حسن بكير
شهدت خيمة الأسير الفلسطيني في مخيم شاتيلا اعتصامات ووقفات تضامنية كثيرة وحاشدة مع الأسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي، ولعل أبرزها كان اعتصام مساء الخميس 11/5/2017 حيث شهدت الخيمة مهرجاناً خطابياً واسعاً، شارك فيه ممثلو فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وتحالف القوى الفلسطينية وممثلو القوى الإسلامية الفلسطينية؛ وأعضاء اقليم حركة "فتح"، وقيادة حركة "فتح" في بيروت؛ ولفيف من رجال الدين المسلمين والمسيحيين، وعدد من الأسرى المحررين الفلسطينيين واللبنانيين؛ وأعضاء اللجنة مركزية في الجبهة الديمقراطية؛ وممثلون عن الحزب التقدمي الاشتراكي، والأستاذ مكرم أمان الدين ممثل الأمير طلال أرسلان؛ وسفير الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني شوقي العسل، وأمين عام جمعيات جبل لبنان ومؤسس (اللقاء المعروفي) فضيلة الشيخ زياد أبو غنّام؛ وممثلون عن الحزب اللبناني الديمقراطي، وممثلون عن الجمعية الفلسطينية لروسيا الاتحادية والاتحاد السوفييتي سابقاً، وممثلو اللجان الشعبية؛ واتحاد المهندسين الفلسطينيين في بيروت؛ وممثل عن مفوضية الشباب في الحزب التقدمي الإشتراكي؛ وممثلو المؤسسات والجمعيات اللبنانية والفلسطينية؛ ونازحو مخيمات سوريا؛ ووجهاء وفاعليات وأهالي مخيم شاتيلا.
بدأ الاعتصام بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، والوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء مع قراءة سورة الفاتحة. ثمَّ قدّم الكلمات مسؤول الحراك الشعبي في مخيم شاتيلا حسن أبو عزقة، فكانت الكلمة الأولى للأحزاب والمؤسسات والقوى اللبنانية ألقاها رئيس المركز العربي للهيئة الدولية في الشرق الأوسط لدعم الشعب الفلسطيني سعادة السفير بهاء الزغير حيث جاء فيها: "إسرائيل هي ليست عدوة فلسطين فحسب، إنما هي عدوتنا جميعاً، هي عدوتنا وعدوة كل العرب". متمنياً على الضمير العالمي أن يقف وقفة عز وكرامة إلى جانب القضية الفلسطينية.
وأضاف: "نحن هنا لنقف إلى جانب الأطفال والنساء المقاومين في مخيم شاتيلا، نقف إلى جانب الأسرى المضربين عن الطعام، والذين هم أبطال وشهداء أحياء مع وقف التنفيذ".
وألقى أمين سر حركة "فتح" في بيروت العميد سمير أبو عفش كلمة منظمة التحرير الفلسطينية جاء فيها: "في اليوم الخامس والعشرين لإضراب الحرية والكرامة التي ينفذها أبطال الحرية في معتقلات العدو الصهيوني، الإصرار قائم، الإضراب في حالة متصاعدة، العزيمة تتصاعد، التحدي للعدوان الصهيوني المستمر، هو تحدي لا مثيل له، كل محاولات التشويش على هذا الإضراب المستمر من قِبل العدو المحتل، باءت وستبؤ بالفشل لأنَّ هناك قيادة موحدة لكل الأسرى والمعتقلين".
ونقلاً عما قاله الأسرى قال أبو عفش: "الأسرى يقولون إن لم يكن هناك تحركات من لبنان، فلن يكون هناك تحركات من أي مكان آخر".
وتابع: "إنَّ اعتماد الأسرى أولاً وآخراً هو على أنفسهم وعلى صمودهم وعلى قدراتهم على تحريك الشارع العربي الذي يبدأ من لبنان، ليعم بعد ذلك على أمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم.
وختم أبو عفش قائلاً: لا حرية.. لا إستقلال.. لا دولة فلسطينية.. لا عودة إلا بتحرير كافة الأسرى من سجون الإحتلال الصهيوني.
أما عضو اللقاء الروحي في لبنان القاضي الأب الياس جورج صليبا فقد أعرب عن غبطته بوجوده لأول مرة في مخيم شاتيلا ولكنها ليست المرة الأولى التي يتضامن فيها مع الأسرى. وهنا قال الأب صليبا "نحن وسيدنا البطرك برغوريوس صُمنا وقدمنا الصيام عن أهل فلسطين والأسرى". وطالب الأخوة العرب الذين يهتمون بأشياء كثيرة، أن يولوا القضية الفلسطينية أولى اهتماماتهم لأنها هي القضية الأم في العالم، معتبراً إيّاها "قضية مظلومية".
كلمة تحالف القوى الفلسطينية ألقاها عضو اللجنة المركزية للإنتفاضة أبو إياد زهرة، وجّه فيها التحية إلى الأسرى وفي مقدمهم القائدين مروان البرغوثي وأحمد السعدات، مطالباً بتحرير كافة الأسرى وليس فقط تحسين أوضاعهم الحياتية داخل السجون.
وخاطب زهرة الأسرى قائلاً: "يا أسرانا، إن معركتنا واحدو سواءً داخل الوطن، أو حول أرض الوطن. هم يريدون قهر الأنظمة الوطنية، بل يريدون إنهاء المقاومة حتى تبقى فلسطين محتلة إلى الأبد". أيها الأسرى، "نحن معكم بقلوبنا وسلاحنا ومشاعرنا، مؤكدين لكم أن معركتنا لن تتوقف الاّ بهزيمة هذا الإحتلال البغيض".
وألقى كلمة المجلس الوطني الفلسطيني عضوها الرفيق صلاح صلاح، جاء فيها: هذه الجَمعة الكريمة التي تؤكد على الوحدة اللبنانية الفلسطينية بفضل هذا الأسير، صوت الأسير هو الذي عبّر عنه الأب حداد في كنيسة العذراء في مغدوشة؛ صوت الأسير هو الذي دفع الأب "لحّام" بأن يعلن أنه سيبدأ الإضراب مع الأسير الفلسطيني يوم السبت القادم؛ صوت الأسير له صدى كبير، هو الذي دفع الملايين في اليمن؛ اليمن الذي يتعرض للدمار اليومي، للقتل اليومي؛ لسفك الدم اليومي، الملايين يخرجون في شوارع صنعاء، يهتفون لفلسطين، مستجيبين لصوت الأسير، صوت الأسير هو الذي حرّض البرلمانيين في الإتحاد الاوروبي وأن يعلنوا موقفاً متضامناً مع فلسطين؛ مع الأسير الفلسطيني؛ صوت الأسير هو الذي وجد صداه في ايرلندا وجعل بلديتان تتخذان قراراتهما بالإجماع رفع علم فلسطين فوق بلديتهما. هذا الصوت هو الذي نستجيب له الآن. وتمنى صلاح أن يكون الصوت الفلسطيني، صوت واحد هو صوت الأسير الفلسطيني.
الدكتورة كوثر عبد الفتاح ممثلة ومستشارة رئيس جامعة الأمم العربية الرئيس الدكتور عاطف بدوان، أعربت عن سعادتها للمشاركة في هذا الإعتصام التضامني مع الأسير الفلسطيني وقرأت بعض المقتطفات من كلمات كانت كتبتها على صفحتها الفايس بوك، جاء فيها: "ماء وملح وكرامة وعنفوان إنهم أسرانا حاملين القضية العربية، إنهم نهر من العطاء وإشراقة من نقاء وراية تسمو إلى العلياء، شموخ وسمو إلى الأعالي، إنهم طعم الحياة، ورائحة الحرية، وعنوان الحق، وطريقنا إلى فجر جديد، وممرنا إلى نصر عزيز ومجيد.
وألقى عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية أركان بدر كلمة أكَّد فيها للأسرى أنهم ليسوا وحدهم، وأن قضيتهم هي قضية وطنية فلسطينية بامتياز، وقضية العرب وكل الأحرار في العالم، وأنَّ معركتهم، معركة الكرامة والحرية، معركة الأمعاء الخاوية هي معركة الكل الفلسطيني سوف تستمر وتتصاعد لتتآخى مع إنتفاضة الشباب حتى تحقيق أهداف شعبنا في الحرية من السجون الصهيونية، وفي حرية الشعب الفلسطيني، وفي حقه بالعودة وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها قدس المقدسات وعاصمة الأرض والسماء.
وأشار أركان" أنتم أسرى هم أسرى في السجون، ولكنكم أحرار بأمعائكم الخاوية، بعيونكم الجاحظة نحو الحرية، وحرية الوطن واستقلاله، ونحن الأحرار معتقلون بإنقسامنا، بتمزقنا، بتشتتنا، لذلك نقول أن لسان حالكم هو الوحدة الوطنية اليوم قبل الغد، ويجب إنهاء الإنقسام الداخلي البغيض".
وكانت كلمة لأمين عام جمعيات جبل لبنان ومؤسس "اللقاء المعروفي" فضيلة الشيخ زياد غنّام، قال فيها: نحن نقف هنا كمواطنين، ندعمكم وندعم قضيتكم. نقف مع الشهداء ( شهداء مع وقف التنفيذ) نعم، إنهم شهداء أحياء لأنهم أقوياء بنفوسهم، وهؤلاء هم الشجعان الذين يضربون عن الطعام، يعلموننا ويقولون لنا "أننا نحن أسرى داخل سجوننا، فماذا تفعلون أنتم خارج السجون؟". نقول للشعب الفلسطيني أن صلاح الدين الأيوبي حرّر فلسطين بعد 164 عاماً، فما بالنا بالكيان القائم الآن ما زال في أول المخاض، حتماً سيزول، وستبقى الدولة الفلسطينية.
وألقى ممثل الحزب التقدمي الإشتراكي الأستاذ كمال يحيى كلمة قال فيها: الواقع يتغير كما نريده لا كما يفرض علينا، فالعدو الإسرائيلي لا تستفزه كلمة أكثر من "كلمة النكبة"، إذ يتذكر العالم بما فعله بالشعب الفلسطيني المضطهد والمظلوم. أمَّا محاولة سلب الكرامات، كرامات الأسرى فلن تمر، وإرادة الحياة عندهم أقوى، فكيف يستسيغ الطعام مَن لا حرية له؟ وكيف يكون الأسير حراً إن هُددت كرامته؟. في نهاية كلمته وجّه يحيى تحية الحزب التقدمي للشعب الفلسطيني وللأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني.
كلمة أبناء مخيم شاتيلا ألقاها عاهد بهار وجّه فيها التحية إلى القائدين مروان البرغوثي وأحمد سعدات ولكل الأسرى القابعين خلف قضبان زنازين الاحتلال الاسرائيلي. كما وجَّه الشكر لكل الذين تضامنوا في خيمة الأسرى دعماً للمضربين عن الطعام وخص بالذكر النازحين الفلسطينيين من مخيمات سوريا.
كما عاهد الأسرى الأبطال" أنَّ هذه الخيمة، خيمة الأسرى ستبقى مستمرة حتى تحقيق الإنتصار وتحقيق جميع المطالب".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها