نفت المحامية فدوى البرغوثي زوجة الأسير المناضل مروان البرغوثي ما تتناقله بعض المصادر الإعلامية حول عدم التزام زوجها بقرار تعليق الإضراب عن الطعام، مؤكّدةً أنَّ ما كان قد صدر عنها هو أنَّ قائد الإضراب آخر مَن سيتناول الطعام بعد أن يطمئن على عودة الأمور إلى نصابها بالنسبة لبقية الأسرى المضربين.

وقالت البرغوثي: "القائد مروان آخر شخص سيُعلِّق إضرابه بعد أن تُبلَّغ كل المعتقلات بالاتفاق، ويعود كل أسير إلى معتقله، وتُزال العقوبات التي فُرِضَت على الأسرى طيلة 41 يومًا من الإضراب"، موضحةً أن هذا الأمر هو موضوع إجرائي ولا يُفهَم من ورائه بقاء الأسير القائد مروان البرغوثي مضربًا، لا سيما وهو يقف على رأس قيادة الإضراب التي بدورها توصّلت للاتفاق مع إدارة مصلحة معتقلات الاحتلال.

وأكَّدت أنَّ المناضل مروان يتواجد الآن في معتقل هداريم، بعد أن نُقِلَ طيلة أيام الإضراب الى عزل الجلمة، وفي الأيام الاخيرة تم نقله الى معتقل عسقلان خلال فترة المفاوضات بشأن مطالب الأسرى.

وقالت البرغوثي: "حتى الآن لم نتواصل مع مروان، وترفض إدارة المعتقلات زيارة المحامي له وتشترط حصوله على إذن من المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية"، مضيفةً: "نحن بانتظار الزيارة لاستيضاح الموقف، والخروج ببيان واضح من قيادة الإضراب حول نتائجه".

وبدوره أكَّد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، أنَّ القائد مروان البرغوثي "أجَّل تعليق إضرابه المفتوح عن الطعام"، من منطلق أخلاقي ومسؤول، لحين تأكده من أن إدارة معتقلات الاحتلال لن تفرض عقوبات على الأسرى المضربين، وكذلك لضمان عودة الأسرى إلى أقسامهم، مؤكِّدًا أنه بدأ بتناول السوائل و"الشوربة".

وأكَّد قراقع، خلال مؤتمر صحفي عُقِدَ في مركز الإعلام الحكومي، اليوم الإثنين 2017/5/29، للحديث حول تفاصيل الاتفاق الذي جرى مع إدارة مصلحة معتقلات الاحتلال، أنَّ البرغوثي كان على رأس المفاوضين في معتقل عسقلان، في مفاوضات استمرت لأكثر من عشرين ساعة.

ولفت أنه تمَّ التوصل لاتفاق حول 80% من القضايا الإنسانية، في حين بقيت هناك قضايا عالقة، من المقرر أن يتم التفاوض عليها مع إدارة المعتقلات وبحثها لاحقاً.

ونوَّه إلى أنَّ الإعلام الإسرائيلي تحدَّث عن أنَّ الأسرى لم يحقِّقوا سوى مطلب واحد، وهو المتعلق بإعادة الزيارة الثانية، في محاولة لخداع الرأي العام الإسرائيلي، من خلال الادعاء أن إدارة المعتقلات لم تفاوض قيادة الأسرى وترضخ لمطالبهم، وبقيت على موقفها في عدم الاستجابة لهم.

وتابع: "إنَّ المطالب المطروحة شاملة تتعلق بتفاصيل حياة الأسرى، التي يعتبرها البعض شكلية"، مشيرًا إلى أنَّ الأسرى وحدهم من يدركون أهميتها، والتي من ضمنها رفع المنع الأمني عن عائلات الأسرى وقضية التنقل بـ"البوسطة".

وقال إنَّ الإضراب أوجد حالة دولية تجاه قضية الأسرى، وأعادها إلى الواجهة، بحيث أصبح العالم يعرف عن قضيتهم بشكل أكبر، مطالبًا المؤسسات الدولية بأن تؤدي واجبها الإنساني والأخلاقي تجاههم، والضغط على الاحتلال لوقف انتهاكات الاحتلال بحقهم.

وتحدَّث قراقع حول الدور الذي قامت به السلطة الوطنية الفلسطينية خلال فترة الإضراب، مؤكدا أن الرئيس محمود عباس شكّل فريقًا مكوّناً من عدد من مسؤولي الأجهزة الأمنية ورئيس هيئة الشؤون المدنية حسين الشيخ، الذين أجروا اتصالات مكثفة مع الاحتلال من أجل فتح حوار مع قيادة الإضراب، والاستجابة لمطالبهم.

من ناحيته، ثمَّن رئيس نادي الأسير قدورة فارس، قرار السلطة الوطنية الفلسطينية بتغطية نفقات الزيارة الثانية لعائلات الأسرى، بتكلفة مليون دولار سنوياً.

وأشار إلى أنَّ المستوى السياسي الإسرائيلي اتَّخذ قرارًا بعدم التعاطي مع الأسرى المضربين، أو التفاوض مع قادة الإضراب أو الاستجابة لمطالبهم، بدعوى أنها غير عادلة كون الأسرى "قتلة" و"إرهابيين" على حد زعمهم، مؤكِّدًا أنَّ الاحتلال في نهاية الأمر خضع للأسرى وهذا يشكِّل انتصارًا لهم.

وأشار إلى أنَّ هذه المعركة انتصرت منذ اللحظة التي اتَّخذ فيها الأسرى قراراً بمواجهة الاحتلال، الذي حاول بكل الطرق كسر الإضراب وضرب عزيمة الأسرى، مؤكِّدًا أنَّ ما أنجزه الأسرى سيُسهِم في تغيير حياتهم، وأنَّهم كرّسوا من خلال إضرابهم مفهوم "أن بوسعك أن تقاوم وتنتصر حتى لو كانت الظروف صعبة"، مرحِّبًا بخطوة تعيين عميد الأسرى كريم يونس عضوًا في اللجنة المركزية لحركة "فتح".