ما زال نتنياهو يناور في كل الاتجاهات للخروج من مأزقه وملفاته بينما صوت التظاهرات الإسرائيلية المطالبة باستقالته ورحيله تصم الاذان، وفي هذا الوقت تحديدا وبدفع من تلاحق الاحداث الموحية، سواء انتصارنا الثمين والخارق في معركة الأقصى التي خاضها شعبنا بكل مكوناته وفي كل مناطقه باقتدار ووعي عظيم، او اشتداد طوق الملفات التي تخنق نتنياهو، أو الفرصة الجديدة التي اتاحها انتصار الأقصى لاستعادة الحضور والثقل للدور والحضور العربي الإسلامي، أو تركيز الانتباه في الاتحاد الأوروبي بضرورة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، في هذا الوقت تحديدا، يتجدد الصوت الأميركي الصادر من البيت الأبيض في واشنطن بان الرئيس الأميركي ترامب يجدد التأكيد على إمكانية النجاح في التوصل الى الحل المنشود، ويستعد لارسال مساعديه ومندوبيه الى فلسطين وإسرائيل والمنطقة، وان المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين هي الطريق الانجح.
الحل المطروح بأكبر اجماع دولي، هو حل الدولتين، دولة فلسطينية ودولة إسرائيلية والدولتان حين يكتمل قيامهما قادرتان على اخذ كل الضرورات والاحتياجات بالاهتمام المطلوب، وخاصة ان مقولة عدم وجود شريك فلسطين التي يدعيها بعض الأطراف في إسرائيل قد سقطت سقوطا مريعا، وكان اخر مشاهد هذا السقوط لانتصار الثمين في معركة الأقصى، بل ان السؤال الان الذي يتجاوب صداه الكبير في العالم ليس موجها بالنسبة للشريك الفلسطيني، بل هو مطروح بقوة بشان الشريك الإسرائيلي، من هو؟ وأين هو؟ وخاصة ان هذا الشريك الإسرائيلي الغائب حاليا، او المؤجل الظهور حاليا، حاول ان يلعب لعبة خطرة حول محاولة القفز عن القدس فانتهى به الأمر الى السقوط في الفراغ.
وبالإضافة الى استمرار جاهزيتنا العالية للعمل مع المجتمع الدولي بكل مفرداته، الدول والاتحادات الإقليمية، ومنظمات الأمم المتحدة التي تتوسع في اكتساب عضويتها، وعملية تكييف القوانين الوطنية لاقصى حالات الانسجام مع القوانين الدولية، فاننا نتأهل بقوة لاخراج مؤسساتنا الوطنية من ربقة الابتزازات المحلية التي تفوح منها رائحة الارتهان، مثل السعي الحثيت والجدي لعقد االمجلس الوطني الفلسطيني وانتخاب هيئاتنا القيادية الوطنية، واكساب الشرعيات المزيد من القوة والتجدد والحضور الفاعل.
مؤهلون للسلام، ونريده بقوة، ونسعى اليه بجدارة، مؤهلون لاستكمال الاستقلال غير فعل كل ما يجعلنا مؤهلين لهذا الاستقلال ونستحقه، ونريد ان نكرس على ارض الواقع ان كل ما يسعى اليه الشعب الفلسطيني مؤهل له بجدارة، ولن يكون ليس مجرد هدية لشعبنا فقط، بل هدية يقدمها شعبنا للسلام العالمي.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها