وجع ذكرى النكبة أل 69؛ تزامن مع وجع إضراب الأسرى عن الطعام للشهر الثاني؛ وهو ما جعل وجعين في وجع، ليهز ويضرب بعمق وجدان وعقل وقلب كل حر وشريف في فلسطين المحتلة والعالم اجمع؛ كون ما يجري لا يوجد له مثيل في العالم من ناحية ظلم شعب بأكمله؛ على مرأى ومسمع ما يسمى بالعالم الحر والمتمدن.

إلى متى تبقى أوجاع الشعب الفلسطيني؟ ومتى تتوقف؟ فسنة بعد سنة، بالحزن والألم؛ يحيي الشعب الفلسطيني الذكرى السنوية ال69 للنكبة؛ حيث شردت العصابات الصهيونية الفلسطينيين من قراهم وبلداتهم، بعد ارتكاب مجازر مروعة بحقهم؛ تسببت لاحقا بقيام كيان الاحتلال، بقوة السلاح والإرهاب.

ما قد يعتبر تراجع خطير واستهتار واستخفاف بالعرب والمسلمين في الذكرى أل 69 للنكبة، وكذلك استخفاف بوجع وألم 1700 أسير فلسطيني يخوضون الإضراب عن الطعام؛ هو عدم التفاعل بالشكل الكافي  حتى اللحظة، مع المعانة  والألم الذي لا يوجد وصف له من شدته وقسوته.

ما بني على باطل فهو باطل، ففي الذكرى الأليمة؛ ستبوء بالفشل محاولات الاحتلال تغيير أسماء القرى والبلدات والمدن الفلسطينية وزرعها للمستوطنات في الضفة؛ لان ولان صاحب الحق يبقى صوته الأقوى حتى وان كان هناك تراجع مؤقت في بعض محطاته، وسينتصر الأسرى في مطالبهم كونها عادلة ومشروعة، وسينالون حريتهم قريبا.

النكبة...الوجع والألم المتواصل دون توقف؛ وعذابات تتجدد ونحن في عام 2017 ؛ وسط التدمير والخراب والممارسات العدوانية الشرسة والمجازر بحق الأطفال والنساء والشيوخ؛ التي كان أخرها مقتل واستشهاد أكثر من 400 طفل في الحرب العدوانية على غزة عام 2014 ونسي العالم ما حصل.

قادة ومسئولون في دولة الاحتلال ومتطرفون وحتى على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي يدعون – جهاراً نهاراً-  يدعون لضم أربع  تجمعات استيطانية، والإعلان عن مئات الشقق الاستيطانية الجديدة شرق رام الله في ذكرى النكبة، في استخفاف واستهتار بالفلسطيني والعرب والمسلمين  جميعاً؛ وكأنه لا وجود لهم في قاموس " نتنياهو".

مؤسسي كيان الاحتلال كانوا قد خططوا بجلب قرابة 20 مليون يهودي لفلسطيني المحتلة؛ لكن ما استطاعوا أن يجلبوه بحسب إحصائيات رسمية من قبل حكومة"نتنياهو" صدرت حتى ألان في الذكرى أل 69 للنكبة؛ هو قرابة ستة مليون، فيما بلغ عدد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 48 قرابة المليونين، واليد ما بتناطح المخرز؛ ثقافة سلبية لم تلقى صدى لدى الشعب الفلسطيني؛ فبالإرادة والتحدي استطاع الشعب الفلسطيني وقواه الحية أن تجبر الاحتلال  على الانسحاب  من غزة وهدم  25 مستوطنة بيديه..

خُطط للشعب الفلسطيني أن يبقى ضعيفا؛ وإبقاء ما تسمى ب"إسرائيل" متفوقة  بجيشها الذي تزعم انه لا يقهر ولا يشق لها غبار، وان تَنسى الأجيال ما حَدث، وان تَبقى فلسطين في عَالم النسيان؛ فهل يا ترى تحقق للغرب والاحتلال ما يريد؟! ولأن الاحتلال ضعيف بمنطقه وبأخلاقه ولا يملك قوة فكرية وأخلاقية فمن الطبيعي أن يكون عمره قصير؛ كحبل الكذب، فلا هو استطاع تحقيق "إسرائيل" الكبرى، ولا هو استطاع أن يحتفظ بجنوب لبنان، ولا بقطاع غزة.

ما نادى به مؤتمر بازل في سويسرا عام 1897 لم يتحقق على أرض الواقع كما رسم له بالضبط؛ وما حققه الاحتلال من إنجازات وهمية لكيانه ما هي إلا سحابة صيف سرعان ما تزول بفعل مغايرته لمنطق الأشياء وطبائع الأمور والسنن الكونية؛ وان بدا ظاهريا عكس ذلك، والحالة التي تعيشها القضية الفلسطينية هذه الأيام لا تسر صديق، والعالم لا يعترف بالضعفاء حتى وان كانوا أصحاب حق؛ الذين لا يتعظون من نكباتهم ولا يرحمهم.