بوبي ساندز هو قائد الإضراب الشهير الذي نفَّذه مقاتلو الجيش الجمهوري الإيرلندي في السجون البريطانية ابتداءً من الأول من آذار/مارس 1981، وقد توفي ساندز بعد 66 يوماً من الإضراب، ثم لحقه تسعة آخرون من رفاقه قبل أن يتوقف الإضراب بسبب ضغوط عائلات السجناء وقيادة الجيش الجمهوري الإيرلندي خارج السجون.
في بداية الإضراب توفي أحد أعضاء مجلس العموم البريطاني فقرَّر ساندز خوض الانتخابات من سجنه ليفوز فوزاً ساحقاً، وهو ما أعطى زخماً إعلاميا للإضراب وسلَّط الأضواء عليه، لكن مارغريت تاتشر أصرّت على عدم التعامل مع مطالب المضربين حتى تمَّ وقف الإضراب في اكتوبر 1981، لكن اللافت للنظر أن حكومة تاتشر وبعد ثلاثة أيام فقط من وقف الإضراب قد لبّت وبِصَمْت مطالب المضربين كافةً.
كريم يونس، عميد الأسرى الفلسطينيين، ورفيق القائد مروان البرغوثي في قيادة إضراب الحرية والكرامة والانتصار لم يخُض أية انتخابات، ولم يَطرح اسمه لأي منصب أو موقع، فلا يوجد موقع أسمى من لقب "عميد الأسرى الفلسطينيين"، لكن قيادة "فتح" قرَّرت ردّ بعض الجميل لهذا القائد، واختارته عضواً في اللجنة المركزية للحركة، وهو قرار ساهم في الإسراع من وتيرة مفاوضات الأسرى والقيادة السياسية مع السجّان الإسرائيلي، ووضع الحركة الأسيرة في موقع أكثر تقدُّماً في منظومة النضال الوطني الفلسطيني، فهي حركةٌ تضم الآن اثنين من أعضاء اللجنة المركزية لحركة "فتح"، والأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات، وشيخ الأسرى اللواء فؤاد الشوبكي، إضافةً إلى آلاف المقاتلين والقادة الذين يشكِّلون حالة مميَّزة من الوحدة النضالية في مواجهة السجّان الإسرائيلي.
لقد أثبتت قيادة الحركة قدرةً فائقة على التعامل مع إضراب الأسرى وتوظيف كل الطاقات في سبيل إنجاحه، والأهم من ذلك الحفاظ على حياة المشاركين فيه، لأنَّ الحركة بحاجةٍ ماسةٍ إليهم أحياءً يؤدون دورهم النضالي في معركة لم تنتهِ بعدِ. ومن أجل انتصارهم وبقائهم أحياء قدّم العديدُ من أبناء حركة "فتح" أرواحهم في فعاليات الإسناد والدعم التي شكّلت درعاً واقياً للإضراب، رغم طموحنا الدائم بأن تكون وتيرة الإسناد والدعم أكثر شموليةً وجسارةً.
بولي ساندز - أيقونة الصمود الأسطوري الإيرلندي- قدَّم حياته دفاعاً عن المبادئ التي آمن بها وناضل من أجلها، وكريم يونس - زيتونة فلسطين التي تضرب جذورها في أعماق الأرض والوعي والذاكرة لتربط شطري الوطن في بوتقة "فتح"- يستمر في النضال ويمسك بناصية التاريخ ليقول لنا: "فتح.. ثورة حتى النّصر..".
أمين سر حركة "فتح" - إقليم بولندا د.خليل نزّال
2017/05/30
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها