قامَ وزير الدولة لشؤون النّازحين معين المرعبي برفقة المنسِّق الخاص للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ، ومدير عام "الأونروا" في لبنان كلاوديو كوردوني، بزيارةٍ وجولةٍ ميدانيّةٍ في أرجاء مخيَّم نهر البارد اليوم الخميس 8-6-2017، مطّلعين على التقدُّم الذي تمَّ تحقيقه على صعيد إعادة إعمار المخيَّم، ومعوقات استكمال الرزم الباقية من أصل 8 رزم.

وقد دعا المرعبي الدول المانحة إلى الوفاء بتعهّداتها المالية التي التزمت بها خلال مؤتمر فيينا في العام 2008 لاستكمال إعادة إعمار مخيَّم نهر البارد، ولتوفير الـ31% من الأموال المطلوبة المتبقية، والتي تبلغ ما يقارب 105 مليون دولار أميركي.

وقال: "إصرارُنا على استكمال إعادة إعمار مخيَّم نهر البارد، هو تأكيدٌ على رفضنا طمس الهوية الوطنية الفلسطينية، ورفض التوطين المقنَّع، ودعم حق الشعب الفلسطيني بالعودة إلى أرضه ووطنه، مهما طال الزمن".

وشدَّد المرعبي على ضرورة التعاون ما بين الحكومة اللبنانية و"الأونروا" واللاجئين الفلسطينيين وسفارة دولة فلسطين، للدفع باتجاه إعمار مخيَّم نهر البارد واستكمال الأبنية وفق المقترحات الموضوعة لها.

وأضاف: "ها نحن اليوم على أرض مخيَّم نهر البارد، حيثُ عاد جزءٌ كبيرٌ من الأخوة الفلسطينيين إلى منازلهم في المخيَّم، مشكّلين نموذجًا إيجابيًّا يجب استكماله من خلال إنجاز قسم كبير من إعادة الإعمار، مع التمسُّك بسيادة الدولة اللبنانية، وإحلال الأمن والأمان لكل الموجودين على أراضيها".

من جهتها أكَّدت كاغ أهمية تسريع الحلول على صعيد تأمين التمويل الخاص بإنجاز عملية الإعمار، وعبَّرت عن اهتمامها بمتابعة هذا الأمر مع "الأونروا"، ووعدت بأن تكون هذه الزيارة لمتابعة هذا الملف مع التأكيد على أهمية استقرار وازدهار لبنان وضرورة مساعدة الشعب اللبناني الذي يستقبل على أرضه النازحين السوريين، وفي نفس الوقت اللاجئين الفلسطينيين.

وشدَّدت على أنَّها ستجعل من قضية إعادة إعمار نهر البارد أولويةً خلال محادثاتها في مجلس الأمن قريبًا، مضيفةً: "هذا حق الشعب الفلسطيني في مخيَّم نهر البارد."

بدوره أكَّد كوردوني التعامل الشفاف مع الأهالي، وأهمية أن تكون كل الأرقام والمعطيات التي تقدِّمها "الأونروا" دقيقة، وأنَّه سيعمل على رفع رسالة شاملة بهذا المعنى تحمل كل المطالب التي حدَّدها الأهالي، تمهيدًا لوضع خطة للتعامل مع هذه الأمور، لا سيما في المجال الصحي واستكمال التمويل.

هذا وقد شملت الجولة الرزم الخمسة المنجَزة والتي لم تُستكمَل بعد بشكل نهائي، في حضور ممثِّلين عن الفصائل الفلسطينية في المخيَّم واللجان الشعبية ولجنة إعادة إعمار المخيم، الذين شرحوا للوفد معاناة أبناء المخيَّم بسبب التباطؤ الحاصل في إنجاز الأبنية وفق المخطط الموضوع، طالبين من الوزير المرعبي نقل هذه المعاناة ووجع الأهالي إلى طاولة مجلس الوزراء، للإسراع في استكمال عملية إعادة الإعمار، خاصةً أنَّ بعض الأهالي لم يعد بإمكانهم تحمُّل أعباء دفع الإيجارات للمساكن التي تؤيهم حاليًا، ومنازلهم في المخيَّم لم يُنجَز بناؤها، آملين إيجاد الحل الذي يراعي أحوالهم وأوضاعهم المأساوية في خضم تراجع خدمات الأونروا على غير صعيد.

كما التقى الوفد عدداً من الطّلاب الفلسطينيين في مدارس "الأونروا"، والذين عبّروا عن استيائهم إزاء الظروف الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون في مخيَّم نهر البارد، لجهة انعدام أفق الحلول وفقدان فرص العمل خاصةً أمام الشباب، في ظل تقليص مساعدات "الاونروا" وتباطؤ عملية إعادة الإعمار.