في الأول من أيار من كل عام يحتفل العالم بعيد العمـــال في محاولة جدية للالتفات إلى هذه الطبقة من المجتمع وللتأكيد على دورها وتقدير المجتمع والدولة لهذه الفئة أو الشريحة، ولدراسة مطالبها الحياتية، كما ويتم إجراء تقييم لظروف العمل الخاصة بهذه الفئة الهامة في المجتمعات والدول عبر مؤسسات مختصة تسعى دوماً للحفاظ على حقوق العامل وتتجاوب معها السلطات في الغالب إيماناً منها بأن العامل شريك في النجاح.
في الأول من أيار تجري الدول والمنظمات الحقوقية والاتحادات العمالية والنقابات مراجعات لأحوال العمال والخدمات المقدمة لهم، حيث باتت العديد من الدول تؤمن بضرورة الاهتمام بالعمـــال وحقوقهم وطبيعة حياتهم وما يقدم لهم من خدمات تساعدهم على أداء دورهم.
بل باتت أوضاع العمال في الدول هي أحدى معايير تقييم مستوى هذه الدولة ومدى تطورها.
لم يأت اليوم العالمي للعمال وباعتباره عيد العمال بالصدفة بل جاء نتيجة نضال طويل قام به العمــــال من أجل تحسين ظروف عملهم وتطوير حقوقهم بمنطق الشراكة .
وأول من احتفل بالعمال رسمياً في العالم هو أستراليا عام 1856 ومن ثم أنتقل هذا الاحتفال إلى الولايات المتحدة الأمريكية وبات رسمياً عام 1882 وأصبح لاحقاً عالمياً وتم اعتماد الأول من أيار من كل عام لإحياء مطالبات العمال بساعات العمل الثماني يومياً".
هذا اليوم هو تكريس للعدالة ولتقليل الفجوة بين من يقوم بالعمل وبين من يملك العمل وهو يوم لتقدير العمل والعمال وهو يجب أن يكون فرصة لمراجعة أحوال العمال في الشركات المختلفة وفي القطاعات المختلفة في كل الدول.
في هذا اليوم ندعو كافة الشركات والمؤسسات ورجال الأعمال لاعتبار العمال شركاء. فهم بناة التقدم وشركاء النجاح، وهم من يقف خلف أصعب الأعمال وأكثرهــــا قسوة.
لنكن معهم ولنفكر بهم ولنحترم دورهم.
هذا وأود الإشارة إلى أنني أعيش تجربة أعتز بها في دولة الإمارات العربية المتحدة حيث تبذل الحكومة في هذه الدولة الرائدة كل ما يمكن من أجل تحسين ظروف العمل الخاصة بالعمال الذين أتوا من كافة دول العالم ليساهموا في نجاحها. هنا قانون داعم لحقوق وإجراءات تحد من استغلال أصحاب العمل للعمـــال وهذه القوانين تتطور يوماً بعد يوم في مصلحة العامل ومصلحة صاحب العمل بشكل متوازن.
يجدر بنا الإشارة إلى أن هناك خصوصية لبعض الدول التي أغلب عمالها ليسوا من حملة جنسيتهـا ومع ذلك لا يتم استغلال هذه الشريحة لتحقيق النجاح بدون الالتفات لهم وما نعيشه هنا في دولة الإمارات العربية المتحدة من مراعاة لهؤلاء العمال خير مثال على ذلك.
بالنسبة لي وبخبرتي أقول بأن عمـــال أي شركة أو مؤسسة هم أحد أسباب نجاح أو فشل أي مشروع ولتعزيز مشاركتهم الفاعلة في تحقيق نجاح أي مشروع أو أي شركة هناك ضرورة لما يلي:
- أن يكون هناك علاقات مميزة مع هؤلاء العمال من خلال منحهم الفرصة للتعبير عن كل ما يعيق عملهم أو كل ما يساعد في تعزيز مشاركتهم الإيجابية في العمل.
- ضرورة منح العمال الاهتمام باعتبارهم شركاء وهذا يجب أن يكون أساساً للتعامل معهم.
- ضرورة توعية كافة موظفي أي شركة على أن العمال هم بناة التقدم وشركاء النجاح، وبالتالي عدم التعامل معهم باعتبارهم مجرد أدوات لإنجاز عمل ما.
- العمل على توفير أجواء مميزة للعمال من خلال السكن والمواصلات ووجبات الطعام وبعض الترفيه المعقول والممكن التعامل معه.
- خلق إطار إنساني للعلاقة مع العمال فلا فرق بين (عامل) و(موظف) كما لا فرق بين جنسية وأخرى وقطعاً لا فرق بين دين أو أخر.
إن احترام العمـــال وتقدير دورهم ومنحهم حقوقهم ليس منحة من صاحب العمل بل هو أساس لتحقيق التوازن الطبيعي بين من يقوم بالعمل ومن يملك العمـــل وهذا التوازن هو ضمان لأن يكون النجاح مهمة الجميع وللجميع.
كنت قد قلت في العنوان بأن العمال هم شركاء النجاح وبناة التقدم و أُضيف كذلك بأنهم ضمانة المستقبل.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها