم.

{ من جهة ثانية، أحيت «جبهة التحرير الفلسطينية»، تكريم مسؤول ملف المخيمات في «حزب الله» بمنطقة صور ابو وائل زلزلي بمناسبة ذكرى انتفاضة الاقصى، باحتفال اقيم في قاعة الشباب الفلسطيني في مخيم البرج الشمالي، بحضور امين سر اقليم لبنان في حركة «فتح» رفعت شناعة، ورئيس الهيئة القيادية في حركة المرابطون العميد مصطفى حمدان، وعضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية عباس الجمعة، وحشد من القيادات اللبنانية والفلسطينية.

وتحدث كل من العميد حمدان، وشناعة والمحتفى به أبو وائل، والجمعة وأكدت الكلمات على دعم نهج المقاومة.

وقدم الجمعة درع الجبهة وفاءً «لنضال أبو وائل تجاه القضية الفلسطينية».

المستقبل:

  • مساعدات لأطفال فلسطينيين نازحين إلى "الرشيدية"

قام الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية بتوزيع مساعدات عينية على أطفال العائلات الفلسطينية النازحة من سوريا إلى مخيم الرشيدية. والمساعدات عبارة عن حفاضات وحليب أطفال قدمتها بلدية دوارنينيز التي تقيم توأمة مع مخيم الرشيدية وذلك في مساهمة منها للتخفيف من المعاناة التي يعيشها النازحون

المستقبل:

  • جثة فلسطينية في "عين الحلوة"

تم العثور على جثة الفلسطينية (إ.أ.ح) مواليد (1998) على سطح منزلها في مخيم عين الحلوة شرق صيدا.

وفي التفاصيل، أن والدتها طلبت منها نشر الغسيل على سطح المنزل، وبعد تأخرها تفقدت المكان، فوجدت ابنتها قد فارقت الحياة وحول عنقها يلتف حبل الغسيل.

 

الاخبار:

  • ذلك العام الذي كبرنا فيه

إلى ما قبل عام تقريباً، كنت أعتقد أني أسكن مخيم اليرموك، إلى أن بدأت أحداث منطقة التضامن المتداخلة مع شارع فلسطين، وهو الشارع الرئيسي الثاني في المخيم. حينها، عرفت أني أسكن في التضامن، لا في المخيم، ذلك أني اضطررت إلى النزوح من هناك العام الفائت.

أيهم السهلي

أذكر ذلك اليوم جيداً. كنت أجلس على سطح «المركز الفلسطيني للثقافة والفنون» في المخيم المطل على منطقة التضامن. يومها، بسبب الفضاء الفارغ أمامي من الأبنية، سمعت أنا ومن معي أصواتاً ظنناها للوهلة الأولى طرقاً على الحديد. إلى أن رنّ هاتفي، فكان صوت أمي مرتعباً، تنبهني إلى ألّا أقترب من البيت، بيتنا، وهو بالمناسبة لا يبعد عن المكان الذي كنت فيه أكثر من كيلومتر ونصف. فهمت أنه القصف. فبدأت أنا وأصدقائي نصغي إلى رشقات الرصاص وصداها، محاولين ترجمة ما نسمعه إلى أماكن نعرفها مسترشدين بالدخان الذي بدأ يتصاعد هنا وهناك.

بعد دقائق، رأينا الأهالي يخرجون من بيوتهم نحو المخيم، المنطقة الأقرب إليهم. نزلنا جميعاً وانضممنا إليهم، لكن ما إن وصلنا، حتى رأينا سكان المخيم قد نزلوا بدورهم إلى الشوارع للمساعدة في إجلاء الأهالي.

هكذا، دخلت شاحنات «السوزوكي» الصغيرة إلى التضامن «لتحمِّل» ما تيسر من السكان، في الوقت الذي فتح فيه شبان من المخيم مدارسه لإيواء النازحين.

أسرتي ما زالت في الداخل. يا إلهي! ركضت باتجاه بيتي. مررت بمشاهد لم أقوَ على التوقف من أجلها: أطفال يبكون ونساء يركضن بهم، وجوههم طافحة بالخوف. رجل يبحث عن طفله الذي ضاع في هذه الفوضى ودموعه تكرّ على خديه. ووسط كل تلك الفوضى والذعر، كان هناك من يصور كل هذا. كان لديه الوقت والأعصاب للتصوير. الأصوات المختلطة بين صراخ الناس وإطلاق الرصاص لا تتوقف. الرصاص الذي يخشى الفارون من أن يصيب أحدهم في أية لحظة أو في أي زقاق.

أخيراً، وصلت إلى البيت. لكني لم أجد أبي وأمي وأختي. شممت رائحة خوفهم من التلفاز الذي تركوه على ما يبدو لاستعجالهم، مضاءً. الأواني بقي بعضها نصف نظيف. لم احتمل وحشة المكان من دونهم، فخرجت مسرعاً بحثاً عنهم. سألت جاراً، فقال: خرجوا منذ قليل!

حثثت الخطى لأصل منطقة «دوار فلسطين»، وهي المنطقة التي تصل التضامن بالمخيم، لأعرف من الأصدقاء إن كان أحدهم قد رأى أهلي. لكنّ أحداً لم يرهم. كانت الاتصالات الهاتفية قد انقطعت، ما زاد من قلقي. لم تكن هذه الحال حالي وحدي، بل كانت حال المئات من أبناء المنطقة.

دخل مسلحون حيّنا، حيَّ التضامن، فأصبح ساحة معارك جديدة في خريطة الصراع السوري. أما مخيم اليرموك، المجاور له، فصار منطقة «آمنة» آوت النازحين من التضامن ومنطقة الحجر الأسود. منذ ذلك الحين، أنا نازح. صفة جديدة تضاف إلى صفتي كلاجئ فلسطيني.

أخيراً في زحمة الهروب، وجدت أسرتي. كان الخوف يلفهم، فخرجنا معاً باتجاه بيت جدي في منطقة تقع وسط دمشق، وهو ما لا يتوافر لكل الفلسطينيين؛ فغالبيتنا تقطن المخيمات. بقينا عندهم ثلاثة أشهر تقريباً، إلى أن أُعلن «تطهير» التضامن، فعدنا لنجد جدران الحيّ وقد ملأتها الثقوب، وبعض المنازل سوتها الحرب بالأرض. بقينا في بيتنا نحو شهر، وفي ذلك الشهر كان يوم أبناء المنطقة ينتهي تقريباً بعد غروب الشمس بقليل خوفاً من أي طارئ، ولوحشة المكان التي صارت سمة لحينا، حي التضامن.

وفي الشهر الحادي عشر، عادت المعارك إلى التضامن بضراوة أكبر. أذكر أني كنت في مقهى «جدل» في مخيم اليرموك حين أتى والدي وأختي إلى المقهى بحثاً عني. حذراني من الذهاب إلى البيت؛ لأنّ أمي أخبرتهما أن القذائف تهطل في المنطقة كالمطر. هكذا، لجأنا إلى بيت خالتي في شارع «صفد» الذي لا يبعد عن بيتنا أكثر من كيلومترين. هناك، عشنا «ليلة قذائفية» بامتياز، نسمع انطلاق القذيفة و«صفرتها» ونزولها في مكان ما، ونسمع بين وقت وآخر صوت أمي العالقة مع بعض الجارات، في الحارة، وهكذا إلى أن طلع الصباح وهدأت القذائف وخرجت أمي ووصلت إلينا.

… وبدأت رحلتنا مجدداً إلى وسط دمشق، نحو بيت جدي، لنقل ما استطاعت أمي حمله من ملابس وضروريات، ليقينها أن نزوحنا هذه المرة، سيطول. كان لا بد من البحث عن منزل يؤوينا، وحصلنا على ما نريد. وما زلنا في بيت نزوحنا حتى هذا اليوم، لا حسد! فتجار الحرب، تاجروا بمأساة الناس كما يطيب لجيوبهم الملآنة وقلوبهم الفارغة. خرج أهالي المخيم بعد أحداث التضامن بشهر تقريباً، في 17/12، بعد أن دخله المسلحون وبدأت المعارك داخله. توزع الأهالي بين مراكز الإيواء في مدارس الأونروا خارج المخيمات، وبيوت نازحين هربوا قبلهم، فكانوا نازحين عند نازحين. بعض أهالي المخيم ممن لم تسعفهم أحوالهم المادية الصعبة، لم يخرجوا وبقوا داخله يعانون الصعاب، ويخلقون من العدم وسائل حياة، حيث وصلت الحال بهم اليوم مثلاً إلى صنع الخبز من الأرزّ والبرغل، بالأحرى مما بقي من مثل هذه المواد. مضى عام على نزوحي وأسرتي، وعام على الضياع، من ابن مخيم أو جوار مخيم، إلى ابن مدينة أو بالأحرى جوارها.

في هذا العام رحل الكثير من الشهداء، والكثير من الذين اعتقلوا، والكثير ممن هاجروا إلى لجوء جديد موسوم بالنزوح.

في هذا العام كبرنا كما لم نكبر من قبل. وربما أدرك بعضنا فعلاً كيف كانت مأساة أهلنا في نكبة عام 1948 قبل 65 عاماً، وأدركوا لماذا خرج من كنا نلومهم من ديارهم، فلقد كانوا كما نحن اليوم، مكرهين.

الآن صارت فلسطين أوضح من ذي قبل. فقد أصبحت كل الأماكن مخيماً.

السخرية باتت السلاح الذي يعين من بقوا في المخيم على «حياتهم» اليومية. فبعد أن باءت بالفشل كل محاولات فك الحصار عنهم، من مبادرة منظمة التحرير الفلسطينية، التي وافقت السلطات السورية عليها، إلى محاولات إخراجهم من قبل جهات مختلفة، لم يبق لهؤلاء إلا الصبر والنكتة. من هذه «المحاولات» الصفحة التي أنشأها خليل أبو سلمى بعنوان «حكيم غوراني قديم شوي». يقول مثلاً تعليقاً على يوم من دون قصف: «يا جماعة، شي صاروخ، قذيفة، اشتباك على الماشي! طيب علُّوا صوت التلفزيون! أحسن شي أقوم أتخانق مع مرتي: بدي أعرف أكتب»

الاخبار:

  • أكتافنا ما عادت للبنادق

ماهر منصور

لاجئ وأعيد سيرة أبي ... أصير لاجئاً مرتين. تخرج الصور من الحكايات، لتأخذ الذاكرة هنا شكل المخيم، فأرى أبي طفلاً يحثّ الخطى خارج فلسطين، وأراني طفلاً معه، وخلفه، وفيه، أحثّ الخطى خارج المخيم. هنا وهناك، كان طعم الخوف واحداً، وكان شكل الموت واحداً، ولا فارق بين الموتين سوى القاتل. تتسع الحكاية القديمة، فتفيض على الواقع بأوجاعها، تتسلل إلى مخيم اليرموك عبر ذاكرة الآباء والأجداد، ثم تخرج منه في وجوه الأبناء وحيواتهم، صارت حكاية اللجوء حكايتين: في اللجوء الأول كن، وفي اللجوء الثاني فعلنا.

في اللجوء الأول عشنا. وفي اللجوء الثاني متنا. في اللجوء الأول كان الوجع بالأبيض والأسود، وفي اللجوء الثاني صار الوجع بالألوان. في اللجوء الأول حملنا مفاتيح العودة. وفي اللجوء الثاني استعرنا المفاتيح من اللجوء الأول، فلا مفاتيح للعودة إلا مفاتيح بيوت فلسطين. وفي اللجوء الثاني كانت أيضاً تراجيديا اللجوء الأول حاضرة، فمن شهد منا لجوءه شهدها. ومن شهد اللجوءين شهدها مرتين، وسمعها مرتين. وفي كل مرة، كانت الحكاية ذاتها تروى: «كله منك! احبلي يا فاطمة، خلّفي يا فاطمة ... فلسطين بدها رجال يا فاطمة. وبالآخر بيستشهدوا واحد ورا الثاني دفاعاً عن التنظيم والأنظمة! يا مصيبتك يا فاطمة»، يقول ناجي. يربّت زوج فاطمة كتفها «خلقت أكتاف الرجال لحمل البنادق، فإما عظماء فوق الأرض أو عظام في جوفها» يقول غسان، ثم يضم الزوج إلى حضنه زوجته فاطمة، ويتمتم فيقول محمود «كانت تسمى فلسطين. صارتْ تسمى فلسطين». يا لبأس هذا الفلسطيني، يسكن قصائده وحكاياته، أينما يحلّ، ولا يسكن بلاده! لاجئ وأعيد ترتيب صور لجوء أبي في لجوئي، ثمة من يعيد، أيضاً، إنتاج الوجع الفلسطيني بطريقة النسخ واللصق، يخرجني من أدراج الأرشيف، وينفض عن وجهي غبار الإهمال، ثم يعيد بثي كخبر عاجل، رغم أني خبر قديم.

هو لا يريد حتى أن يتعب نفسه بكتابة وجع فلسطيني جديد، فيكررني، ومعه تكررني قوافي الرثاء والمديح والأغاني. وبين وجعي والقوافي صرت لاجئاً من كلاسيكيات الوجع العربي، وبضاعة مستهلكة، لا تغوي أحداً سوى الموت. صار الموت زبوني، وصرت للموت سوقاً لما يشتهي.

لاجئ ويعيد. بات موت شعب مخيم اليرموك كله خسائر جانبية في الوجع السوري اليومي. جوعه تفرضه ضرورات المعركة. صلبه على الحدود ضرورة أمنية، وقتله على حافة البحر حفاظاً على الأمن الوطني، لم تعد أكتاف شبابه للبنادق، باتت موزعة بين حقائب السفر والتوابيت، وصار موت الفلسطيني بدون معنى أو سبب. حتى فلسطين، باتت تشتهينا أن نطير مع الحمام، ولا نحط، لا نحن، ولا الحمام. «كانت الأرض تابوتاً كبيراً لنا أو سجناً، فربما تكون السماء، لنا، وطناً»، تقول فلسطين.

الاخبار:

  • بخاف على عكّا

رشا حلوة، زميلتنا العكاوية التي لا تزال تعيش هناك في فلسطين، كتبت لمخيمات هذا النص بالعامية الفلسطينية، نتركه كما هو لجماله

رشا حلوة

عكّا -

بفكر إني متذكرة المرات اللي زرت فيها يافا. وهاد إشي مش حلو، لأنه هاد معناه إني زرتها مرات قليلة. مع إني بحبّها كتير! وقريبة من مدينتي عكّا ... يعني يا دوب ساعة يوخد الطريق بالقطار. بس برضه، دايماً عندي شعور إني مقصرة في حقها. مع إنها الأقرب إلى عكّا؛ بالروح والشكل وريحة البحر. وأنا بحبّ كلّ مدينة بحرية، وين ما كانت، كم بالحري الأكثرهن حزناً؟

لما بزور يافا، بحس إنو قلبي بيدق من الشوق والخوف. الشوق طبيعي. بس الخوف بيزيد كلّ مرة. لأني كلّ ما أزور يافا، بخاف على عكّا أكثر.

احتلال يافا كان احتلال موجّه في قتل الإنسان قبل الأرض. وهيه هيك. كأنها مثل البير الناشف، لسه موجود وجميل بحجارته وتفاصيله البصرية، بس وين الميّ؟ لما بتمرقي جنب البير، أول إشي بتعمليه هو إنك بتدوري على حجر بمحيطه عشان ترميه وتفحصي إذا في ميّ، إذا فاضي بتسمعي صوت ضربة الحجر بالأرض، وإذا مليان بتسمع صوت مثل الأصوات اللي بتردّ الروح. والبير الناشف بيضلّو يستنّى ليجي المطر. ويافا هيك ... أجمل ما يكون، بس دايماً على وجع الانتظار، وجهها باتجاه البحر، كأنها بتستنى اللي لازم يجوا من هناك ... مع الموج.

ليش بخاف على عكّا أكثر؟ لأنه إحنا لسه عايشين وعايشات فيها. بس اللي بيخوّف، إنو نصير في البلد القديمة أقلية. والخوف الأكبر إنو يتحقق مشروع الاحتلال اللي بدّو تهويد عكّا القديمة، تماماً وبدّو يحوّلها إلى نوع من مدينة سياحية فقط. وهذا المشروع بلش من سنين: من شراء وبيع بيوت، ومواقع أثرية منها مثلاً «خان العمدان»، وهوي الخان اللي بناه أحمد باشا الجزار سنة 1785، وكان عبارة عن سوق وأماكن تجارية وغرف فنادق للتجار المسافرين والمارقين من عكّا براً وبحراً ... في خان العمدان، كنا نعمل مهرجانات أغاني ومسرح لأهل البلد، وكان الخان ملعب الأطفال الوحيد. بس لما اشتراه مستثمر أجنبي، ما إلو علاقة بعكّا إلا لأنّا مشروع مربح مادياً بالنسبة إلو، بطّل في ملعب كبير يلعبوا فيه الأولاد والبنات.

بتذكر لما زرت يافا من فترة وكانت زيارة مفصلية. طلعت من عكّا عشان أوصل امرأة فلسطينية كبيرة في السن شوي من يافا، خلقت في بيروت ورجعت إلى رام الله من سنين. وكانت هاي المرة الثانية اللي بتزور فيها مدينتها يافا. وصلنا أنا وهيّه وكمان صديقة تانية للميناء. أول ما وقّفنا السيارة ... صارت تبكي الست! وما كان بدها تروح على الحيّ اللي بيتهن فيه! فضّلت تبقى بالمينا وجنب البحر. لأنها متل ما قالت: لو راحت؟ مش رح تستحمل الوجع. هيك قالت. وإحنا قاعدين بناكل سمك، اتصلت فيها بنتها اللي عايشة في بيروت، وسألتها: «ماما وينك؟». جاوبتها: «في يافا يا ماما». كان رد فعل بنتها الأولي: «لا! عن جدّ يا ماما وينك؟». فكّرتها عم تمزح معها. ليش جملة: «أنا في يافا»، جملة صعب هالقد إنّو نصدّقها؟

بخاف على عكّا أكثر. لأنو بخاف إنو شي يوم لما نقول: «إحنا في عكّا»، نكون بس عم نزورها سياحة ... ونصير لما نقول هالجملة العادية، نبكي. لأنو مش عارفين أو مش مقدرين قديش مشروع الاحتلال كبير. ولازم نكون قلقين كلّ لحظة من سهولة تحقيقه. يمكن هيّه مش أسهل مدينة في فلسطين إنك تعيش وتعيشي فيها، يمكن هيّه فعلاً مثل «قرية صيادين». بس وإحنا بعاد صعب إنو نمنعهن يطلّعوا الميّ من البير.

الاخبار:

  • رســائـل صبـابة وحنظلة «نشيد للنّهر البارد»

باسل عبد العال

نُطلُّ ،

وفي جرحِ نهرٍ يُطلُّ علينا كوجهِ الشهيدِ ،

وحاجزِ جيشٍ يقيمُ على حافّةِ الجرحِ

بين دخولٍ وبين خروجٍ ،

ونحنُ نطلُّ على أملٍ في الوصولْ، ......

وصلْنا إلى النّهرِ

حيث يصيحُ المكانُ بنا ،

هُنا سقط النّهرُ في دمِنا ،

وعاش الشّهيدُ بقلبِ المخيّمِ

نبضُ الطريق إلى الحلمِ

يسألُ نفسهُ : كيف أموتُ بنارِ الشقيقِ ؟ وينسى الشهيدُ

صُراخ الذّئابِ على النهرِ

حين يسيرُ النّزيفُ ويرتفعُ الصوتُ من شرفاتِ الهديلْ ،.....

ونحنُ بلا كفنٍ أو بلا بلدٍ في البلادِ ،

ولكنّنا نرتدي وطناً في المنامِ ،

نُحبُّ حجارة نهر الأصيلْ، ......

ونرقصُ ملء الفضاءِ ، نقولُ الحقيقة !!

قلنا الحقيقة في حلكةِ الأرضِ ،

يوم صرخْنا وبلّل غيمُ الشوارعِ دمعُ الشوارعِ ،

نعشقُ ورد الربيعِ ،

نريدُ الحياة ورائحة البحرِ في موجةِ الذكرياتِ ،

وحين ننامُ ونشعرُ بالدفءِ في حُلمِنا ،

خلوِّ الدروبِ من الجنْدِ في ساعةِ الليلِ ،

يبقى الفقيرُ الغريبُ الضليلْ،......

يحدّثُ أحلامهُ : من حقوقِ الزّهورِ إلى شغبِ الرّيحِ ،

يبكي على ظلّهِ في المرايا ،

يُباغتُنا الموتُ في النّهرِ ثانيةً ،

فيا إخوتي ، لا تكونوا كأشواكِ من سبقوا

وافتحوا لي نوافذ حبٍّ

لكي يتنفسَ في السجنِ شعبُ السجونِ

وكونوا إلينا ،

لنغلق باب السبيلِ الأخيرِ من البردِ ،

يا إخوتي ، من حقوقِ السّهولِ إلى وضحِ الشمسِ

كي لا تموتَ ،

نودّعُ طفل المياهِ شهيداً ،

ونهتفُ في الماءِ ،

سيري بحريّةٍ في الجنازةِ ،

قولي لهُ : نمْ على قمحِ حلمِك عند هبوبِ الصّهيلْ ، ....

ونمْ في الحكايةِ ، في أُهبةِ الضوءِ ،

من أجلِ باردِنا وابتسمْ ،

هكذا لم يَعُدْ في شمائلِ هذي العواصفِ ما نشتهي ،

هكذا ننتمي للهويّةِ ،

للزّعْترِ الجبليِّ ،

ونكتبُ تاريخ مجدٍ لذاك النّشيدِ الجميلْ، .....

فيا أرضنا لم نمتْ بعدُ

نحنُ هُنا ، في ظلالِ « البراكْساتِ « والقبرِ ،

في ظلِّ بحرٍ وفيٍّ

يُعانقُ فينا تراب النخيلْ ، ....

ففي كلِّ موتٍ يجيءُ

نشمُّ نِداء الرّحيلْ ، ....

ونرفعُ للفجرِ كفّ الحياةِ

نحيّي النّهار الجديد ،

لنشفى قليلاً وننسى ،

كيومٍ جريحٍ ، أسيرٍ ، قتيلْ ، ....

كنهْرٍ كئيبٍ بجانبِ روحٍ تئنُّ ،

وتنشدُ : لا تقتلونا ، ولا تنثرونا بلا سببٍ في العويلْ ، .....

لماذا سفكْت دماءِ الطّيورِ ؟

ببرْدِ الحصار وحرّ الدمارِ ،

لماذا ، لماذا نسيتَ ؟

وحين تذكّرْت أرض المعاركِ ، حين غدوت

هُناك ونحنُ عُراة ٌ، حُفاةٌ

نصلّي بدفءِ المكانِ الجديدِ ،

ونغسلُ ثوب المكان القديم ،

بكلّ الكرامةِ فينا ،

نقاومُ فوق صليبِ المنافي ،

لماذا ، لماذا قتلْت ؟

حماماً يتيماً ، وعشّاً وحقلا ،

فماذا اقترفنا من الليلِ ؟ ماذا أسأْنا ؟

فمازال فينا ،

بقايا البقاء الأخيرِ ،

فنحيا ، ونحيا ،

فدعْنا نغنِّ لميلادِ فجرٍ ،

فها أنت شئْتَ وها نحنُ شئْنا ،

نريدُ الدّخول إلى البيتِ مثل الطّيورِ بأجنحةِ الرّيحِ ،

كلُّ الفصولْ ، ....

بنومٍ ضئيلٍ ونجمٍ عليلْ ،.....

نحاولُ فكّ المعاني بدمّ القصيدةِ

نفرحُ ، نغضبُ ،

نبصِرُ شكل الخيام تنامُ على كتفِ النّهرِ

ترقصُ في وترِ البرقِ ،

قرب الحواجزِ ملء انتظارٍ طويلٍ ،

طويلٍ ، طويلْ ،......