الرئيس يشيد بدعم قادة الهند المتواصل لقضية فلسطين في المحافل الدولية منذ عهد غاندي
الرئيس: الهند في مقدمة الداعمين لبناء مؤسسات دولة فلسطين
رئيس وزراء الهند يؤكد موقف بلاده الثابت تجاه دعم قضية فلسطين
قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس، إن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لبلادنا سيمهد الطريق أمام تطبيق مبادرة السلام العربية، الأمر الذي سيساعد الجهود المبذولة لمحاربة الإرهاب والتطرف في منطقتنا والعالم.
وأكد سيادته في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء ناريندرا مودي في مقر رئاسة الوزراء في العاصمة نيودلهي، اليوم الثلاثاء، أن خيارنا هو حل الدولتين على حدود 1967، دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية، إلى جانب دولة إسرائيل لتعيشا في أمن وسلام وحسن جوار.
وأشاد الرئيس بنهج قادة الهند المتبع منذ عهد المهاتما غاندي والذي ما زال متواصلا من حيث الدعم والتضامن والالتزام بمساندة قضية شعبنا في المحافل الدولية، منوها سيادته إلى أن الهند بلد عظيم له وزنه ومكانته على المستوى العالمي، ورائد ومؤسس في إنشاء مجموعة عدم الانحياز، ويستطيع أن يلعب دوراً وله تأثير دولي.
وأكد الرئيس أن فلسطين تعمل بكل تصميم لبناء مؤسساتها الوطنية، بجهودها الذاتية وبدعم من الأصدقاء والأشقاء، والهند في مقدمتهم، وقد قطعنا شوطاً كبيرا في البناء على أساس سيادة القانون، وتكريس قيم الديمقراطية وحقوق ومكانة المرأة والشباب، والنهوض باقتصادنا الوطني وفق أسس عصرية.
من جانبه، قال رئيس وزراء الهند: "سعيد أن التقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس بهذه الزيارة التي تعكس العلاقة الوطيدة بين البلدين، وتمتد جذورها في التاريخ وتقوم على أساس التعاون والتفاهم المتبادل".
وأشار إلى أن الهند تقدم دعمها لفلسطين منذ التاريخ نحو تحقيق دولة فلسطين الواحدة الموحدة القابلة للحياة والمستقلة، مشددا على أن هذا موقف ثابت للهند منذ سنوات عديدة.
وأوضح أنه جرى خلال اللقاء مناقشة العلاقة والشراكة بين الشعبين وتبادل برامج عديدة، وتوقيع اتفاقيات اقتصادية، وصحية، والتعليم، وتكنولوجيا المعلومات، وفي مجالات مختلفة بهدف تعزيز التعاون بين فلسطين والهند، إضافة إلى الدعم الذي تقدمه الهند لعملية السلام التي تواجه منذ وقت العديد من التحديات.
وأكد أن الهند تسعى دائما أن يكون هناك محادثات جادة بين الطرفين، من أجل التوصل لحل دائم وهذا هو المبدأ الهندي، وقال: "ندعم شريكنا الفلسطيني في عمله للتغلب على كل العقبات والمعيقات ووضع حد للظلم، والنهوض بالواقع الاقتصادي وتحقيق السلام للشعب الفلسطيني من اجل إقامة دولته، ونحن نسعى ليتمكن الشعب الفلسطيني من بناء دولته، ونقدم دائم الدعم للرئيس محمود عباس، ولكل من يعمل لدعم السلام على الارض".
وأضاف: "هناك تعاون في مجالات كثيرة منها مجال تكنولوجيا المعلومات والاقتصاد، ونقوم بدعمها لصالح دولة فلسطين وشعبها، ويتم تقديم الخبرة وكل ما هو فيه تكنولوجيا لصالح فلسطين، ونسعى لتوطيد هذا العلاقة".
وفيما يلي النص الكامل لكلمة الرئيس في المؤتمر الصحفي:
دولة رئيس الوزراء ناريندرا مودي،
"بداية أود أن أعبر عن بالغ سعادتي لأن أكون اليوم هنا في الهند هذا البلد الصديق العريق بتاريخه وشعبه، وإسهاماته الرائدة في الحضارة والتاريخ الإنساني، فالهند نموذج يحتذى فيما حققه من خطوات عملاقة على مستوى التنمية الاقتصادية والتكنولوجية وفي عديد من المجالات الأخرى.
زيارتي هذه، هي الخامسة لجمهورية الهند منذ 2005، وقد التقيت بكم يا دولة الرئيس في عدد من المحافل الدولية وتشرفنا باستقبال فخامة الرئيس موخارجي في فلسطين منذ عام ونصف، وهذا كله دليل على عمق علاقات الصداقة والتعاون بيننا.
فنحن نتشاور ونعمل وإياكم، أيها الأصدقاء، من أجل المزيد في التعزيز والتطوير لعلاقاتنا، فقد سبق وأن عقدنا الاجتماع الأول للجنة الوزارية المشتركة في رام الله، كما وقعنا العديد من الاتفاقيات المشتركة، وإنشاء مبنى للمعهد الدبلوماسي الفلسطيني، وكذلك وضعنا في العام الماضي حجر الأساس لمجمع التكنو بارك بدعم مشكور من حكومة الهند، والذي نأمل أن يساهم في تطوير التعاون والاستثمارات والتبادل التجاري بين البلدين لآفاق عالية.
ولا يفوتنا كذلك أن نشيد بالدعم والتضامن والالتزام بمساندة قضية شعبنا الفلسطيني في المحافل الدولية، وهو نهج اتبعه قادة الهند منذ عهد المهاتما غاندي، وما زال متواصلاً.
فالهند بلد عظيم له وزنه ومكانته على المستوى العالمي، ورائد ومؤسس في إنشاء مجموعة عدم الانحياز، ويستطيع أن يلعب دوراً فاعلاً بما للهند من مكانة وتأثير دولي.
واغتنمت فرصة لقائي دولة رئيس الوزراء، لإطلاعه على آخر تطورات جهود صنع السلام مع الإدارة الأمريكية برئاسة الرئيس ترامب، الذي التقيته منذ اسبوعين في البيت الأبيض، واتفقنا على التعاون البناء من أجل التوصل إلى صفقة سلام تاريخية تنهي الصراع بيننا وبين الإسرائيليين.
كما أطلعت دولة رئيس الوزراء على مباحثاتنا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يبدي اهتماماً كبيراً لدعم جهود السلام في منطقتنا، ومباحثاتي مع الرئيس الألماني شتاينماير الذي زارنا في رام الله الأسبوع الماضي، حيث أكدنا خلالها على دور ألمانيا والاتحاد الأوروبي في إرساء قواعد السلام وفق قرارات الشرعية الدولية.
وقد أكدت لسيادته أن خيارنا هو حل الدولتين على حدود 1967، دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية، إلى جانب دولة إسرائيل لتعيشا في أمن وسلام وحسن جوار.
وإن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لبلادنا سيمهد الطريق أمام تطبيق مبادرة السلام العربية، الأمر الذي سيساعد الجهود المبذولة لمحاربة الإرهاب والتطرف في منطقتنا والعالم. وقد تناولت مع دولة الرئيس، مجريات الأوضاع في منطقتنا، وما يشهده الإقليم من عدم استقرار، جراء الإرهاب، والذي ندينه أياً كان شكله ومصدره، وندعم كل جهد دولي وإقليمي لاجتثاثه.
دولة الرئيس،
إن فلسطين اليوم تعمل بكل تصميم لبناء مؤسساتها الوطنية، بجهودها الذاتية وبدعم من الأصدقاء والأشقاء، والهند في مقدمتهم، وقد قطعنا شوطاً كبير في بناء مؤسساتنا الوطنية على أساس سيادة القانون، وتكريس قيم الديمقراطية وحقوق ومكانة المرأة والشباب، والنهوض باقتصادنا الوطني وفق أسس عصرية.
مرة أخرى، أشكركم دولة الرئيس على استقبالكم الكريم لنا، مثمنين لكم شخصياً موفور الصحة والسعادة، ولجمهورية الهند وشعبها الصديق دوام التقدم والرخاء.
وعاشت الصداقة الفلسطينية – الهندية
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها