بسم الله الرحمن الرحيم
"وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ" صدق الله العظيم
لقد فُوجئنا بقرار الحكومة الأخير القاضي بخفض رواتب موظَّفي غزة بنسبة 30%، وقد جاء هذا القرار كالصاعقة على رؤوس قيادات وكوادر وأعضاء حركة "فتح" في قطاع غزة. وعلَت أصوات الاحتجاجات الناقمة، ثُمَّ توسَّعت دائرة الاستنكار والاحتجاج خارج القطاع، وهناك مَن ركب موجة التحريض لصالحه، أو لصالح فصيله إلَّا أنَّ من أصدر القرار الذي طال الموظفين وغالبيّتهم أبناء حركة "فتح" كان عليه بأن لا يرتجل في أخذ مثل هذه القرارات التي تمُّس حياة الموظفين، وكان لا بدَّ من التشاور مع قيادة حركة "فتح" قبل أن يقع الفأس بالرأس. من الطبيعي أن يُخرِج القرارُ الموظفين عن طبائعهم المعتادة لأن المسَّ برواتبهم التي يعتاشون منها في أقصى الظروف الاقتصادية التي يعيشها قطاع غزة، هو يؤثِّر على معيشتهم، وعلى ما هو مطلوب منهم خاصةً تجاه تعليم أبنائهم، أو معالجتهم، أو حل مشاكلهم الحياتية. وليس هناك ما هو أصعب على ربِّ الأسرة من أن تحرم أطفاله لقمة العيش، وأن يدخل في أزمات متتالية.
نحن نأمل وفي أسرع وقت أن تتراجع الحكومة عن قرارها، لأنَّ هذا القرار آلمنا نحن في لبنان، وهذه الأجواء السلبية المتفاعلة لا تخدم فلسطين، ولا اللُّحمة الوطنية. ولا يجوز استهداف أهلنا وعائلاتنا في معشيتهم خاصةً أنَّهم هم القابضون على الجمر، وهم ما زالوا يدفعون ثمن تداعيات الانقسام على قطاع غزة خاصة.
نأملُ التدخل المباشر من سيادة الرئيس أبو مازن واللجنة المركزية مع رئيس الحكومة وأعضائها لاتخاذ موقف وطني مسؤول يعطي الأولوية للمصالح الوطنية والاجتماعية والمعيشية لأبنا شعبنا، حتى نحول دون أيّة عملية تشظي تنال من وحدة شعبنا، ومن مواقفه الوطنية، ومن مسيرته المعروفة بالتضحية والوفاء والصبر على المصاعب والتحديات.
كلّ التحية لأهلنا في القطاع وللموظفين، وكلّ التحية لقيادات وكوادر وأعضاء حركة "فتح" في قطاع غزة، وهم الصابرون الصامدون، وهم ساحة الفعل والتأثير، ولديهم الحكمة والرصانة، والإرادة الوطنية لمواجهة ومعالجة الأزمات كافةً.
مع التحية لكلّ أسرانا، وشهدائنا، وجرحانا، ولأهلنا في الداخل والشتات
وإنَّها لثورة حتى النصر
حركة "فتح" - إقليم لبنان
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها